يعتمد النظام الإقتصاد العالمي الجديد على خصائص تميزه عن المراحل الإقتصادية السابقة بعد الأزمة الاقتصادية 2020، حيث أن هذا النظام يهدف إلى توحيد أجزاء الإقتصاد العالمي بحيث يصبح قائماً على الإعتماد المتبادل وتكوين علاقات إقتصادية عالمية جديدة بين الأطراف الرئيسية في العالم.
تعريف نظام الإقتصاد العالمي الجديد
يقصد بالنظام الاقتصادي العالمي الجديد: “مجموعة القواعد والأسس والترتيبات الإقتصادية التي وضعت في أعقاب الحرب العالمية الثانية لضبط قواعد السلوك في العلاقات الإقتصادية العالمية بين الدول المختلفة”
ينطوي هذا المفهوم على النظام الإقتصادي الذي نشأ في أعقاب الحرب العالمية الثانية لإعادة ترتيب الأوضاع الإقتصادية العالمية، وتشكيل العلاقات بين أجزاء إلاقتصاد العالمي وتطورها.
ويجب التفرقة هنا بين ثلاث مصطلحات هي: الإقتصاد الدولي والنظام الدولي ونظام الإقتصاد العالمي:
الإقتصاد الدولي:
- بدأ ظهور مفهوم الإقتصاد الدولي في القرن السادس عشر، حين ازدهرت التجارة بين الدول.
- ثم بدأت الثورة الصناعية وتم الإنتقال إلى مرحلة الرأسمالية الصناعية في أواخر القرن الثامن عشر، حيث بدأت فكرة التخصص وتقسيم العمل الدولي وتزايدت العلاقات الاقتصادية التي تربط بين الدول.
- و في القرن العشرين ظهرت الحاجة إلى تنظيم العلاقات الإقتصادية الدولية فظهر ما يعرف بالإقتصاد الدولي.
النظام الدولي:
- يعني إنخراط دول العالم في نظام شامل يخضع لنمط معين لتقسيم العمل الدولي وسيادة التنظيمات والمنظمات الدولية.
- وقد بدأ النظام الدولي تحديداً منذ إنشاء منظمة الأمم المتحدة.
النظام الإقتصادي العالمي:
- بدأ منذ الثمانينات، وتحددت مكوناته في بداية التسعينيات.
- تشمل مكوناته الدول و المؤسسات العالمية والشركات المتعددة الجنسيات والتكتلات الإقتصادية العالمية وغيرها من الأطراف الإقتصادية المؤثرة والفاعلة.
نظريات ومبادئ الإقتصاد العالمي الجديد
يعتمد الإقتصاد العالمي الجديد على ثلاثة مكونات:
النظام النقدي الدولي:
- وهو النظام الذي يحكم قواعد السلوك في كل ما يتعلق بأسعار الصرف وموازين المدفوعات ومصادر تمويل العجز ونوعية السياسات التصحيحية المتبعة لعلاج مثل هذا العجز عند وقوعه.
- وبذلك يضمن هذا النظام تحقيق الإستقرار النقدي العالمي في النظام الإقتصادي العالمي الجديد، ويقوم صندوق النقد الدولي على إدارة النظام النقدي.
النظام المالي الدولي:
- هو نظام يحكم التحركات أو الإنتقالات الدولية لرؤوس الأموال بجميع صورها من مساعدات أجنبية، وقروض خارجية رسمية أو تجارية، و استثمارات أجنبية مباشرة أو غير مباشرة.
النظام التجاري الدولي :
- وهو نظام يتعلق بإدارة وتنظيم تصدير واستيراد السلع، والعمل على تحرير التجارة العالمية وزيادة حجم التبادل الدولي.
مبادىء الاقتصاد العالمي الجديد
وتعتمد نظريات ومبادئ الإقتصاد العالمي الجديد على عدة محاور أساسية:
الديناميكية والقطبية الأحادية:
- تعبر عن تبدل موازين القوى الإقتصادية القائمة، حيث توجد دائما العديد من الإحتمالات والسيناريوهات التي تحكم ترتيب مراكز القوى الإقتصادية في النظام الإقتصادي العالمي الجديد.
- فمن المتوقع أن تنفرد أوروبا أو الاتحاد الأوروبي بإعتلاء القمة الإقتصادية العالمية في النصف الثاني من القرن الواحد والعشرين، ثم يليه اليابان ثم الولايات المتحدة.
الثورة العالمية في المعلومات والإتصالات والتكنولوجيا وتعميق العولمة الاقتصادية
- تمثل هذه الثورة الأساس المادي للنظام الإقتصادي العالمي الجديد في المرحلة الحالية أو المعاصرة، وقد ترتب على هذه الثورة العديد من النتائج المؤثرة في الإقتصاد العالمي الجديد
- ثورة الإنتاج و ثورة التسويق و النمو المتعاظم في التجارة الدولية. و تزايد الإتجاه نحو المزيد من الإعتماد الإقتصادي المتبادل.
تعظيم دور الشركات متعددة الجنسيات:
- يعتمد تشكيل وتكوين الإقتصاد العالمي الجديد بشكل محوري على الشركات متعددة الجنسيات.
- حيث تمثل إيرادات تلك الشركات حوالي 44% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، كما تمثل هذه الشركات حوالي 40 % من حجم التجارة العالمية.
- يتم حوالي 80% من مبيعات العالم من خلال الشركات متعددة الجنسيات.
- تتجاوز الأصول السائلة من الذهب والاحتياطيات النقدية لدى الشركات المتعددة الجنسيات حوالي ضعفي الإحتياطي الدولي.
- تلعب الشركات متعددة الجنسيات دورا هاماً في الثورة التكنولوجية العالمية، والتي تمثل إحدى ركائز الإقتصاد العالمي الجديد.
تزايد التكتلات الإقتصادية والترتيبات الإقليمية الجديدة:
- يوجد على مستوى العالم حوالي 45 من أنظمة التكتلات الإقتصادية في مختلف مراحلها وصورها.
- تشمل هذه التكتلات حوالي 75 % من دول العالم، وحوالي 80 % من سكان العالم وتسيطر على حوالي 85 % من التجارة العالمية.
تزايد دور المؤسسات الإقتصادية العالمية في إدارة النظام الإقتصادي العالمي الجديد :
- تزايد دور المؤسسات الإقتصادية العالمية بعد انهيار المعسكر الإشتراكي وتفكك الإتحاد السوفيتي و تلاشي المؤسسات الاقتصادية التابعة له.
- منذ ذلك الحين أصبحت إدارة النظام الإقتصادي العالمي الجديد تعتمد على ثلاثة مؤسسات.
- ومنها صندوق النقد الدولي المسؤول عن إدارة النظام النقدي الدولي.
- وايضا البنك الدولي والمؤسسات التابعة له، وهو المسؤول عن إدارة النظام المالي الدولي.
- وايضا منظمة التجارة العالمية المسؤولة عن إدارة النظام التجاري الدولي.
وبشكل عام فإن النظام الإقتصادي العالمي الجديد لا يخلو من المتناقضات، شأنه شأن أي مبادرة عالمية واسعة النطاق.
إلا أنه أسهم في خلق أنماط جديدة من تقسيم العمل الدولي، وتكوين أشكال جديدة للعلاقات الإقتصادية العالمية.