مجتمعنا عصبي..! فما علينا سوى النظر إلى وجوه من حولنا لمعرفة أننا نعيش عصر التوتر العصبي، هناك الآلاف من الناس الذين لا يقدرون على التعامل مع الأزمات التي يمرون بها، مقابل كل شخص قادر على مواجهة تجارب الحياة المضنية بقوة.
أعراض التوتر العصبي
كلنا يعرف العديد من الناس الذين يلجؤون إلى الحبوب المهدئة، وطقطقة الأصابع، أناس يعيشون في اضطراب دائم، وعدم القدرة على النوم، بالطبع هناك أسباب عدة للاضطراب الداخلي، فسرعة تقدم التكنولوجيا تركت آثارها في المجتمع، فإن التوتر ينتقل فوريًا إلى جميع أنحاء العالم، وللاضطرابات المحيطة بنا تأثيرها الفعال في الجهازين العصبي والعضلي، كما أنه لا يوجد وقت للاختلاط بالآخرين، فالناس أصبحوا أكثر وحدة وأكثر توترًا.
ماذا يحدث للجسم عند التوتر
تعد أعراض التوتر موجبة للاهتمام والمعالجة عند تكررها وهذه بعضها :
- صك الأسنان أو ضم الشفاه، أو قضم الأظفار.
- الشك في الناس وعدم الثقة بالأصدقاء.
- عدم التمتع بمباهج الحياة.
- التعب المزمن بالرغم من عدم وجود أي مسبب جسدي له أو الصعوبة في النوم.
- الغضب من أتفه الأسباب.
وعندما تصبح درجة التوتر عالية جدًا بحيث لا يقدر الشخص على تحملها، يتجاوب الجسد بإظهار أمراض جسدية نفسية، ويزداد التوتر بوساطة عبوره من خلال الجهاز العصبي إلى جميع أعضاء الجسم ويظهر نفسه في صورة أمراض قلبية أو أمراض ذات علاقة بالجهاز التنفسي كالربو أو نوبات من التنفس العميق والسريع أو مشكلات في المعدة قد تؤدي إلى القرحة أو البدانة أو صداع في الرأس أو مشكلات في البشرة وغيرها.
علاج التوتر العصبي الجسدية
الضغوطات الخمس على المرأة
ويذكر علماء النفس أنه توجد خمس أزمات عاطفية مولدة للضغوطات في حياة المرأة، وليس من الضروري أن تسبب هذه الأطوار أي اضطرابات إذا تلقت المرأة الإرشاد اللازم والنصح والدعم، فكل مرحلة تمر بها الفتاة منذ بداية حدوث التغيير في جسدها خلال مرحلة المراهقة إلى السنوات التي تسبق زواجها، إلى مرحلة الزواج، وخلال مرحلة الحمل، ومرحلة ما بعد الولادة، وخلال سن اليأس ومرحلة الشيخوخة من الممكن أن تكون مسؤولة عن نشوء أعراض نفسية، وهذه الأزمات الخمس حددها علماء النفس في :
- مرحلة المراهقة (المرأة الناشئة).
- عروس المستقبل.
- المولود الأول.
- أكتئاب ما بعد الولادة.
- سن اليأس.
أفضل علاج للقلق والتوتر العصبي
كيف تتعاملين مع التوتر؟
تكلمي عما تشعرين به : عندما يزعجك أي شيء تكلمي عنه، لا تكبتيه في داخلك، تباحثي فيما يقلقك مع شخص تثقين به مثل: أمك، أو أبيك، أو أختك، أو إحدى صديقاتك أو معلماتك، فهذا يساعد على التخفيف من توترك والنظر إليه بطريقة أفضل، وفي كثير من الأحيان تستطيعين أن تكتشفي كيف تتعاملين معه.
تخلصي من غضبك ويعالج الغضب بالتالي :
- تغيير الهيئة التي يكون عليها الإنسان، قال رسول الله [ :«إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضجع».
- اللجوء إلى الوضوء،قال رسول الله[: «الغضب من الشيطان، وإن الشيطان من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ».
- السكوت، قال رسول الله [:«إذا غضب أحدكم فليسكت».
- التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، جاء في الصحيحين أنه استب رجلان عند النبي [ وأحدهما يسب صاحبه مغضبًا قد احمر وجهه فقال رسول الله [: «إني لأعلم لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لذهب عنه ما يجد».
- التفكير في النصوص الواردة في فضل كظم الغيظ، قال تعالى:{والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس}.
- أن تتذكري أن قدرة الله عليه أعظم من قدرته على أخيه الإنسان.
- أن تتفكري في قبح صورتك عند الغضب.
- أن تعلمي أن الغضب كان من شيء جرى وفق ما أراد الله.
- أن تتذكري ثواب العفو والإحسان وحسن الصفح فتقهري نفسك عن الغضب.
تنازلي قليلاً
تذكري أن العراك الدائم والعناد مع من حولك هما طريقة تصرف الأطفال الصغار، تمسكي بما تعلمين ولكن بهدوء، فهناك دائمًا احتمال أن تكوني مخطئة، إذا رضخت أحيانًا فستجدين أن الآخرين سيرضخون أيضًا، وستكون النتيجة ارتياحك من التوتر، والتوصل إلى حل عملي والشعور بالاكتفاء والنضوج.
مساعدة الآخرين
إذا شعرت أنك دائمة القلق حول نفسك، فحاولي القيام بعمل ما للآخرين، وسترين أن الاهتمام بالآخرين سيفيدك أنت أيضًا من خلال مشاركتك بقدرتك وتقديمها لمن يحتاج إليها.
اهتمي بعمل واحد في وقت واحد
تشكل الأعباء اليومية العادية حملاً ثقيلاً على كاهل الأشخاص المتوترين، فلا تجدين طريقة لإنهاء أعمالهن، وحتى المهمة جدًا منها تلك حالة مؤقتة، وبإمكانك التخلص منها، وإن أفضل طريقة لذلك تكون باهتمامك أولاً بالأمور العاجلة واحدًا تلو الآخر، وترك ما تبقى لوقت آخر وعندما تتخلصين من تلك الأعباء ستجدين أن التخلص من الباقي ليس صعبًا.
لا تستطيعين أيًا كان القيام بأي عمل كان
تتوقع بعض النساء الكثير من أنفسهن، وهو ما يضعهن في حالة مستمرة من القلق والتوتر، لأنهن يعتقدن بأنهن مقصرات فهن يهدفن إلى الكمال في كل شيء، يشكل هذا التفكير دعوة مفتوحة للفشل فليس باستطاعة أحد إنجاز كل شيء إلى أقصى درجات الكمال، فكري في الأعمال التي تبرعين فيها، وركزي اهتمامك وطاقاتك عليها.
لا تنتقدي الآخرين
يتوقع الكثير من الأشخاص الكثير من الآخرين، وتشعرين بالإحباط والخيبة إذا فشل ذلك الشخص في تحقيق تلك التوقعات، تذكري أن لكل شخص قدراته وقيمه، وحتى أخطاءه الخاصة به، وحقه في أن يكون ذاته، فبدلاً من انتقاد سلوك الآخرين حاولي البحث عن النقاط الإيجابية فيهم، ساعديهم على تحسينها بشكل أفضل.
امنحي الشخص الآخر فرصة
تشعر النساء اللاتي تعانين التوتر العاطفي بأن عليهن الوصول أولاً أي أن يسبقن الطرف الآخر حتى في أبسط الأمور، إذ شعر عدد كاف منا بذلك، وأكثرنا يشعر فعلاً بذلك، فيصبح كل شيء سباقًا كبيرًا، فالتنافس معد وكذلك التعاون.
كوني هناك
معظمنا يشعرن بأنهن لا يحظين بالأهمية في بعض الأحيان، ونظن أن الآخرين لا يريدوننا، بينما هم في الحقيقة ينتظرون المبادرة الأولى من جهتنا، إذ ذاك نكون نحن اللاتي نخفض من قيمة أنفسنا وليس الآخرين.. من الأسلم لنا أن نأخذ المبادرة أحيانًا بدلاً من الجلوس والانتظار وعزل أنفسنا.