من أخطر الأمراض المنتشرة في الجنس البشري مرض سرطان الدم، وهو عبارة عن نوع من الخلايا السرطانية المتواجدة في الدم، حيث يقوم نخاع العظم في الإنسان المصاب بإنتاج الكثير من الخلايا البيضاء الغريبة على الجسم، وتتزاحم هذه الخلايا مع الكرات المتواجدة في الجسم والسليمة، مما يؤدي ذلك إلى حدوث مرض سرطان الدم.
أعراض مرض سرطان الدم
مرض سرطان الدم يتضمن العديد من الأعراض التي من الممكن أن تتشابه مع أي مرض آخر، ونذكر هُنا أشهر الأعراض، وهي ما يلي:
- يفقد المصاب الكثير من الوزن دون سبب واضح لهذا النزول المفاجئ في وزن الجسم.
- يشعر مريض مرض سرطان الدم بالإعياء والتعب بشكل مستمر.
- يكون المريض فاقد للشهيّة، ويشعر بأن معدته ممتلئة دومًا حتى ولو كانت كميّة الطعام قليلة جدًا.
- يحدث تورم ونزيف حاد في اللثة وبشكل مستمر.
- يحدث نزيف أو أي كدمة في الجسد بشكل عام بسهولة.
- يتعرّق المريض ويشعر بحُمّى في الليل بدون سبب واضح.
- حدوث عدوى مستمرة.
- الشعور بعدم الارتياح في البطن والانتفاخ الدائم فيها.
- المناطق التي تتواجد بها الغدد الليمفاوية مثل الرقبة وتحت الإبط يحدث فيها انتفاخات بشكل دائم.
أسباب مرض سرطان الدم
هناك العديد من المسببات التي تؤدي إلى حدوث مرض سرطان الدم، ومن هذه الأسباب ما يلي:
- التدخين من أهم العوامل التي تسبب العديد من الأمراض ومنها مرض سرطان الدم.
- أن يكون المريض قد تعرض للكثير من الأشعة، وبشكل كبير وبمستوى عالي.
- تناول العديد من العقاقير الكيمياوية، مثل Alkylating Agents وعقار Topside.
- حدوث اضطرابات في الدم تؤدي إلى الإصابة بشكل كبير بمرض سرطان الدم.
علاج مرض سرطان الدم
هناك مجموعة من المعايير التي يجب على الطبيب وضعها في الاعتبار لدى مريض مرض سرطان الدم، ومن هذه المعايير سن المريض، والمرحلة المرضية التي وصل المريض إليها، وهناك العديد من الطُرق العلاجية التي تساعد في القضاء على مرض سرطان الدم، ومنها:
علاج سرطان الدم الليمفاوي الحاد: ويكون هذا العلاج عن طريق ثلاث مراحل، في البداية يكون عن طريق المعالجة الحثية، ثم المعالجة التي تكون بعد سكون المرض، أما المرحلة الأخيرة وتكون علاج المداومة، ومن خلال هذه العملية يتم استعمال العلاج الكيماوي بالإضافة إلى العلاج الإشعاعي، وعن طريق هذا العلاج يتم زراعة نخاع العظم الذي تسبب في حدوث مرض سرطان الدم نتيجة لإفرازه خلايا شاذة من الكرات البيضاء تسير مع الخلايا السليمة، وهنا يتم أيضًا زراعة الخلايا الجذعية، مع العديد من الأدوية المعالجة.
علاج سرطان الدم التقياني الحاد: والذي من خلاله يتم الحد من مرض سرطان الدم عن طريق إجراء زراعة لنخاع العظم أو للخلايا الجذعية، ويكون هذا عندما تسوء حالة المريض وتزداد درجة المرض في الجسد، بالإضافة إلى تفاقم المرض وانتشاره، ولكن المنتشر في هذه الحالات عن عملية الزراعة، هو أن يكون هناك نقل للدم أو للصفائح الدموية، بالإضافة إلى مدّ المريض بالمزيد من المضادات الحيوية التي تحمي المريض من حدوث أي عدوى في الدم.
علاج سرطان الدم التقياني المزمن: هذا العلاج يستهدف القضاء على الخلايا الغريبة التي انتجها نخاع العظم، وفي هذه الحالة كون مرض سرطان الدم مزمنا، فالعلاج لا يمكن أن يكون الحل الوحيد للقضاء على هذا المرض، ولكن يستطيع المريض مع هذا العلاج أن يعيش حياة طبيعية بعض الشيء، ومن الممكن أن يكون العلاج في هذا النوع من مرض سرطان الدم زراعة نخاع العظم، بالإضافة إلى العلاج الحيوي والكيماوي، وعملية الزراعة تكون مفيدة وهامة للغاية للمرضى صغار السن بشكل خاص.
علاج سرطان الدم الليمفاوي المزمن: في هذا النوع من مرض سرطان الدم، يكون الشائع هو العلاج الكيماوي والإشعاعي، ومن الممكن أن تخضع بعض الحالات إلى إجراء عملية جراحية لإزالة الطحال نتيجة لتعرضه إلى التضخم.
علاج سرطان دم الخلية الشعرية: من الجدير بالذكر أن هذا النوع من مرض سرطان الدم هو نوع بطيء للغاية في نموه، ولا يحتاج المريض فيه إلى أي علاج، ولكن يجب إعطاء المريض العلاج حتى يبقى المرض في حالة من السكون لأطول فترة ممكنة، والعلاج هو عبارة عن علاج كيماوي وعلاج حيوي، وفي بعض الحالات يلجأ الطبيب إلى إزالة الطحال حال تضخمه.
تشخيص مرض سرطان الدم
فور أن يشعر المريض بالأعراض السابق ذكرها، عليه أن يتوجه إلى الطبيب فورًا، وهو الذي يحدد الإجراءات الواجب اتباعها مع المريض، ويكون التشخيص لمرض سرطان الدم عن طريق الآتي:
فحوصات الدم:
من أشهر الفحوصات التي تتم بشكل تام وكامل في أغلب الوقت، وفحوصات الدم هذه تحتوي على فحص كامل للدم، بالإضافة إلى فحص وظائف الكُلى، مع فحص وظائف الكبد، ومعرفة مستوى حمض اليوريك في الجسم، ويقوم الطبيب بطلب مسح لعينة من الدم لفحصها جيدًا تحت المجهر لمعرفة وجود أي خلايا سرطانية في الدم أم لا.
خزعة نخاع العظم:
وهو من الفحوصات التي يطلبها الأطباء لمعرفة نوع سرطان الدم المتواجد في الجسد، وكيفية التعامل معه.
البزل القطني:
والذي عن طريقه يتعرف الطبيب على المكان الذي تتواجد فيه الخلايا السرطانية بالسائل الشوكي، والسائل الشوكي هو المتواجد في الحبل الشوكي والدماغ، بالأماكن الفارغة داخل وحول الدماغ والحبل الشوكي.
فحص الوراثيات الخلوية:
هذا الفحص يكون للكروموسومات المتواجدة في الخلايا، والتي يتم تحديدها عن طريق الفحوصات الموجودة في عينات الدم أو عن طريق نخاع العظم، أو عن طريق الغدد الليمفاوية والتي عن طريقها يتعرف الطبيب على المشاكل الوراثية التي من الممكن أن تكون عاملا في حدوث المرض، فعلى سبيل المثال هناك بعض الأشخاص يكون تشخيصهم هو وجود نوع من مرض سرطان الدم وهو سرطان الدم النقياني المزمن، يكون المتسبب في هذا المرض هو وجود نوع من الجينات والكروموسومات اسمه كروموسوم فيلادلفيا.
فحوصات PCR و FISH
والتي من خلالها يتعرف الطبيب على موقع الخلايا السرطانية المتواجدة في الجسم، وهذه الفحوصات تكشف عن وجود أي خلل في الكروموسومات المتواجدة في الحمض النووي المتواجد في الخلية الواحدة.
الوقاية من مرض سرطان الدم
هناك العديد من العادات التي يجب على الفرد في الحياة بشكل عام أن يحرص على أن لا يفعلها، ليقي جسده من مرض سرطان الدم، ومن هذه الطرق التي تجعل الإنسان في صحة جيدة ما يلي:
– لا بُدّ أن يقلع الفرد عن عادة التدخين بأي شكل، فهي تدمر الصحة بشكل كبير.
– الاهتمام بالتغذية الصحية، والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه.
– إذا كان هناك في العائلة تاريخ مرضي سابق مع مرض سرطان الدم يجب على الفرد أن يجري بصفة دورية الفحوصات اللازمة، حتى وإن حدثت الإصابة بهذا المرض يتم الكشف عنه مبكرًا وعلاجه بدلًا من اكتشافه في المراحل المتأخرة.
– ممارسة الرياضة من الأمور الجيدة التي يجب على الفرد أن يواظب عليها، فهي تجدد دومًا الخلايا وتنشط الدورة الدموية في الجسد، وتجعله يتمتع بصحة أفضل.
– على الإنسان أن يهتم بالجانب النفسي في حياته حتى لا يؤثر هذا على صحته.