يبدو لافتا للانتباه تلك التجربة التي تخوضها دبي على عدة اصعدة وخصوصا اقامة المدن المتخصصة في مجالات محددة اذ نجد مدينة دبي للاعلام على سبيل المثال ومدن متخصصة اخرى كمدينة دبي للخدمات الانسانية ومدينة دبي للانترنت ومدينة دبي الطبية وغير ذلك.
وفيما سبق كان مطروحا في عمان اقامة مدينة اعلامية متخصصة لها امكانياتها الا ان المشروع الذي تم طرحه مبكرا لم يخرج الى العلن جراء تباين الرؤى ازاء المشروع وتعدد المواقف الاعلامية والنيابية ازاء المشروع لتتبدد فكرة المشروع كما اريد لها ان تكون على الرغم من وجود مدينة أعلاميه حاليا داخل العاصمة عمان تضم في جنباتها مؤسسات أنتاج إعلامي وشبكات تلفزة مع وجود تشريعات قانونية تسهل الاستثمار الإعلامي.
ويبدو سر دبي قائما على أساس عدة حقائق ليكون السؤال حول إمكانية استنساخ هذه التجربة في عمان بشكل او اخر، ودبي في هذه الحالة تشكل نموذجا هاما في الخليج العربي قد توازيها عمان في قلب الهلال الخصيب جغرافيا واعتمادا على مزايا يمتلكها الأردن في اطاره وخصوصيته ومنطقته.
وعودة الى أسرار دبي فالقصة من اساسها تعتمد على وجود بنى تحتية لكل هذه المدن المتخصصة بألاضافة الى عدم وجود اي عوائق في تسجيل المؤسسات اذ ان الروتين يكاد ان يكون معدوما والشخصنة غائبة وتقديرات الموظف الشخصية والمزاجية غائبة والرقابة حاضرة بقوة مما يجعل الموظفون المشرفون على تسهيلات الاستثمار همهم الأول هو تنفيذ الخطط الموكلة اليهم بأقل من الوقت المتوقع.
ويقول مراقبون ان هناك عدة فرص قائمة في الأردن اذ ان هناك حاجة لإقامة مؤسسة دولية للمعارض في الأردن بالشراكة مع القطاع الخاص وبدون عقد عشرات المؤتمرات المتخصصة طوال العام فأن القدم الذهبية لن تأتي مشاركة أو زائرة فجميع الفعاليات الاقتصادية والاعلامية وغيرها فعاليات بحاجة الى نقطة جذب مثيرة وإقامة مؤسسة دولية للمعارض تدار من جانب خبراء يجيدون اختيار الأفكار والترويج لها ويراعون في الوقت ذاته خارطة المعارض الدولية الأخري من حيث التوقيت وعناوين المعارض .
ويرى محللون ان تحويل عمان الى موقع استثماري هام يبدأ بجذب فعاليات اقتصادية وسياحية ومالية وطبية ورياضية واعلامية للحضور الى عمان للمشاركة في هذه المعارض التي ستكون عملا استثماريا بحد ذاتها وليس عملا تنفق عليه الحكومات الأردنية من مال موازنتها اذ انه عمل تجاري بحد ذاته ولعل السؤال الذي يطرح نفسه حول مؤسسات عديدة لديها إمكانات مالية هائلة مثل النقابات المهنية المتخصصة التي يتوجب ان تنفق من مالها لإقامة نشاطات سنوية عربية واجنبية في الأردن لأعاده جذب الانظار الى عمان بأعتبارها نقطة جذب وحركة على اساس اعادة الانارة الاقتصادية على عمان في ظل غياب الدعاية الفاعلة وصناعة الصورة الانطباعية .
وفي دبي تنشغل المدينة طوال العام بفعاليات لا تتوقف من سباقات الخيل الى معارض الكتب والمجوهرات مرورا بالأيام الصينية او المصرية وصولا الى الضمانات التي يحصل عليها المستثمرون ولعل عمان متاحة لديها الإمكانات لتفعل الكثير في هذا الصدد وعلى حد تعبير رجل اعمال عراقي كان في الأردن وغادر نحو دبي ان هناك عراقيل لاداعي لها في عمان تبدأ بـتأخير رحلات الطيران عن الاقلاع في موعدها وصولا الى عبوس وجه الموظف الحكومي في وجه المستثمر وتأخر المعاملات والروتين القاتل مشيرا الى اغلبية رجال الاعمال العراقيين يفضلون الاستثمار في الاردن لكنهم يواجهون احباطات ولعل كثرة اسفارهم وخبراتهم تجعلهم يعقدون المقارنات مشير الى ان الاردن يمتلك امكانات هائلة يتوجب استغلالها بشكل ايجابي.
ويرى مراقبون ان البداية تكمن في صناعة الصورة الانطباعية الجديدة التي نريدها للأردن ففي وسط عالم التأثير لابد من صناعة صورة انطباعية جديدة جاذبة ترافقها اقامة فعاليات عربية ودولية طوال العام لجذب القدم الذهبية نحو عمان بما يرافق ذلك من طرح مشاريع مدروسة.