اسم الملكان الموكلان بسؤال القبر، الموت من أعظم المصائب التي تلم بالإنسان في آخر حياته وبها تنقضي حياة الإنسان وتبدأ رحلته للدار الآخرة التي فيها الخلود إما إلى جنة أو نار، الموت هو المصير الحق لكل إنسان فلا حياد عنه ولا بعد وهو مصر كافة الخلائق على هذه الأرض، وقد ذكر الله عز وجل الملائكة الذين يسألان الإنسان في القبر عن امور فعلها في الدنيا، وذكر الله عز وجل بضرورة الإيمان بالملائكة في القرآن الكريم قال تعالى:” آمن الرسول
بما أنزل إلیه من ربه والمؤمنون کل آمن بالله وملائکته وکتبه ورسله”، الملائكة هم المرسلون من الله عز وجل للعباد، قال تعالى:” والمرسلات عرفا”، الإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان، الملائكة هم خلق من خلق الله موكلون بتنفيذ أوامر الله عز وجل ولكل ملك منهم وظيفة محددة ولا يعصون الله ما أمرهم.
ما المقصود بالملائكة
الملائكة هم عباد الله في السماء خلقهم فله يسجدون ولا يعصون الله ما أمرهم والإيمان بهم ركن من أركان الإيمان، وللملائكة وظائف محددة من الله عز وجل يقومون بها فلا يتأخرون عنها ولا يغيروها وليس لهو هوى كم الإنسان، فالملائكة مرفعون عن ذلك، فمثلاً ميكائيل ملك الرزق وجبريل الملك المكلف بالوحي، ملك الموت مكلف بقبض أرواح العباد، قال تعالى:” شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَالمَْلاَئِکَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ”، “هُوَ الَّذِي یُصَلِّي عَلَیْکُمْ وَمَلاَئِکَتُهُ لِیُخْرِجَکُم مِّنَ الظلمات إلى النورِ وَکَانَ بِالمُْؤْمِنِینَ رَحِیمًا”، الملائكة لهم أوصاف تعجز عن الوصف وتصور الإنسان، عدد الملائكة غير معلوم ولا معروف.
اسم الملكان الموكلان بسؤال القبر
روى الترمذي في سننه حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ – أَوْ قَالَ أَحَدُكُمْ- أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ، يُقَالُ: لِأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالْآخَرُ النَّكِيرُ، فَيَقُولَانِ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ مَا كَانَ يَقُولُ: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولَانِ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ، ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: نَمْ، فَيَقُولُ: أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ، فَيَقُولَانِ: نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لَا يُوقِظُهُ إِلَّا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ، حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ. وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُ مِثْلَهُ، لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ، فَيُقَالُ: لِلْأَرْضِ الْتَئِمِي عَلَيْهِ، فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ فَتَخْتَلِفُ فِيهَا أَضْلَاعُهُ، فَلَا يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ”
هنال من أسموا أسماء الملكين المكلفات بسؤال القبر هما منكر ونكير وانكر أهل العلم هذا الإسم، فهما اسمان لا يليقان بأسماء ملائكة، وقد وصفهما الله عز وجل بأوصاف الثناء، ولكن الاسم المتعارف عليه هو منكر ونكير لأن الحديث المذكور فيهما الاسم ضعيف، ولكن من حيث لا يعرفهما الميت فينكرهما كما قال ابراهيم لضيوفه في قولته تعالى:” قَوْمٌ مُّنكَرُونَ”، فلم يعرفهم.
وكلمة (مُنْكَر) بفتح الكاف على الصحيح، ولذا يقول السيوطي رحمه الله:
وضبط منكَر بفتح الكاف ♦♦♦ فلست أدري فيه من خلافِ
سبب تسمية منكر ونكير
قال بعض العلماء في تسمية منكر ونكير لأن الميت لا يعرفهما في القبر، فقد جاء في الحديث، حديث رواه الترمذي في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ – أَوْ قَالَ أَحَدُكُمْ- أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ، يُقَالُ: لِأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالْآخَرُ النَّكِيرُ”.