المقارنات بين الاشخاص أو مقارنة النفس مع الغير تعد واحدة من أسوأ السلوكيات المدمرة والمرهقة التي يتبعها الكثيرون ضمن روتين حياتهم اليومي، والتي تجعل حياتهم شديدة التأثر بكل ما يقوم به الآخرين.
إن المقارنات غير العادلة تعد أسوأ عادة يمكن أن تدمر أصحابها، فالمقارنات غير العادلة هي مقارنة شخص بآخر يختلف عنه في الظروف والامكانيات والطبيعة وغير ذلك .
المقارنات بين الاشخاص وأضرارها
تتعدد أضرار المقارنات بين الاشخاص وخاصة في حالة كانت غير عادلة لا تتساوى فيها الظروف والامكانيات وتتسبب في الظلم سواء ظلم النفس أو الآخرين فبشكل طبيعي كل منا يتميز في شيء معين عن الآخر ولا يوجد اثنان متساويان في كل شيء، فتدخلهما المقارنات في دوامة عدم الرضاء عن النفس وعدم الشعور بالطمأنينة والارتياح فضلًا عن ضياع الاستمتاع بكل ما تمتلكه وفقدان الشعور بالذات لدى الشخص الذي يقارن نفسه بغيره.
وتعد مواقع التواصل الاجتماعي “السوشيال ميديا”، من أكثر ما يدفع الكثيرون للوقوع في فخ المقارنات بين الاشخاص أو مقارنة النفس بالغير، فبدلًا من استخدامها للتواصل مع الأصدقاء أو المعارف أصبح البعض يستخدمها لمقارنة نفسه بغيره من خلال مشاركة البعض لصورهم مع الأصدقاء أو في الرحلات حيث يحكم الكثير منهم على بعضهم البعض من خلال تلك الصور اعتقادًا منهم أن حياتهم كلها كما تبدوا للجميع.
وفي حقيقة الأمر أن المقارنات التي تتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الصور تندرج تحت قائمة المقارنات بين الاشخاص الغير عادلة، وذلك لأنه لا يوجد أحد يفضل الظهور أمام الآخرين بمظهر سيء، بينما يفضل الغالبية الظهور بأفضل اطلالة وفي أحسن حال مهما كانت ظروفهم الحقيقة ولذلك لا ينبغي مقارنة النفس بالغير بهذه الطريقة لأنها مقارنات غير حقيقية.
وتطبيقًا لمثل “من راقب الناس مات هما”، نصحت هبة عمرو بضرورة التفات كل شخص إلى ما يملك من النعم ويتخلى عن المقارنات بالآخرين ومراقبتهم حتى لا يفقد شعوره بذاته وثقته في نفسه وتنغيص حياته بين الحين والآخر.