زياد رحباني .. فيروز خففت الفيتو على أعمالنا

زياد رحباني .. فيروز خففت الفيتو على أعمالنا
فيروز لبنان

أنها فيروز بين صوتها المثقل بعبق وعتق سنوات المجد وموسيقاه المتمردة والخارجة عن أي تقليد تتشكل الحكاية لتنسج وترسم لوحات فنية لا تجف ألوانها أبداً، لقد وضعت ثقتها به باكراً وهو كان يقدم فيروز متجددة منذ أواسط الثمانينات.

تقف فيروز ونجلها زياد الرحباني أمام مرحلة جديدة من التعاون عبر عمل يحمل عنوان “ولا كيف” بدأ الإعداد له منذ عام 1999 تتسلل الموسيقى إليه وكأنها هاربة من الوحدة خارج صوت فيروز، وهكذا فان فيروز أسقطت كل التحفظات وأطلقت العنان لذوق ولدها زياد في اختيار مجموعة الأغاني بشريط تسجيلي جديد نزل إلى الأسواق مؤخراً.

وقال زياد رحباني في مقابلة مع رويترز أن “فيروز خففت “الفيتو” الذي كانت تضعه على بعض الأعمال التي تعرض عليها فهي أحست الآن أن الوقت يمر بسرعة. كانت تفكر في الأغنية الواحدة سنة أو سنتين حتى تقرر موافقتها أو رفضها أما الآن فأصبحت تبت بالأمور بسرعة” ، وأضاف “كان يوجد أخذ ورد في كل عمل أو كلمة أو جملة لحنية أما الآن أصبحت تضيق هذه الأشياء مع فيروز وأنا أصبحت أعرف ان هذا العمل قد تتهيب له من كلمة أو اقل من ذلك”.
يتضمن الشريط تسع أغان وهي “صباح ومسا، شو بخاف، صبحي الجيز، تنذكر ما تنعاد، يا مريم، أنا فزعانة، بيذكر بالخريف، لا والله، إنشاء الله، مابو شي” ، وأوضح زياد رحباني لرويترز أن هذه الأغاني لا دخل لها في مهرجانات “بيت الدين” التي جرت في الصيف الماضي مشيرا إلى أن العمل الجديد من نوعية الأغاني التي بدأت بتأديتها فيروز منذ شريط “معرفتي فيك” في عام 1987 والذي أخذ منحى جديداً في تجربة فيروز ولا في حينها ردود فعل متفاوتة إذ أن الناس لم يكونوا قد تعودوا على هذه النوع من الأغاني بصوت فيروز.
وأضاف “ولكن الآن ألاحظ أن هناك تغييرا في ذوق الناس إذ أن الذين كانوا يعترضون على هذا النوع من الأغاني أصبحوا يتعودون عليها مع تكرارها”.
وتتسلل الموسيقى من أغاني فيروز وزياد وخصوصاً أغنية “أنا فزعانة” إذ تقول فيروز في مطلعها “أعطيني خمس دقايق بس أتسمع ع الموسيقى .. لا حق تروح .. أنا فزعانة تقوم عن جد تنساني” وتتداخل في هذه الأغنية الآلات الموسيقية بطريقة انسيابية تقارب موسيقى الجاز.

واستوحى زياد من الموسيقى البرازيلية “لا بامبا” لينسج أغنية فيروزية حملت عنوان “لا والله” يقول مطلعها “كلمة كلمة يا حبيبي لافهم عليك”.
أما الأغنية الأكثر إثارة للجدل في شريطها الجديد فهي أغنية “رفيقي صبحي الجيز” التي غناها الفنان اليساري خالد الهبر لأحد رفاقه الذي كان يعمل في تنظيف الشوارع عندما أردته رصاصة قناص في بدايات الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان على مدى 15 عاماً وانتهت في عام 1990.
يقول زياد أنه لم يكن يتوقع أن توافق فيروز على غناء هذه الأغنية لأنها تضمنت تعابير حزبية لكن موافقتها جاءت بسبب قولها له “إن بالإمكان وضع هذه التعابير في إطارها الإنساني” عندما تخرج من حنجرة فيروز. وأضاف “أن فيروز سمعت الأغنية بالصدفة عبر إذاعة صوت الشعب وأنا استغربت اختيارها لها لأن هذه الأغنية لم يسمعها الناس جيداً منذ تنفيذها في بدايات الحرب”، وأشار إلى أن “بعض الأغاني التي نفذت أيام الحرب لم تأخذ حقها لأن الشريط الغنائي لم يكن بالإمكان نقله من منطقة إلى منطقة في بيروت لذلك أحببنا إعادة هذه الأغاني”.
وخلافا للأشرطة التسجيلية السابقة لزياد خلا “ولا كيف” من أية مقطوعة موسيقية وقال رحباني “نحاول تلافي تنفيذ شريط موسيقي والسبب بحت تجاري في هذا الجانب” ، وقال زياد “الفرق بين هذا الشريط وغيره هو نوعية الموسيقى الجيدة إذ أن منتج الشريط كان قد اتفق مسبقاً مع الفرقة الأجنبية التي حضرت إلى بيت الدين لاستبقائهم بعد الحفلات وتنفيذ الشريط لأنه لا يوجد دائما عملية إنتاج لهذا العمل وليس باستطاعتنا استقدام فرقة كبيرة كل يوم” ، وأوضح “الموسيقيون اللبنانيون لسوء الحظ لا يستطيعون تنفيذ عمل جيد بهذا المستوى وهذا شيء لا نفخر به ولكن هذه هي الحقيقة”.
وعن سؤاله عن صوت فيروز وقدرته على تقديم المزيد قال زياد “البحث في هذا الموضوع يشبه المحاضرة أو الفلسفة على الناس فالعالم الموسيقي مجرد لا يمكن شرحه بحيث نستطيع أن ندل على لوحة تشكيلية أو فيلم سينمائي أو منحوتة إلا أننا لا نستطيع أن نشرح عملاً موسيقياً”.

وفيروز في العقد السادس من العمر لا تزال تحمل ألقابا فنية عديدة أقلها سفيرة لبنان إلى النجوم، وتعد فيروز الأكثر شعبية في العالم العربي إذ أنه كلما أعلنت عن قيام حفلة لها بيعت تذاكر الحفلة في السوق السوداء وبأسعار خيالية، وكشف زياد انه بصدد الإعداد لمسرحية جديدة بعد طول غياب دام أكثر من سبع سنوات ولكنه لم يكشف عن توقيت العرض.