استخدم الرئيس الراحل لدولة الامارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان خلال عهده الذي استمر 33 عاما، اموال النفط لتطوير بلاده من اجل أحداث تحول عميق في بنيتها لجعلها طرفا اساسيا في الاقتصاد العالمي، وفي الواقع فانه وبفضل العائدات النفطية الكبيرة تعد الامارات واحدة من اغنى دول العالم بدخل فردي يبلغ اكثر من 16 الف دولار سنة 2002، ويتوقع ان يرتفع هذا الدخل بشكل واضح هذه السنة بسبب الارتفاع الحاد لاسعار النفط.
مقدمة عن الشيخ زايد
لكن كل مظاهر الازدهار من طرق سريعة وفنادق فخمة وتطور سياحي كبير ومناطق حرة تستقبل كبريات الشركات المتعددة الجنسيات لا يجب أن تحجب بعض أوجه التناقض خاصة في مجال النمو الاقتصادي غير المتوازن بين الإمارات السبع التي تشكل الدولة الاتحادية (ابوظبي ودبي والشارقة والفجيرة وراس الخيمة وعجمان وام القيوين).
وتشكل إمارة دبي تجسيدا جليا لهذا التناقض بين الامارات بمشاريعها الضخمة والبالغة الفخامة والتي توظف فيها استثمارات بمليارات الدولارات وتسعى للتحول الى مركز تجاري ومالي وسياحي عالمي.
إنجازات الشيخ زايد
ويتجسد الطموح الكبير لهذه الامارة في مطارها الدولي الذي تجري له عملية توسيع بهدف جعله يستقبل ستين مليون مسافر سنويا بحلول سنة 2020، كما تفخر دبي بكونها تؤوي اكبر منطقة حرة في المنطقة في جبل علي (جنوب غرب دبي) اضافة الى منطقة حرة للتجارة الإلكترونية في مدينة دبي للانترنيت التي تضم كبريات شركات التكنولوجيا المتطورة مثل «مايكروسوفت» و«اي بي ام» و«اوراكل».
تقرير عن الشيخ زايد
وتأمل امارة دبي في توظيف ثروات دول المنطقة لتصبح سوقا مالية عالمية حيث اقامت للغرض مؤخرا مركز دبي المالي العالمي، وتمثل امارة ابوظبي حيث العاصمة الاتحادية والتي تنتج اكثر من 80 بالمئة من نفط الامارات (5،2 مليون برميل يوميا)، القطب الاقتصادي الثاني في الامارات.
ويتأتى باقي الانتاج النفطي اساسا من امارتي دبي والشارقة، كما توفر امارة ابوظبي التي تشكل مساحتها حوالي 86 بالمئة من الامارات، اغلب موارد الميزانية الاتحادية للدولة.