هل جوزة الطيب حرام، تعتبر جوزة الطيب من النباتات الطبيعية المستخدمة نوع من أنواع التوابل للطعام، وأصلها من شجرة الطيب دائمة الخضرة من فصيلة الجوزيات، ولعل أصل ومركز شجرة جوزة الطيب هي المناطق الاستوائية حيث يتواجد هذا النوع من الأشجار في شبه القارة الهندية، وبناء على دراسات طبية فهي مادة منبهة، كما وأثبت الدراسات بأنها أيضا من المواد السامة التي لو تم تناولها بكميات كبيرو جدا تؤدي إلى أضرار فادحة، وتشنجات في المعدة وتسارع في ضربات القلب، وقد تؤدي أيضا إلى جفاف الفم واحمرار الوجه، والقيء وفقدان الوعي، فجوزة الطيب يتم تناولها عن طريق تذويبها في سائل أو من خلال الاستحلاب أو استنشاق عن طريق الأنف، فالكثير منا يتساءل عنها، فهل جوزة الطيب حرام.
هل جوزة الطيب حرام
هل جوزة الطيب حرام، لقد اختلف العلماء في تحديد حكم استخدام جوزة الطيب، وهنالك قولين في حكم جوزة الطيب، فمن العلماء من ذهب إلى تحريم استخدام جوزة الطيب، والبعض من العلماء بينوا جواز استعمل القليل منها ولكن مع توضيح بعض الشروط وهي أن تكون مغمورة مع غيره من المواد، فلقد جاء في حكم استخدامها ما يلي:
- قال عنها ابن العماد أنها مثل الحشيش وقال شيخ الإسلام ابن دقيق العيد إنّها مُسكرة، وقال بذلك أيضاً فقهاء الشافعيّة والحنابلة والمالكية أنها من المسكرات فهي محرمة، ولعل الدليل على ذلك قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (كلُّ مُسكِرٍ خَمرٌ وَكُلُّ مُسكِرٍ حَرامٌ).
- أيضا المذهب الحنفي حرم استخدام جوزة الطيب، فهي من مذهبات العقل، فقد تكون مخدرة أو مسكرة، فلقد تم التصريح على التالي: (المواد المُخدرة مُحرّمة، لا يَحل تناولها إلّا لغرض المُعالجة الطبية المتعينة، وبالمقادير التي يُحددها الأطباء وهي طاهرة العين، ولا حرج في استعمال جوزة الطيب في إصلاح نكهة الطعام بمقادير قليلة لا تُؤدي إلى التفتير أو التخدير).
- والدكتور وهبة الزحيلي قال بخصوص جوزة الطيب: (لا مانع من استعمال القليل من جوزة الطيب لإصلاح الطعام والكعك ونحوه، ويَحرم الكثير لأنّها مُخدِّرة).
- بينما ورد عن ابن عمر (ما أسكرَ كثيرُه فقليلُه حرامٌ)، وهذا ما جعل الأحوط رجل الدين يحرمها في كافة الأحوال حتى وإن كانت مخلوطة بغيرها.
حكم جوزة الطيب في المذاهب الأربعة
هل جوزة الطيب حرام، لقد اختلف علماء المذاهب الأربعة في توضيح حكم استخدام وبيع جوزة الطيب، ولقد كانت آراء المذاهب كما يلي:
- المذهب الحنفي وبعض من الشافعي والمالكي أن استخدام جوزة الطيب حرام، دون تفريق بين القليل والكثير، والدليل على ذلك: حديث: “مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ، فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ”، وحديث أم سلمة رضي الله عنه قالت: “نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَن كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفَتِّرٍ” ، والمُفَتِّر كل شراب يورث الفتور والخدر.
- كون أن المذهب الشافعي والمالكي قسموا المسكرات إلى قسمين ومنها الأول: مائع كالخمر فحكمه حرام ونجس، وبينما الثاني أن جوزة الطيب جامد مثل الزعفران والبنج، فهو طاهر وتم إباحة القليل منه، وحرموا كثرته لكونه مسبب للضرر للإنسان، كونها مادة سامة مضرة بالصحة، ومذهبة للعقل.
- البعض صرح أنها مفترة وليست مسكرة.