الكثير منا يتساءل كيف أبتعد عن الضيق..؟ كيف أبتعد عن الهم..؟ فقد يشعر الإنسان بالضيق والهم والحزن إذا تعرض لموقف معين يفوق طاقته وقد يكون السبب في ذلك “قلة الرزق أو الأبناء أو بسبب هموم الحياة التي لا تنتهي ولا يحدها حد” ولكن ما يجب على الإنسان أن يفعله هو أن يتعايش مع المشكلة وأن يحول كل هذه العوائق التي تمنعه من المتعة في الحياة لتجارب تدفعه بقوة للأمام بدلا من أن تستنفذ قواه وتقف بينه وبين قدرته على العيش.
فهذه الحياة تحتاج للإنسان القوي الذي يقف مواجها إياها ولا يستسلم لهمومه وحزنه ، وتنهي الإنسان الضعيف الذي يقع عند أصغر موقف يقابله في مشوار حياته فالإنسان الذكي هو الذي يخرج من تجاربه متعلم كيف يعيش ولا يخرج منها مكسورا حزينا آخذا منها كل ما هو سلبي فقط.
كيفية الخروج من الهم والحزن
1-التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بكل ما يحبه الله ويرضى عنه مثل “الصلاة والصيام، والزكاة، وقراءة القرآن” إذ أن كل هذه الأمور تدفع الحزن عن القلب وتساعد على الوصول إلى حد الرضا عن الله ومن ثم الرضا بكل أقدار الله وبكل ما كتب واعلم أن علامة رضا الله عنك رضاك أنت عن الله.
2- الابتعاد عن المعاصي والذنوب التي قد تحول حياة الإنسان إلى جحيم فقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ” ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى” فالله عز وجل هنا لم يتكلم عن جزاء أخروي فقط أو عذاب في الآخرة فقط ولكن توعد للإنسان المذنب البعيد عن الله سبحانه وتعالى بأن يعيش عيشة ضنكا،وفي مقابل ذلك وعد عباده المؤمنين الطائعين المحبين لله ورسوله بأن لهم حياة طيبة فقال الله جل جلاله: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
3-الدعاء دائما بأدعية تفريج الهم والكرب فالدعاء هو سلاح الإنسان المؤمن وقد قال الله عن نفسه (وإذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان) ومن الأدعية التي كان يحافظ عليها النبي صلى الله عليه وسلم في الصباح والمساء وأوصى أمته بالحفاظ عليها فهو بمثابه روشتة نبوية يجب الحفاظ عليها وهو “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال”.
4-التخلص من كل مخاوف النفس فإن كان الإنسان حائرا في تفكيره في شيء ما عليه أن يلجأ إلى المقربين منه ويطلب مساعدتهم في حل مشاكله.
5- أن يقتنع بأن كل الهم سيفنى وأن كل شيء زائل حتى العمر سوف يفنى في يوم ما فهذه هي سنة الله سبحانه وتعالى في كونه فإذا نظرت إلى ما كان لديك من هموم ومشكلات في السنة الماضية ستجدها في هذه اللحظة انتهت وعشت بعدها الحزن والفرح.
