الغدد الليمفاوية هي من أهم الغدد الموجودة في الجسم، والتي تقوم بالعديد من الوظائف والمهام من خلال إفراز هرموناتها، في البداية لابد من التعرف على الجهاز الليمفاوي الذي يعتبر أحد الأجهزة الموجودة في جسم الإنسان ومسؤل عن تصريف السوائل الموجودة بداخله كي تحدث نوع من التوازن، ومن مسؤلياته أيضا محاربة أي نوع من العدوى التي تهاجم الجسم، والجدير بالذكر أن الجهاز الليمفاوي يتكون من الطحال والأوعية الليمفاوية، والعقد الليمفاوية المنتشرة في الجسم، ويوجد داخل الجهاز سائل شفاف من البروتينات والأملاح وغيرها، واليوم نتطرق سويا إلى موضوع الغدد اللمفاوية وظائفها وأماكنها في الجسم، والأضرار والمشاكل الصحية الناتجة عن وجود أي خلل بها فتابعونا.
الغدد الليمفاوية
يطلق على الغدد الليمفاوية العقد الليمفاوية أيضا، وتتكون الغدد الليمفاوية من مجموعة من العقد والغدد الليمفاوية الصغيرة التي تنتشر في جميع أنحاء الجسم المختلفة على شكل تجمعات عنقديه، ويصل عدد الغدد الليمفاوية الموجودة في جسم الإنسان إلى ما يقرب من 600 غدة، وتنقسم الغدة الليمفاوية الواحدة إلى شقين هما:
- منطقة القشرة: وتتكون تلك المنطقة من مجموعات كبيرة من الخلايا الليمفاوية، وتتكون تلك المنطقة بشكل رئيسي من الخلايا الليمفاوية البائية والتي تنضج بشكل كامل تماما في نخاع العظم.
- النخاع: وهو الجزء الثاني من الغدة الليمفاوية.
وظيفة الغدد الليمفاوية
بالتأكيد كل عضو في جسم الإنسان له الوظيفة التي يقوم بها مثل باقي الأعضاء الأخرى، وكل عضو له الوظيفة التي تخصه ولا تدخل من شأنها على الوظيفة التي يقوم بها العضو الآخر، وأما وظيفة الغدد الليمفاوية فتتمثل في تقوية جهاز المناعة، ويعمل السائل الليمفاوي على ترشيح السائل من مختلف أعضاء جسم الإنسان ويقوم بإزالة المواد الضارة المختلفة منه ومن ثم الرجوع إلى الدم مرة أخرى، وفي وقت إصابة الجسم بأي نوع من العدوى يقوم السائل الليمفاوي بالدخول إلى الغدد الليمفاوية والبدء مباشرة في مهاجمة كرات الدم البيضاء الموجودة في الأجسام الغريبة المسببة للعدوى.
أماكن وجود الغدد الليمفاوية في الجسم
توجد الغدد الليمفاوية في أماكن متفرقة من جسم الإنسان، وتتوزع بالتحديد في المناطق التالية:
- منطقة الرقبة.
- الإبطين.
- المنطقة الإربية عند الفخذ.
- بين الرئتين.
- حول القناة الهضمية.
تضخم وانتفاخ الغدد الليمفاوية
الغدد الليمفاوية كغيرها من أعضاء جسم الإنسان من الممكن أن تتعرض لبعض المضاعفات المختلفة التي تؤثر على المهام التي تقوم به، وهناك العديد من الأسباب المختلفة التي من الممكن أن تتسبب في حدوث انتفاخ أو تضخم في الغدد الليمفاوية، وفي الوقت الذي تتضخم فيه الغدد الليمفاوية يصبح حجمها في حجم حبة الفاصولياء ومن الممكن أن يكبر عنها، وبالتأكيد هذا العرض يحدث الآلام المختلفة التي تعطر صفو المريض والحياة الطبيعية الخاصة به، وتتمثل الأسباب التي تؤدي إلى تضخم الغدد الليمفاوية في الآتي:
- الإصابة بالعدوى: وتعد الإصابة بالعدوى الفيروسية على وجه التحديد من أولى الأسباب التي تصيب الغدد الليمفاوية بالتضخم والانتفاخ، ومنها الرشحات ونزلات البرد والتهاب الحلق العقدي، وأيضا العدوى التي تصيب الأذن وأي نوع من الالتهابات التي تصيب الأسنان.
- السرطان، وهنا أيضا الإصابة بالسرطان من المسببات التي ينتج عنها إصابة الغدد الليمفاوية بالتضخم والانتفاخ، وهذا لأن تلك الغدد من المنابع الأساسية لانتشار السرطان في الجسم.
- اضطرابات في الجهاز المناعي للجسم: الجهاز المناعي له فائدة كبيرة في جسم الإنسان، ولكن في وقت حدوث أي نوع من الخلل في وظيفة هذا الجهاز تعرض نتيجة له بعض الاضطرابات الجسمانية الأخرى وعلى رأسها تضخم وانتفاخ في الغدد الليمفاوية، ومن المشاكل التي تؤثر بشكل كبير في هذه الحالة هي الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
- الإصابة بأي نوع من الالتهابات الجلدية المختلفة يؤثر على وظيفة الغدد الليمفاوية.
- ظهور الدمامل على اللسان تؤثر على الغدد الليمفاوية.
أعراض التهاب الغدد الليمفاوية
بالتأكيد هناك العديد من الأعراض المختلفة التي تظهر على الشخص المصاب بالتهاب في الغدد الليمفاوية، وتتمثل تلك الأعراض في التالي:
- الشعور بألم دائم في المنطقة المصابة.
- ملاحظة زيادة كبيرة في حجم الغدد الليمفاوية الموجودة في الجسم.
- حدوث التهاب في الحلق.
- التعرق بشكل كبير أثناء النوم في فترة الليل على الرغم من اعتدال المناخ.
- ظهور بعض الأعراض التي تشبه الأنفلونزا وعلى رأسها ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة، وسيلان مستمر في الأنف.
سرطان الغدد الليمفاوية
الغدد الليمفاوية من أكثر الغدد التي تتعرض بشكل كبير للإصابات السرطانية، وفي وقت الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية يحدث نمو غير طبيعي في الأنسجة الليمفاوية المختلفة، وتستمر إلى أن تصل لباقي أعضاء الجسم، وتظهر تلك المشكلة واضحة بشكل كبير في منطقة الإبطين والرقبة، والجدير بالذكر أن السرطان ينحصر بشكل تام في الغدد والأنسجة الليمفاوية ولكنة لا يخرج أبدا إلى خارجها إلا في بعض الحالات النادرة.
أعراض سرطان الغدد الليمفاوية
تتشابه أعراض سرطان الغدد الليمفاوية مع الأخرى التي تخص الإصابة بالتهاب فيها، ولكن الأعراض في السرطان تبدأ بشكل بسيط جدا وتستمر في الزيادة إلى أن يدرك الشخص المريض وجود شئ غير طبيعي وبالتالي يتوجه على الفور إلى أسرع طبيب متخصص، وتتمثل أعراض سرطان الغدد الليمفاوية في:
- التهابات فيروسية مثل نزلات البرد، ويستمر هذا العرض لفترة طويلة مع المريض.
- نقص كبير في الوزن خلال فترة قصيرة.
- الشعور بالضعف العام في كافة وظائف الجسم المختلفة.
- ارتفاع كبير في درجة حرارة الجسم والتعرق بشكل كبير في الليل.
- إصابة الجلد بجفاف شديد.
- الإحساس بصعوبة كبيرة في بلع الطعام نتيجة لوجود التهاب في اللوزتين.
- صعوبة كبيرة في التنفس واستمرار السعال لفترة طويلة.
- تضخم ملحوظ في الغدد الليمفاوية في البطن وبالتالي يتسبب الأمر في آلام متفرقة في البطن والظهر والقدمين وضعف تام في عضلات الجسم.
أسباب سرطان الغدد الليمفاوية
هناك بعض الأسباب المختلفة التي تسبب الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية، وتتمثل تلك الأسباب في:
- العامل الوراثي.
- التقدم الكبير في العمر وخاصة بعد الوصول إلى سن الستين عاما.
- الرجال هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض أكثر من السيدات.
- التعرض المستمر للمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية.
- التعرض للعلاج الإشعاعي لأمراض السرطان.
- الزيادة الملحوظة في الوزن.
علاج الغدد الليمفاوية
بالتأكيد هناك أنواع مختلفة من العلاج للغدد الليمفاوية، ولكن لابد من الذهاب لاستشارة الطبيب المختص في كافة الأعراض المختلفة التي تعرض لها المريض في الفترة الأخيرة كي يقوم بتشخيص العرض بشكل سليم ومن ثم وصف العلاج المطلوب للحالة المرضية، والجدير بالذكر أن الإصابة بأي نوع من الأمراض التي تصيب الغدد الليمفاوية من الممكن أن تتفاوت من مريض لآخر وبالتالي طريقة العلاج والأدوية الموصوفة سوف تكون مختلفة تماما، والجدير بالذكر أن حالات الإصابة الخفيفة سوف تتحسن بعد أن يقوم الطبيب بوصف العقاقير الطبية المناسبة لها، وفي حال وجود تورم أو انتفاخ في الغدد سوف يتم ملاحظة اختفائها بشكل تام، ولكن في وقت مرور الوقت ومع ذلك لا يوجد أي نوع من التحسن من الممكن الذهاب إلى الطبيب مرة أخرى .
علاجات منزلية للتخفيف من حدة الإصابة بالتهاب في الغدد الليمفاوية
- استخدام كمادات المياه الساخنة ووضعها على مناطق الألم.
- استخدام المسكنات بعد استشارة الطبيب.
- الراحة التامة والنوم لفترات كافية.
ولكن فيما يخص علاج سرطان الغدد الليمفاوية فالأمر يتعلق بالعلاج الإشعاعي أو الكيماوي، وتم التأكيد على أنهما اكثر فعالية بدلا من الخضوع لأي نوع من العمليات الجراحية.