تعتبر جوزة الطيب من النباتات التي تستخدم كنوع من التوابل وتضاف على الطعام لإضفاء طعم مميز له، إلى جانب استخدامات أخرى، ونظرا لما قد يسببه تناول جوزة الطيب من آثار فقد كانت محل جدال كبير بين علماء الأمة عندما طرح عليهم السؤال، جوزة الطيب حلال أم حرام؟ وسنحاول من خلال مقالنا هذا التعرض لأهم الآراء في هذه المسألة وسنين حجج كلا الرأيين سواء من أفتى بأنها حلال أو من أعتبر تناولها حرام، ثم سنبين في النهاية ما هو الرأي الأرجح عند جمهور العلماء والله تعالى أعلى وأعلم.
جوزة الطيب حلال أم حرام؟
كما بيّنا في المقدمة أن بعض من أهل العلم قد ذهب إلى تحريم تناول جوزة الطيب بينما أختلف معهم علماء آخرين بعدما أفتوا بأنها حلال وسنبين الرأيين بالتفصيل فيما يلي:-
الرأي الأول: تحريم جوزة الطيب
يرى أنصار هذا الرأي وعلى رأسهم “الهيتمي”، حيث أعتبرها من المسكرات، بل وصل أن “أبن العماد” جعل الحشيشة مقيسة على جوزة الطيب، كما وافق المتأخرون من المالكية والشافعية على أنها من المسكرات، كما قال إبن عابدين الحنفي ما نصه “ومثل الحشيشة في الحرمة جوزة الطيب”، وعلى هذا أعتبر أنصار هذا الرأي أن جوزة الطيب من المسكرات ولذلك وجب تحريمها.
الرأي الثاني: استخدام القليل من جوزة الطيب حلال
يرى أنصار هذا الرأي ومنهم ابن فرحون، أن استخدام جوزة الطيب بالقدر البسيط الذي لا يفسد العقل حلال ولا حرج فيه، أو بمعنى أخر قليلها جائز، وأن ما يفسد العقل منها هو الحرام، كما أفتى الرملي بجواز تناول القليل منها، حيث قال “نعم يجوز تناول القليل منها، ويحرم تناولها بكمية كثيرة.
وبعد استعراضنا للرأيين فيمكن اعتبار الرأي الثاني هو الأرجح طبقا لرأي الشيخ خالد عبد المنعم الرفاعي المستشار الشرعي لموقع طريق الإسلام، فاستخدام القليل من جوزة الطيب لا يصل لدرجة الفتور، حيث أن الشرع قد دل على منع كل مفتر، أما في حالة تناول كميات قليلة من جوزة الطيب والتي لا تفتر فهذا الأمر مسكوت عنه، ولذلك تعتبر من جملة ما عفى الله عنه.
