ان اكبر المصائب التي ابتليت بها الامة الاسلامية الاختلاف والتفرق، والتي حذرنا منها القرآن الكريم، وايضا حذرنا منها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وذالك في السلم وفي الحرب وفي الشدة وفي الرخاء ايضاً، لانها هي سبب كل بلاء وكل شقاء، ان الفرقة هي اخطر الامراض التي انتشرت في جسد امتنا الاسلامية وذالك على مستوى الاشخاص والجماعات، وايضا محيط الامة ككل، حيث انها اصبحت دولة لا تهتم الا بأمور نفسها.
الفرقة والاختلاف يبب هلاك الامة
- أخرج البخاري في “صحيحه” عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال: سَمعتُ رجُلاً قرأ آيةً، وسمِعتُ النَّبيَّ – صلى الله عليه وسلم – يَقْرَأُ خِلافها، فَجِئتُ به النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – فأخبرتُهُ، فَعرفْتُ في وَجههِ الكَراهيةَ، وقال: ((كِلاكُما مُحْسِنٌ، ولا تَخْتَلفوا؛ فإنَّ مَن كان قبلكم اختلفوا فهلكوا)).
- أخرج الإمام مسلم في “صحيحه” عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله: ((إن الله يرضى لكم ثلاثًا، ويكرهُ لكم ثَلاثًا، فيرضى لكم: أَنْ تَعبُدوه، ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جَميعًا ولا تَفرَّقوا، ويكرهُ لكم: قيل وقال، وكثرةَ السُّؤالِ، وإضاعةِ المال)).
ولا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا
ان الخلافات تؤدي الى الفرقة، وايضاً تؤدي الى الضعف، حيث ان الضعف يجري علينا، وذالك عين ما يحدث الان في الاحوال، ان المرأ منا قليل بنفسه وكثير بإخوتنه وضعيف بمفرده وبجماعته ايضاً، لذالك ان الفرد الحكيم اذا اراد ان يعلم ابنائه درس علمي، حيث يجمعهم ويأمرهم ان يأتوا بقليل من الحطب اي حزمة، ويقوم كل فرد بكسرها بشكل حزمة، فلا يفلح احد منهم بكسرها، ومن ثم يأمرهم ان يفرقوا الحزم، حيث يأخذ كل شخص واحدة ويكسره، فيكسر، فعلموا ان الوحدة سبيل القوة والتفرقة سبيل الضعف.
وتعتبر تلك الحقائق التي يؤكدها التاريخ والعقل والتجربات والوقائع ايضا، حيث اننا اذا قرأنا التاريخ نجده انه لما وقع الخلاف بين المسلمين، حيث دبت التفرقة بين صفوفهم وذالك بعد مقتل عثمان، ووقعت الحرب بين علي ومعاوية رضي الله عنهما – وذلك من أجل ثأر عثمان – لا من أجل المناصب كما يقول المتنطِّعون، حيث كانت بلاد الروم فتحها المسلمون، وسميت في ذالك الوقت المملكة البيزنطينية، وايضا فتح المسلمون مصر والشام وشمال افريقيا، وعندما علم القسطنطينين ملك بيزنطة بذالك الخلاف بين علي ومعاوية، حيث وجد ان ذالك الفرصة هي سانحة للهجمات على المسلمون، وايضا استرداد ارضه، ولكن رحمة الله في موقف معاوية، وايضا تامل وتعلم ما كان منه رضي الله عنه، ولكن ارسل له رسالة يقول فيها ايها الاحمق الرومي، انك تقصد قتال المسلمين منتهز الخلاف الذي بينهم، حيث ان تقدمت في القتال فاعلم ان، عندئذ أن معاوية أدنى جند في جنود علي ضدك، فلما وصله الخبر ضعف عزمُه، وأمر بإيقاف الاستعدادات العسكرية.
رسالة مناصحة لمن يحاول نشر الفرقة بين المسلمين
أخي المسلم/ أختي المسلمة كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرونه بالمعروف وتنهون عن المنكر، وكنتم خير ذخراً للبرايا، وقد كنا في لحظة ما قلة قليلة جاهلة حتى جاء الإسلام الحنيف وبتنا فيه قادة أمم ووحدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت لواء واحد في صعيد واحد حتى أصبحنا كأسنان المشط.
ان اهمية الوحدة بين المسلمين تكم في توحيد الصفوف، حيث تجعلهم كيان واحد وجسد واحد، وذالك على اختلاف اعراقهم وانسابهم وبلدهم والوانهم، وتعتبر الوحدة مطلب وهدف ترنوا اليه المجتمعات البشرية ككل، حيث تبذل كل مالديها وذالك للوصول الى وحدة المسلمين، مؤدية قوتهم ومنعتهم وعزتهم ايضاً.