كيف تغير حياتك للأفضل .. بخطوات بسيطة

كيف تغير حياتك للأفضل .. بخطوات بسيطة
قواعد تغير حياتك للأفضل

خلال مشوارنا بالحياة نتوقف مع أنفسنا كثيرا كي نتساءل عن الخطوة القادمة. معظمنا يقع في حيرة شديدة من هذا الأمر، حيث نقف عاجزين عن اختيار الطريق الذي يجب أن نسلكه. هنا سوف نرسم لك معالم خطواتك القادمة ولكن تابعينا أولا.

إذا كانت هذه هي حالتك، فأنت لست وحدك، فهناك كثيرون حولك يعانون نفس هذه الحالة من الانشغال برسم معالم الخطوات المستقبلية، ويطلق علماء النفس على هذه الشخصية اسم (اسكانر) Scanner وهو ذلك الشخص الذي يجعل من التغيير الأولوية الأولى في حياته ولكنه لا يهتم إلا بقشور الأشياء وظواهر الأمور فحسب ومن الممكن أن تكون هذه الشخصية مميزة ومحققة للنجاح إذا استمرت في سعيها وأصرت على التغيير، ولكن المشكلة أن معظم المصابين بهذه الحالة يكتفون فقط بمجرد التفكير في هذا الشأن، ويقفون عاجزين في موضعهم لا يدرون ماذا يفعلون.

شخصية الإسكانر

هذه الشخصية مترددة كثيرا تحب القراءة والكتابة كي تقرر وتختار، تحب عمل كل شيء في نفس الوقت فالاختيار لديها عملية مستحيلة تطهو وتعمل وتغني وتدرس، لا تفضل شيئا عن الآخر فهي تحب كل الاختيارات مجتمعة، وربما يفتن هذا الشخص بعمل ما أو لعبة معينة، وعندما يصل إلى درجة عالية من الكفاءة والتقدم بها يتوقف تماما بل ويمل منها، إذا اضطر هذا الشخص لاتخاذ قرار بمفرده يشعر بنوع من الضيق والقلق ربما يكون هذا الأمر مقبولا في فترة الطفولة وفي مرحلة المدرسة الابتدائية ولكن مع التقدم إلى مرحلة الشباب نحتاج لاتخاذ قرارات حاسمة مثل التخصص الدراسي، في تلك اللحظة يقع الشخص الاسكانر في مشاكل هائلة، فمثلا عندما كان بدراسته مهتما بأكثر من مجال ويعتبره المجتمع متميزا يصبح بعد ذلك فاشلا، لأنه لم يستطع التميز في مجال واحد، وكما يقول المثل الإنجليزي «صاحب الصنائع السبع لا يجيد أيا منها» المشكلة الأكبر من ذلك أن هذا الشخص لا يعترف بمرضه لأنه يرى تفوقه في الماضي علامة بارزة على نبوغه، ومن ثم يرى أنه على صواب وأن جميع من حوله هم المخطئون.

ويظل متخبطا في هذه الحالة من الحيرة ومعظم معاناته في الحياة تكون نتيجة لاختياراته الخاطئة سواء في مضمون هذه الاختيارات التي لا تتناسب مع ظروفه وشخصيته وإمكاناته أو في فشله في اختيار التوقيت المناسب لهذه الفرص، وتزداد المعاناة أكثر عند التعرض لضرورة الاختيار في لحظات سريعة بلا تردد فمثلا هؤلاء يقعون دائما كفريسة سهلة لتغيرات الموضة والانبهار بالإعلانات عنها، حيث لا يرضى هؤلاء إلا باختيار مجموعة كبيرة من الموديلات، لأن صفة الاختيار ليست من ضمن السمات الشخصية لهم.

هل تعانين من هذه الحالة؟

ربما تتساءلين الآن هل أنت شخصية اسكانر؟ إذا أردت الوقوف على حالتك بالتحديد لابد من التعرف على أعراض هذه الاضطرابات الشخصية وهي كالتالي:

  • لا يمكنها التمسك بشيء أو فكرة ما على الدوام.
  • هذه الشخصية تعرف جيدا أن عليها اختيار شيء واحد من بين كل الاختيارات الموجودة، ولكنها تعجز تماما عن تحديد الاختيار الذي يناسبها.
  • في بداية تعلقها بشيء ما تحبه إلى درجة العشق، ثم سرعان ما تمل منه، بمجرد وصولها إلى درجة الإتقان في عمل ما أو لعبة معينة أو هواية بعينها تمل وتتخلى عن هذا الشيء.
  • تغير رأيها عدة مرات بشأن الاختيار وفي النهاية لا تنفذ أيا من هذه الاختيارات.
  • تقبل بالوظائف والأعمال غير المميزة حتى تتجنب أي اختيارات صعبة يمكن أن تقابلها.
  • موضوع اختيار الوظيفة يعتبر أكبر المشكلات لأن هذه الشخصية لا تثق في اختياراتها.
  • تعتقد هذه الشخصية أن جميع من حولها يعرفون طريقهم جيدا أما هي فلا.
  • لا يمكن لهذه الشخصية أن تهتم أو تنتبه إلا إذا كانت تقوم بعدة أعمال في وقت واحد.
  • تشعر دائما أنها مشغولة ولكن عندما  يتوفر لديها الوقت لا تجد ما تفعله.
  • تشعر بأنها لن تكون خبيرة نهائيا في مجال ما.

ارسمي طريقك بنفسك
 إذا وجدت أنك تعانين بالفعل من هذه الاضطرابات الشخصية فلا يجب أن تتركي نفسك وتهملي الأمر، ففي المجتمعات الغربية هناك العديد من العيادات النفسية المخصصة لهذه الاضطرابات، وهنا سوف نمدك ببعض القواعد التي يمكنك السير عليها كي تساعدك في رسم طريقك بنفسك، واختيار ما يناسبك في فرص الحياة، تعالي نلقي نظرة على معالم طريقك بالمستقبل.

تبني فكرة أو مشروعا

بالنسبة لمعظمنا، ربما ننسى جميعا اهتماماتنا وميولنا بعد أن نخرج إلى الحياة العملية، وهذا  أمر طبيعي إلى حد ما وليس  منه أي ضرر طالما أن تأثيره على حياتنا محدود، ولكن بالنسبة لهذه الشخصية التي نتحدث عنها فمن المفيد الرجوع إلى هذه  الاهتمامات والميول واختيار الأقوى منها، ومن ثم تبني فكرة أو مشروع بناء على هذه الميول. إن تبني هذا المشروع لهو الحل الأمثل لأنه يمنحك الفرصة كي تركزي على موضوع واحد فقط، وإذا حدث ذلك فسوف تجدين أنك تسيرين في تقدم مستمر إلى أن تصبحي يوما ما خبيرة في هذا المجال.

كما أنك في هذه الحالة سوف ينصب تفكيرك بصفة مستمرة على كيفية الارتقاء به وسوف تتغير شخصيتك في كل مرحلة يمر بها هذا المشروع، فعلى سبيل المثال إذا كان لديك حيرة في اختيار الوظيفة الجديدة فمن المفيد التعرف على هواياتك واختيار ذلك العمل الذي يتوافق معها.

اعطي لنفسك فرصة شهر

بعد أن تنتهي من مرحلة الاختيار أو المشروع لابد أن تخططي لنجاحه على فترات قصيرة، اعملي بمشروعك لنصف ساعة يوميا، وتجنبي تماما القراءة أو البحث على الإنترنت بشأن هذا الأمر، وبدلا من ذلك احرصي على إضافة بصمتك الخاصة أو خبرتك إذا كان ذلك متوافرا، فمثلا إذا قررت في الخطوة الأولى الالتحاق بعمل معين فمن الضروري مقابلة الأصدقاء أو المعارف الذين سبقوك في هذا العمل أو التحقي بإحدى الدورات التي تؤهلك لذلك، واعلمي أن الفكرة إذا ظلت في رأسك فقط ولم تترجم عمليا فلن يمكنك التأكد إن كانت مناسبة لك أم لا.

لا تتعجلي بالحكم

إذا لم تشعري بالسعادة أو القبول في البداية لا تتخلي عن هذه الفكرة بسرعة ولكن فكري فيما يمكن عمله لكي ترتقي بمشروعك بالقدر الذي يشعرك بالإنجاز ومع مزيد من الوقت، والتفكير فسوف تجدين حتما طريقة للتقدم والتطور السمة الأبرز في شخصية الاسكانر أنه يمل بسرعة حتى قبل أن يعطي لنفسه  الفرصة الكافية، استمري في عملك واعطي لنفسك الفرصة وسوف تجدين أن هذا الملل يزول تدريجيا.

المرونة مطلوبة
اعلمي أولا أنه مع التصميم والإرادة يمكنك عمل أي شيء، وبالرغم من ذلك يجب أن نضع باعتبارنا أن هناك أمورا وأعمالا أصعب من غيرها، وهذا لا يعني ضرورة اختيار الأعمال والأفكار السهلة، كما أنه لا يعني أيضا الإقلاع عن العمل بمجرد مواجهة المشاكل والصعوبات ولكن نقصد أنه يمكنك اكتساب الخبرات من خلال عمل الشيء بطرق مختلفة ومميزة.

فإذ قررت مثلا أن تمتهني الكتابة وقد اخترت الكتابة في مجال معين وليكن السياسة ثم وجدت أنك لا تجيدين الكتابة في هذا المجال وأنه كان من الأولى الكتابة للسينما أو الأطفال ففي هذه الحالة لابد من التحلي بالمرونة اللازمة للتغيير.

لا تصدقي أن الفرص قليلة
في معظم الأحيان نخشى من اختيار شيء واحد، لأننا نعتقد أننا سوف نلتصق بهذا القرار لوقت طويل، وأن الفرص قليلة ولن تعود مرة أخرى، ومن ثم لابد أن يكون القرار سليما، وكما يطلقون عليها اسم فرص مصيرية أو حتمية، ولكن مع التفكير قليلا سوف نجد أن ذلك وهم وخيال لأنه إذا كانت الفرص بهذه الندرة فلماذا وصلت إليك؟

إذن المنطق يحتم علينا الاختيار بجرأة وشجاعة وأن نتحمل نتائج هذه الاختيارات.