هل يطلب طفلك باستمرار اللعب من خلال الجهاز اللوحي الخاص به؟ هل يأخذه معه إلى النوم بدلاً من دميته أو دبدوبه؟ هل يواجه طفلك صعوبات في أخذ قسط من القيلولة خلال النهار أو يبدو عصبيا في كثير من الأحيان؟ وهل يفضل البقاء في المنزل أكثر من الخروج للعب؟ هل يبدو طفلك معزولا اجتماعيا عن نظرائه؟ قد تعني إجابتك بنعم عن هذه السلوكيات وغيرها أن طفلك يعتمد بشكل كبير على الإلكترونيات، وهو ما يعني تعرضه لمخاطر نفسية وسلوكية.
بالتأكيد الأجهزة اللوحية الإلكترونية لها مكانتها؛ فهي توفر الترفيه والتعليم ويمكن أن تكون وسيلة للاتصال، ولكن اعتماد الأطفال على هذه الأجهزة بشكل مفرط يمكن أن يؤدي إلى استبعاد الأنشطة المفيدة التي تساهم في تعزيز التنمية المعرفية والجسدية والاجتماعية لطفلك.
يستفيد الأطفال في مختلف الأعمار من جميع أنواع الأنشطة البدنية، واللعب الإبداعي، والقراءة، والانخراط في أنشطة حل المشكلات، والتفاعل الاجتماعي مع الأقران والبالغين، لذلك يجب أن يتمتع الآباء بالفرص المتاحة لتشكيل مواقف وسلوكيات أطفالهم المرتبطة بجميع العناصر الموجودة في حياتهم. فالمفتاح هو تحقيق التوازن من خلال الوصول إلى مجموعة واسعة من الخبرات وتشجيع أطفالهم على تجربة الأشياء المتنوعة.
الأطفال ليسوا وحدهم أصحاب مشكلة الاعتماد المفرط على الإلكترونيات، فكل منا يسارع إلى قضاء بعض الوقت مع هذه الأجهزة التي نراها مفيدة على الأرجح في معظم الوقت، ولكن تشير الدراسات البحثية إلى أن عدم تحقيق التوازن في الأنشطة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية واجتماعية ونفسية للأطفال والكبار.
وينصح الدكتور روبرت مايرز الأستاذ المساعد في الطب النفسي والسلوك البشري في جامعة كاليفورنيا، والمتخصص في اضطرابات النمو السلوكية والعاطفية لدى الأطفال والمراهقين، الآباء الذين يرغبون في منع حدوث هذه المشاكل أو كنت يرغبون في حلها، بأن يكون للأسرة دور كبير في تحقيق ذلك، حيث يمكن لأفراد العائلات أن يصبحوا أكثر ارتباطًا من خلال الأنشطة الترفيهية، وتخصيص وقت للمشاركة والاستماع إلى بعضهم البعض، بالإضافة إلى ممارسة الأنشطة البدنية، والنوم جيدا مما يساهم في تحسن صحة الجميع.
ويشدد مايرز على دور الآباء في العمل كعائلة لوضع بعض الأهداف التي تمكن أفراد الأسرة من العمل عليها لتحسين مستوى التوازن بين الأنشطة، كما يجب وضع معايير وقوانين للرعاية والنوم، وبالإضافة إلى عادات الأكل، والمساعدة المنزلية للأطفال في جميع الأعمار، كما يجب على الآباء عدم التوقف عند تحديد الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الأجهزة الإلكترونية، ولكن يجب تشجيع البدائل الصحية كذلك.
ويذكر مايرز عبر موقع «childdevelopmentinfo» بعض الألعاب التي تساهم في تشجيع الأطفال على التعلم وتطوير مهاراتهم، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار مدى تناسب اللعبة مع عمر الطفل؛ لأنه من المرجح أن يرتبط الأطفال بالألعاب على مدار فترة زمنية ما ثم ينتهي بها المطاف في صندوق الألعاب مرة أخري.
الأطفال الرضع والصغار
بالنسبة للأطفال الرضع والصغار من عمر (6 أشهر – عامين) يفضل منحهم الحيوانات المحنطة، وألعاب التعشيش والتركيب، والمكعبات، والألعاب التي تعتمد على الألغاز البسيطة، في وقت مبكر، بالإضافة إلى الألعاب الموسيقية، والكتب المناسبة للفئة العمرية، وهذه الخيارات يمكن أن تنتج ساعات طويلة من النشاط الممتع الذي يحفز أيضا التنمية الفكرية واللغوية والاجتماعية والجسدية للطفل.
قد يحتاج الأطفال إلى توجيه الآباء في البداية لمساعدتهم على تعلم المهام، وعندما يحصلون عليها يجب منحهم الثناء من حين لآخر من أجل تحفيزهم، مثل قراءة الكتب معهم والغناء جنبا إلى جنب مع الموسيقى لتشجيع المهارات اللغوية.
أطفال ما قبل المدرسة
واحدة من الأشياء المفضلة للأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة أي (من 3 سنوات إلى 6 سنوات) هي الألعاب الظاهرة واللافتة إليهم مثل الألعاب المحشوة كالدمى وأشكال الأرقام، وكذلك مجموعات الألعاب التي تسمح لهم بتقليد نشاط الكبار ومحاكاتهم، كما يرحبون باللوازم الفنية المصاحبة للعب والتي تجعله أكثر واقعية كالموسيقى والألوان.
يفضل أطفال مرحلة ما قبل المدرسة عددا من الألعاب في الهواء الطلق مثل الألعاب الرياضية، وألعاب الرمل، كما يمكن تقديم البديل لإبقائهم في الهواء الطلق مع الكتب الممتعة، والبطاقات التعليمية المصورة وألعاب الطاولة، وعدد قليل من ألعاب الفيديو التي تساعدهم على تطوير مهارات التعلم الأساسية كما تمنح الأسرة وقتا ممتعا كذلك.
الأطفال في سن الدراسة
من المرجح أن يتأثر الأطفال الذين هم في سن الدراسة أي (من 6 إلى 12 عامًا) بأقرانهم، لذلك يجب التأكد من أن الأنشطة ستكون مناسبة لطفلك. فهذه المرحلة من التطور هي وقت رائع لتعامل الأطفال مع الألعاب التي تدعم اكتساب المهارات والمعارف المرتبطة بما يعرف بـ STEM (العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات)، كما يجب التعامل باعتدال مع ألعاب الفيديو والأجهزة الرقمية الأخرى، فهذا هو الوقت مناسب ليكشف طفلك عن هواياته المحتملة.
وتعد الأنشطة الرياضية من العناصر الأكثر تقدمًا والمفيدة في تحفيز الأطفال، بالإضافة إلى الألعاب الجماعية التي تمكن من اشتراك الآباء والأشقاء والأصدقاء والعائلة، مما يشجع على تنمية المهارات الاجتماعية وتشجيع التواصل مع الآخرين.
كذلك، يمكن للكتب والموسيقى، بالإضافة إلى الإلكترونيات التعليمية، أن تجعل التعلم أسهل وأكثر متعة، لذلك فكر في الاشتراك لطفلك في مجلة مناسبة للعمر مرتبطة بهواياته واهتماماته، أو كتب صوتية تشجع طفلك على القراءة المستقلة، ولكن تأكد من مناقشتها مع طفلك أيضًا.