إن البكتيريا في الدم عند الأطفال هو مرض يتسبب في مشاكل عديدة في الجسم إن تم إهمال علاجه، ولذا يجب التعرف على أعراض وكيفية علاج ذلك المرض لنقي أبنائنا الذين هم أغلى ما لدينا.
البكتيريا في الدم عند الأطفال
تعرف بعض أنواع البكتيريا على أنها كائنات حية دقيقة ضارة بالإنسان وغيره من المخلوقات، ورغم وجود بعض أنواع البكتيريا المفيدة للجسم وكذلك المستخدمة في المجالات الصناعية إلا أن بعض أنواع البكتريا في الدم تعتبر مرض يصيب الدم بانتشار الجراثيم والبكتيريا فيه مما يتسبب بمشاكل عديدة في الجسم، حيث أن الدم بيئة معقمة، وعند وجود أي خلل فإنه يضعف جهاز المناعة ويتسبب في الإصابة بالعديد من الالتهابات والعدوى، ويعتبر أكثر الأشخاص إصابةً بهذا المرض هم الأشخاص الذين لديهم جهاز مناعة ضعيف كالأطفال وخاصة حديثي الولادة، والأشخاص الحاملين لمرض الايدز أو السكر أو الأشخاص الّذين قاموا بعمل عملية جراحية كإزالة الطحال أو الذين يعانون من التهاب رئوي أو التهاب السحايا وغيرهم الكثير من الالتهابات.
أسباب البكتيريا في الدم عند الأطفال
هناك العديد من الأسباب التي تسبب ظهور البكتريا في الدم، ومن هذه الأسباب ما يلي.
الإصابة ببعض الأنواع من الالتهابات
حيث أن هناك أنواع معينة من الالتهاب تتسبب بدخول البكتيريا بشكل تدريجي إلى مجرى الدم، مثل الالتهاب الرئوي والإصابة بقيح وصديد في الجلد.
الخضوع لعملية جراحية في الفم أو في الجسم
قد تتسلل البكتيريا إلى مجرى الدم أثناء القيام بعمليات جراحية في الفم أو عند تنظيف الأسنان عند الطبيب حيث أن البكتيريا التي قد تراكمت حول اللثة والأسنان تدخل إلى مجرى الدم، أو عند إدخال الأنابيب إلى القناة الهاضمة أو إلى فتحة البول خلال العمليات الجراحية أو بعدها، كما يمكن أن تحدث بكتريا في الدم عند التخلص من القيح والصديد.
القيام بأنشطة طبيعية بطريقة خاطئة
قد تحدث الإصابة ببكتريا الدم عند القيام ببعض الأنشطة العادية ولكن دون الحرص، ومن هذه الأنشطة تنظيف الأسنان بقوة بفرشاة الأسنان مما قد يسبب دخول البكتيريا التي قد تتواجد في اللثة إلى مجرى الدم، عند القيام بعمليات الهضم العادية فقد تتسلل البكتيريا من الأمعاء لمجرى الدم وفي الغالب لا تتسبب البكتيريا المتسللة للدم بسبب هذه الأنشطة بأي نوع من العدوى أو المضاعفات الخطيرة أو الالتهابات، بل يتم التخلص منها بسرعة من قبل جهاز المناعة.
الإصابة ببعض الأمراض
حيث أن الإصابة ببعض الأمراض قد تسبب تسلل البكتريا إلى مجرى الدم، ومن هذه الأمراض التهاب في المسالك البولية أو التهاب في القولون أو عن طريق حقن في الوريد، بالإضافة إلى الإصابة بمرض الهريس أو وسرطان القولون والمستقيم.
أعراض مرض بكتريا الدم
هناك بعض الأعراض التي يشعر بها الطفل الذي يتعرض للبكتريا في الدم وهي كالتالي:
- حدوث ارتفاع في درجة حرارة الجسم والإصابة بالحمى أو انخفاض درجة حرارة الجسم، وكذلك الشعور بالقشعريرة.
- زيادة في سرعة نبضات القلب وانخفاض في ضغط الدم مما يسبب سرعة الانفعال والعصبية والارتباك والشعور بالدوار.
- الشعور بخمول في جميع أجزاء الجسم وكذلك تغير في السلوك العادي.
- في بعض الحالات قد يظهر طفح على الجلد أحمر اللون، ويغطي جميع أجزاء الجسم
- الشعور بألم حاد في المفاصل والظهر والوركين.
- حدوث تغير في لون جلد الطفل المصاب.
الكشف عن بكتريا الدم
عند الإصابة بأحد أعراض بكتريا الدم يطلب الطبيب إجراء فحوصات لإجراء تشخيص وتحديد شدة الإصابة، ومن هذه الاختبارات هو فحص الدم، حيث يتم فحص الدم بحثًا عن أي مضاعفات مثل العدوى أو مشاكل التخثر أو مشاكل في الكبد أو وظائف الكلى أو انخفاض كمية الأوكسجين أو خلل في المعادن. وفقًا لأعراض ونتائج اختبار الدم، قد يطلب طبيبك اختبارات معملية أخرى.
مخاطر ومضاعفات بكتريا الدم عند الأطفال
في حالات كثيرة عند الأشخاص البالغين يتكفل جهاز المناعة بتخليص الجسم من بكتيريا الدم، أما في حالة الأطفال ضعيفي الجهاز المناعي قد تسبب بكتريا الدم في بعض المضاعفات مثل:
- تسمم الدم وتعفنه، وهي حالة خطيرة قد تكون مميتة في بعض الأحيان.
- حدوث التهابات مختلفة في أنحاء الجسم نتيجة تراكم البكتيريا هناك مثل حدوث التهاب السحايا أو التهاب شغاف القلب أو التهاب العظام أو حتى التهاب المفاصل.
- قد تسبب تكون مستعمرات للبكتيريا في مناطق معينة في الجسم، بحيث تبدأ البكتيريا بالتكاثر فيها لينطلق المزيد منها إلى الجسم.
علاج البكتيريا في الدم عند الأطفال
تختلف الأساليب المتبعة في علاج حالات التهاب الدم باختلاف مكان العدوى الأولية ونوع البكتيريا المسببة، بالإضافة إلى اختلاف الأعضاء المصابة ومدى الضرر، ويشتمل العلاج:
- استخدام المضادات الحيوية التي تعطى عن طريق الوريد، ثم استبدالها بأقراص بعد مرور يومين إلى أربعة أيام، وفي حالات الالتهابات الشديدة قد يستمر تناول أقراص المضادات الحيوية لمدة أسبوع إلى عشرة أيام أو أكثر.
- إعطاء السوائل عن طريق الوريد حيث أن ذلك يكون سببًا في منع حدوث الجفاف والفشل الكلوي، بالإضافة إلى أن السوائل تساعد في رفع مستوى الدم.
- إعطاء السوائل التي تزيد من ضغط الدم عن طريق الوريد.
- إعطاء الأكسجين من خلال قناع الأنف أو أنابيب التنفس الأنفية في حال كانت مستوياته منخفضة في الدم.
- البدء بغسيل الكلى في حال تأكيد حدوث فشل كلوي.
- إعطاء الأدوية المضادّة للفيروسات، في حال نتج الالتهاب من عدوى فيروسية.
- معالجة الجروح، ومعالجة مصدر العدوى، وتصريف أي صديد أو أي خراج لمنع تسرب البكتريا إلى الدم.
- إزالة الأنسجة المصابة بإجراء عمليات جراحة، وإصلاح أي ضرر قد لحق بهذه الأنسجة جراء الالتهاب.
- إعطاء بعض أدوية الستيرويدات القشرية، أو دواء الأنسولين.
- نقل الدم للطفل المصاب ببكتريا الدم إذا لزم الأمر.
الوقاية من مرض بكتيريا الدم
هناك العديد من الطرق التي يمنكن أن نقي بها الطفل من الإصابة ببكتريا الدم، ومن هذه الطرق ما يلي:
- يمكن الوقاية من مرض بكتيريا الدم عند الأطفال بإعطائهم أنواع التطعيم المختلفة وذلك بسبب ضعف الجهاز المناعي لديهم.
- الاهتمام بتقديم وجبات صحية سليمة للطفل.
- المحافظة على نظافة الطفل العامة، والاهتمام بتطهير الطفل بعد العودة من المدرسة.
- الاهتمام بغسل اليدين باستمرار وخاصةً عند دخول مستشفى منعًا لانتقال العدوى من شخص إلى آخر.
- الاهتمام بعلاج بكتريا الدم بمجرد اكتشاف المرض، حيث من المهم البدء في العلاج منعاً لانتقال العدوى إلى باقي أجزاء الجسم.
إن بكتريا الدم أنواع عديدة ومتنوعة ولذلك يجب التوجه فورًا للطبيب عند الشعور بأحد الأعراض السابق ذكرها لتحديد نوع العلاج المستخدم، ويجب عدم إهمال علاج البكتيريا في الدم عند الأطفال حتى لا يحدث مضاعفات.