بالنظر إلى إنجازات الهيئة خلال المرحلة الماضية نجد أنها استطاعت بفضل الله – عز وجل – وبمتابعة مستمرة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم – حفظه الله ورعاه – تحقيق الكثير من تلك الأهداف، وما زال أمامنا الكثير الذي نتطلع إلى تحقيقه في المرحلة القادمة في إطار الأهداف الواضحة التي تنبع من وعي وإدراك لمتطلباتها ، وظروف مجتمعنا وإمكانياتنا المادية.
ولاشك أن طموح الهيئة المتمثل بالإنجاز أكبر بكثير من المنجز حالياً، ونحن نتطلع دائماً وأبداً للأفضل، لأن ميدان العمل الخيري لا حد له، بسبب أن الإنسان الذي نخدمه تزداد متطلباته وتتنوع بشكل يومي، ومن هذا المنطلق فإن الخطط المستقبلية التي نفكر فيها ونخطط لها كثيرة، فبعد التجربة الناجحة في دعم الإيرادات من خلال الاستثمارات المحلية، نتجه الآن نحو الاستثمار في العقارات، وهذا مما لاشك فيه سيدعم إيرادات الهيئة مستقبلاً، إلا أن العقبة التي تواجهنا هي الحاجة إلى موارد مالية كبيرة لبناء تلك العقارات، ولذلك فنحن نناشد المحسنين المقتدرين بأن يدعموا هذه المبادرة الخيّرة، وذلك من حساب الصدقات، لأجل أن يكون ريعها مورداً خاصـاً وثابتاً، وصدقة جارية لمتبرعيها في الحياة وبعد الممات.
سلطنة عمان
وكما يعلم الجميع فإن الاستثمار العقاري يعتبر من أفضل الاستثمارات لأنه مدعوم بالأصول، وريعها يشكل مورداً هاماً وأساسياً، لذلك فإن توجه الهيئة نحو هذا المسار جار على قدم وساق ونسأل الله التوفيق والسداد، كما أن الهيئة على تواصل تام مع الأشقاء في الدول العربية الشقيقة ، وخصوصاً في دول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك مع منظمات الأمم المتحدة العاملة في المجال الإنساني لفتح آفاق أرحب، ولاكتساب خبرات أكثر في مجال العمل الخيري الدائم والمتواصل.
تعتبر الهيئة نفسها همزة وصل بين أهل الخير وبين الفقراء والمحتاجين ، والمتضررين والمنكوبين، لكي نحاول جميعاً أن نرسم بسمة على الشفاه ، أو نعيد للبعض بريق الحيـاة، ولا يخلو مجتمع من محتاجين، وطالما أحاطت بمجتمعات البشرية المحن والإحن الشدائد والمحن تصهر الرجال، وتعلمنا التراحم والتلاحم، والتعاون على الخير، قال تعالى : ” وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان ” ( المائدة الآية 2 ) . وأخيراً فإنه لا يسعنا إلا أن نتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان بالجميل لراعي العمل الخيري الأول في عمان الحبيبة ، مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان لدعمه الدائم والمستمر، وتوجيهاته السديدة ، في دعم العمل الخيري داخل البلاد وخارجها.
كما نتقدم بخالص الشكر والتقدير للحكومة الرشيدة، ولأبناء هذا الشعب الأصيل ولأهل الخير، والشركات والبنوك والمؤسسات التي قدمت وتقدم الدعم المادي والمعنوي اللازم للهيئة، والذي كان له بالغ الأثر في تأديتنا رسالتنا على أكمل وجه، وإنا على الدرب سائرون، وبكم ومعكم – إن شاء الله – موفقون، تقبل الله من الجميع، وجنب الله عمان وسائر البلاد المحن والشدائد، وأدام علينا نعمة الأمن والأمان، والسلامة والإسلام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.