جهود الهيئة العامة للسياحة والآثار في تطوير جدة التاريخية

تبذل الهيئة العامة للسياحة والآثار جهودًا كبيرة فيما يتصل بتطوير منطقة جدة التاريخية، في إطار مشروع تطوير وإعادة تأهيل مراكز المدن التاريخية، الذي تعمل عليه الهيئة بالشراكة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، وانطلاقًا من حرص الهيئة على تطوير هذه المواقع التاريخية المهمة والمحافظة عليها وتحويلها إلى مناطق جذب سياحي واقتصادي، تهدف الهيئة من مشروع تطوير جدة التاريخية إلى المحافظة على المنطقة وتأهيلها وتنميتها عمرانيًا وثقافيًا واقتصاديًا بما يُبرز معالمها وتراثها العمراني والثقافي، ويشجع الملاك على حماية ممتلكاتهم، وكان للهيئة دور مهم في إقرار ميزانية خاصة لمشروع تطوير جدة التاريخية، والبدء في ترميم 18 مبنى تراثياً، ودعم وتطوير مسار الاستثمار في المنطقة، وترشيح عدد من المباني التراثية للعمل على تطوير أحدها من قبل الشركة السعودية للضيافة التراثية لتكون فندقا تراثياً، بالإضافة إلى معالجة القضايا المتعلقة بالأوقاف بالتعاون مع وزارة المالية، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، ومعالجة القضايا المتعلقة بالصكوك بالتعاون مع وزارة العدل، وتشترك الهيئة مع أمانة محافظة جدة في العمل على تطوير جدول زمني محدد لإنجاز مشاريع جدة التاريخية، بهدف إبراز ما تتميز به المنطقة من أهمية وقيمة تاريخية وتراثية، وفي هذا الإطار قامت الهيئة بعدد من المهام الرئيسة منها:

  • المشاركة في وضع خطة المشروعات التنفيذية لمنطقة جدة التاريخية، والتعاقد مع استشاريين عالميين للعمل على إعداد خطة الحماية والإدارة لمنطقة جدة التاريخية في إطار استكمال ملف تسجيلها في قائمة التراث العالمي.
  • المساهمة مع أمانة محافظة جدة في تحديد خطة أولويات المشروعات المطلوب تنفيذها لتطوير منطقة جدة التاريخية، والتنسيق مع الأمانة حول وضع المنطقة، والأعمال التنفيذية، والدراسات المطلوب تنفيذها في هذا المجال.
  • المشاركة في إقرار الخطة الإنقاذية التي تضمنت تحديد المخاطر ومعالجة الأضرار التي تسبّبها بعض المباني الخطرة والآيلة للسقوط، ووضع الأسس لتحفيز الملاك للمشاركة في الاهتمام بمبانيهم التراثية واستثمارها.

العمل المشترك بين الهيئة وأمانة جدة 

يقوم مشروع تطوير جدة التاريخية على استراتيجية عمل مشترك بين الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة الشؤون القروية والبلدية ممثلة في أمانة محافظة جدة، حيث تنطلق الخطة الاستراتيجية لأمانة جدة فيما يتعلق بمنطقة جدة التاريخية على العمل المشترك بينها وبين الهيئة، للمحافظة على التراث العمراني في المنطقة التاريخية عبر مبادئ أساسية هي :-

 

  • الإيمان بأهمية وقوة الموروث التاريخي لجدة التاريخية لكونها أهم المدن على ساحل البحر الأحمر التي لا زالت تحتفظ بتراثها العمراني.
  • اعتماد قسم خاص بالسياحة ضمن الاستراتيجية العامة لأمانة جدة في سياق العمل المشترك مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، كأول أمانة تعتمد قسم للسياحة في استراتيجيتها.
  • العمل المشترك بما يدعم التوجه الذي تقوده الهيئة العامة للسياحة والآثار لتسجيل جدة التاريخية كثالث موقع للتراث العمراني بالمملكة ضمن قائمة التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو.

ومن هذا المنطلق بدأ فريق العمل المشترك بين الهيئة العامة للسياحة والآثار، وأمانة محافظة جدة، والخبراء الدوليين الذين تم التعاقد معهم من قبل الهيئة لتجهيز ملف جدة التاريخية لليونسكو، بمشاركة الأمانة إدارياً وفنياً في جهود تسجيل جدة التاريخية كموقع بقائمة التراث العالمي، وكذلك برمجة مشاريع للمحافظة على جدة التاريخية وتطويرها على مدى الخمس سنوات القادمة برؤية واضحة، لتنمية وتطوير جدة التاريخية عمرانياً واقتصادياً وسياحياً وثقافياً واجتماعياً بما يتلاءم مع متطلبات العصر بدون الإخلال بمعايير المحافظة على التراث العمراني، وتخصيص مشروع لإحياء المحاور والمسارات السياحية وتأهيلها مثل: (سوق العلوي – سوق الندى – أبو عنبه – شارع الذهب)، ومشروع آخر لتطوير الفراغات المفتوحة مثل: (ميدان البيعة – الواجهة البحرية الغربية – باب مكة – باب شريف)، ومشروع لتحسين الحركة المرورية حول المنطقة التاريخية وربطها بمحيطها وتوفير مواقف السيارات واللوحات الإرشادية.