الأمومة رائعة ولكنها جعلتني أفقد أصدقائي

الأمومة رائعة ولكنها جعلتني أفقد أصدقائي

أنا سيدة متزوجة وعمري 38 عام ولدي طفلان ، سعيدة في حياتي الزوجية ولدي وظيفة جيدة ، ولكني بالرغم من كل ذلك اكتشفت أنني أصبحت وحيدة بلا أصدقاء ، فبعد أن أنجبت أطفالي اختلفت حياتي بشكل كبير وابتعدت عن أصدقائي ، وانحصر معارفي في تجمع أمهات المدرسة الخاصة بأطفالي .

الأمومة رائعة ولكنها جعلتني أفقد أصدقائي

وقد وجدت أن مجموعات الواتس أب تسبب لي ضغط عصبي ، كما أني لا أحب استخدام الفيسبوك لأني أشعر بالغيرة حين أجد أصدقائي ينظمون مناسبات ، بينما اسمي غير مدرج .

لا زلت على علاقة مع بعض أصدقائي القدامى ، ولكن بسبب مشاغل الحياة وبُعد المسافات بيننا أصبحنا نتقابل بالكاد مرتين كل عام ، حتى المكالمات الهاتفية توقفت عنها لأني وجدت الجميع يكتفون بالرسائل القصيرة ، لا أعرف كيف أتصرف في تلك المعضلة ، وأفكر كثيرًا ، هل سينتهي كل هذا بعد أن يكبر أطفالي ؟ أم أني سأجد نفسي في النهاية بعد أن يكبر أطفالي وحيدة ، بلا أصدقاء ولا حياة اجتماعية ؟ .

أجابت الصحفية ماريللا فورستوب على هذا التساؤل ، بأنها سعيدة بهذا السؤال لأنها كانت تفكر في نفس الموضوع ، بعد أن أدركت في اليوم السابق أن هاتفها لم يرن لمدة خمسة أيام ، لقد وقعت في نفس المعضلة ، لأنه بالرغم من توافر الكثير والكثير من وسائل التواصل في هذه الأيام ، إلا أن العلاقات الاجتماعية بين الأصدقاء أصبحت في تناقص مستمر ، بسبب مشاغل الحياة ، فوجود شخص قريب منك يمكنك أن تتحدثين معه أصبح شيء نادر .

تقول ماريللا أنه على الرغم من أنها تملك 57 ألف متابع على موقع تويتر ، ويتابعها أشخاص جدد كل يوم على الأنستجرام ، وتقوم برفع صور رحلاتها الرائعة علي فيس بوك إذا توفر الوقت ، فتلقى مئات الإعجابات ، ولكنها في النهاية تشعر أنها وحيدة وأنها قد انسلخت من محيطها الاجتماعي .

تُضيف أيضًا أنها على الرغم من أنها لم تندم على قرار انتقالها إلى مدينة جديدة ، ولكنها كانت تتمنى لو أدركت منذ البداية أنها بذلك تقضي على حياتها الاجتماعية ، بعد أن قضت سنوات طويلة في بنائها ، حيث اعتادت طوال سنوات أن تنظم تجمعات للفتيات وتجمعات عائلية ، أما الآن فلم يتبقى لها من الحياة الاجتماعية سوى مجرد تغريده في الفضاء الإلكتروني .

تقول ماريللا للقارئة : إن رسالتك قد أسعدتني لأنها جعلتني أفكر بشكل أكبر في حل لتلك المسألة ، إن الحل يكمن في أن تبدئين بنفسك وتتخذين الخطوة الأولى ، فتتحركين وتلتقطين هاتفك وتتصلين بأصدقائك القدامى ، ولا تجعلين تلك المكالمة مجرد مكالمة عابرة للقضاء على شعور مؤقت بالوحدة ، ولكن يجب أن تفعلين ذلك باستمرار ، وأن تتجاذبين معهم أطراف الحديث في أمور لم يكونوا يتوقعوها منك .

ولا شك أن الأمومة شيء رائع ، ولكنها تحتاج بعض التضحيات لأن إنجاب الأطفال وتربيتهم يحتاج إلى وقت طويل ، ولاسيما إذا كنت امرأة عاملة ، إذً فعليك توفير جزء من وقتك وفي معظم الأحيان يكون هذا الوقت من وقت الأصدقاء ، ولكن لا يجب نغلق باب الصداقة بشكل كلي ، فيجب أن نترك الباب مفتوح بشكل جزئي ، بحيث أن نحافظ على قدر من صداقتنا ولا ننهيها كليًا .

كما تضيف ماريللا ; أن السيدة صاحبة الرسالة تركت نفسها لتنجرف خلف حياة أسرتها وإيقاع الحياة السريع وأهملت حياتها الشخصية ، ,لذلك يجب عليها أن تكافح قليلًا من أجل حياتها الشخصية .

تضيف ماريللا أن صاحبة الرسالة قد ذكرت أن معارفها الحاليين هم أمهات زملاء أطفالها ، وهو تجمع لا يستهان به فيمكنها أن تجد في هذا التجمع الدعم الاجتماعي الذي تحتاجه ، فنحن لا نحتاج إلى الكثير من الأصدقاء ، ولكن قلة من الأصدقاء تستطيع أن تنشر البسمة على وجوهنا وتعطينا الدعم الكافي .

في النهاية تشكر ماريللا القارئة التي كانت تسأل عن مسألة شخصية ، ولكن مشكلتها في الحقيقة هي مشكلة عالمية ، إنك لن تصبحين وحيدة بعد أن يكبر أطفالك ، إلا إذا ابتعدتي عن الأصدقاء الحقيقيين ، فهيا الآن ارفعي هاتفك وأعيدي تكوين علاقة مع من تعتقدين أنهم أصدقاء حقيقيون .

إنضم لقناتنا على تيليجرام