العديد من الأشخاص يصابون بالوسواس الفكري بدون علمهم، ولهذا سنوضح تعريف الوسواس الفكري وأسبابه وأعراضه وكيفية علاجه، وتوضيح الوسواس القهري الجنسي والمرضي وكيفية علاجهما.
الوسواس الفكري
هو نوع من أنواع الوسواس القهري يرتبط بمجموعة من الافكار التي تسيطر على عقل الشخص وفكره ولا يستطيع إبعادها عن فكره، وعندما يريد التخلص من هذه الأفكار المسيطرة عليه يبدأ الشعور بالتوتر والقلق والاضطراب، وتدفع هذه الأفكار المصاب إلى القيام ببعض الأفعال السيئة.
أعراض الإصابة بمرض الوسواس القهري الفكري
تبدأ الإصابة بمرض الوسواس في مرحلتي الطفولة والمراهقة، وتصيب كلا من الذكور والإناث ويتأخر تشخيص المرض لأن المرضى لا يعرفون أنهم مصابون به، ولا يعرفون الأعراض المرافقة لهذا المرض، مما يسبب تطور مضاعفاته وتأثيرها على حياة المريض، ومن أعراض هذا المرض:
- أعراض مرتبطة بالأفكار القهرية وهي عبارة عن أفكار وشكوك تراود الشخص باستمرار، مثل الأفكار المرتبطة بالنظافة واستحواذ فكرة جمع الأشياء وتناسق الملابس أو الأثاث واستحواذ أفكار العنف وأفكار دينية وغيرها الكثير من الأفكار التي تسيطر على الشخص.
- أعراض مرتبطة بالسلوكيات القهرية وتظهر عندما يحاول المصابون التخلص من الأفكار القهرية عن طريق القيام بسلوكيات مختلفة مثل غسل الأطباق بشكل متكررو إعادة تنظيف وترتيب الأماكن والمراجعة والتدقيق في الأمور عدة مرات والقيام بجمع الأشياء وغيرها من السلوكيات المختلفة.
نماذج الوسواس الفكري
هناك العديد من الأشكال لمرض الوسواس الفكري، وذلك لتعدد الأفكار التي تسيطر على المريض، ومن أهم هذه الأفكار:
- الخوف من التعامل مع الآخرين، والتهرب من أي تجمعات عائلية أو تجمعات تضم العديد من الأشخاص.
- الأفكار المرتبطة بالنظافة حيث تسيطر على المريض فكرة عدم قدرته على لمس أي جسم متسخ وضرورة تكرار تنظيفه أكثر من مرة.
- أفكار تحث الشخص على القيام بحركات فجائية غير مألوفة مثل القيام بحركة بيده او برأسه أو بقدمه.
- الخوف من الإصابة بالأمراض المميتة والتي ليس لها علاج كالمراحل المتأخرة من السرطان والإيدز.
- الخوف من الموت مقتولًا أو التعرض للحوادث والإصابات العنيفة.
- الخوف من التواجد في الأماكن العامة والمزدحمة لكثرة ما فيها من أشخاص يحتمل أن يكونوا متسخين أو يحملون الأمراض.
أكثر السلوكيات المألوفة التي يقوم بها المصاب بالوسواس القهري الفكري
هناك العديد من السلوكيات الطبيعية التي يبالغ الشخص المصاب بالوسواس القهري الفكري في القيام به، ومن أهم هذه السلوكيات:
- الاستحمام أكثر من مرة، أو غسل اليدين بشكل متكرر.
- الامتناع عن مصافحة الآخرين أو ملامسة مقبض الباب.
- تكرار التحقق من الأمور بشكل مفرط مثل غلق الأبواب أو مواقد الغاز الطبيعي.
- العد بشكل متواصل خلال القيام بالأعمال اليومية العادية.
- التشديد على ترتيب وتنظيم الأغراض الشخصية بشكل دائم، وبصورة ثابتة.
- تناول مجموعة معينة وثابتة من الأغذية، ووفق ترتيب ثابت.
- التلعثم خلال الحديث، إضافة إلى تخيلات وأفكار مزعجة لا تختفي من تلقاء نفسها، ومن شأنها أن تسبب اضطرابات النوم.
- تكرار كلمات، أو مصطلحات أو حتى تكرار حركات غير طبيعية.
- الشعور بالحاجة للقيام بنفس المهام عدة مرات.
- تجميع والاحتفاظ بأغراض مصطلحات لها أي قيمة.
علاج الوسواس الفكري
يجب أولًا أن يعترف الشخص المصاب بأنه مريض ويرغب في علاج ذلك المرض، وهذه الخطوة تعد نصف العلاج تقريبًا، وباقي العلاج يتمثل في:
العلاج النفسي
في الحالات غير الشديدة سيتم استخدام طريقة (التعريض ومنع الاستجابة)، وتكون عن طريق جعل المريض يواجه مثيرات الوساوس ومنعه من إصلاحها أو وضعها بالشكل الصحيح، وهنالك طريقة أخرى تسمى (العلاج المعرفي) وتعتبر الأكثر نجاحًا بين الأطفال والبالغين على حد سواء
العلاج الدوائي
قد يتم اللجوء إلى استخدام الأدوية في الحالات المتقدمة وغالبًا تبدأ بمضادات الاكتئاب، ومع تقدم الحالة يتم اللجوء إلى المهدئات ومعالجة آثار القلق، ولكن يجب الحذر من إيقاف الأدوية بدون استشارة الطبيب حتى لو ظهر تحسن ، كما يجب الحرص على استخدامها كما وصفها الطبيب.
الوسواس القهري المرضي
لا يمكن تشخيص كل شخص يقلق بشأن المشكلات الصحية بأنه يعاني من وسواس مرضي، فإذا عانيت من أعراض لا تعرف لها أنت أو طبيبك سببًا واضحًا، فهذا أمر يستدعي القلق، وفي بعض الحالات، يكون الحصول على رأي ثانٍ أو إجراء مزيد من الاختبارات أمرًا مقبولاً.
أعراض الوسواس القهري المرضي
هناك العديد من السلوكيات والأعراض عند ظهورها على الشخص يكون هناك نسبة كبيرة في إصابته بالوسواس، ومن هذه الأعراض:
- الخوف أو القلق الشديد طويل المدى بشأن الإصابة بمرض أو حالة صحية خطيرة.
- القلق من أن الأعراض أو الأحاسيس الجسدية الطفيفة تشير إلى الإصابة بمرض خطير
- زيارة الأطباء بشكل متكرر أو الانخراط في الاختبارات الطبية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو رسم القلب بالموجات فوق الصوتية.
- تغيير الأطباء المتكرر إذا أخبر أحد الأطباء المريض بأنه ليس مريضًا، فقد لا يصدقه ويسعى للحصول على آراء من أطباء أخرين.
- التحدث باستمرار بشأن الأعراض أو الأمراض المحتملة التي يعاني منها مع الأسرة والأصدقاء.
- الفحص المتكرر للجسم للكشف عن مشكلات مثل الأورام أو القرح.
- الفحص المتكرر للعلامات الحيوية، مثل النبض أو ضغط الدم.
- الاعتقاد بأنه مصاب بمرض بعد القراءة عنه أو السماع عنه.
الوسواس الفكري القهري الجنسي
يتمثل في مجموعة من الأفكار التي تعتبر محظورة أو محرمة في المجتمع، وقد يشعر البعض أن هذه الأفكار تجعلهم أشخاص غير أسوياء، ولكن الحقيقة أن هذه الأفكار هي مجموعة من الوساوس، ومن الموضوعات الشائعة التي قد يفكر فيها الشخص المصاب:
- المثلية الجنسية.
- الأفكار الجنسية تجاه الأصدقاء.
- الاعتداء الجنسي أو العنف.
- الخيانة الجنسية.
- الاستعباد الجنسي.
- السادية الجنسية.
- الأفكار الغير سوية حول الدين أو الأقارب أو الأشخاص دون السن القانونية أو حتى الحيوانات.
علاج الوسواس القهري الجنسي
العلاج النفسي
يفيد العلاج النفسي في تعليم المريض كيفية السيطرة على سلوكه الجنسي، ويقوم هذا العلاج على تحديد المعتقدات أو السلوكيات الخاطئة وغير الصحية، وهو يعتمد اعتمادًا كبيرًا على العلاج المتبع في حالات الإدمان الأخرى مثل تعاطي المخدرات، إذ إنه يحدد مسببات السلوك الجنسي القهري ويعيد تشكيل التشوهات المعرفية حول السلوكيات الجنسية، ويمنع حدوث الانتكاس عند المريض.
القبول والالتزام
يندرج هذا العلاج ضمن أنواع العلاج السلوكي المعرفي، وهو يدفع المريض إلى تقبل الأفكار والالتزام بوسائل واستراتيجيات أكثر فعالية واتساقًا مع القيم المهمة.
ديناميكيات العلاج النفسي
يركز هذا العلاج تحديدًا على تعزيز إدراك المريض للأفكار والسلوكيات اللاواعية لديه، ويشجعه على تطوير رؤى جديدةً بشأن دوافعه وطريقة حل مشكلاته.
العلاج الدوائي
يوصي الطبيب بالعلاج الدوائي جنبًا إلى جنب مع العلاج النفسي، فبعض الأدوية المستخدمة في حالات كهذه يكون مفيدًا نظرًا لتأثيره على مواد كيميائية في الدماغ مرتبطة بالسلوكيات والأفكار الوسواسية، وتتضمن قائمة الأدوية المستخدمة:
- مضادات الاكتئاب تفيد بضع أنواع مضادات الاكتئاب المستخدمة في علاج القلق والاكتئاب والوسواس القهري في علاج السلوك الجنسي القهري.
- مثبتات المزاج تستخدم هذه الأدوية في المقام الأول لعلاج الاضطراب ثنائي القطب، بيد أنه قد تستعمل لتقليل النزعات السلوكية الجنسية القهرية عند المريض.
- مضادات الأندروجين تقلل هذه الأدوية من تأثيرات الهرمونات الجنسية البيولوجية (الأندروجين) عند الرجال، إذ إنها تقلل الرغبات الجنسية، لذلك، يوصى باستخدامها غالبًا عن الرجال الذين يشكل سلوكهم الجنسي القهري خطرًا على الآخرين.
الوسواس الفكري هو حالة مرضية يجب الاهتمام بالمصاب بها ومحاولة مساعدته بسرعة باتباع نظام نفسي وعلاجي لضمان السيطرة عليه، وننتظر منك مشاركتنا تجربتك في التعليقات.
