ساعدي طفلك للتخلص من التبول اللاإرادي

ساعدي طفلك للتخلص من التبول اللاإرادي

كيف يتعامل كل من الأطفال والأمهات مع مشكلة التبوُّل اللاأرادي؟ أربع نصائح بسيطة للتغلب على هذه المشكلة.

ساعدي طفلك للتخلص من التبول اللاإرادي

طفلتي الصغيرة تحمل سرًا :
كانت بيثاني ذات السبع سنوات تستمتع كثيرًا بدعوة صديقتيها للعب معها بمنزلها في لونج أيلاند بنيويورك ، لكنها كانت حزينة على غير عادتها أثناء زيارتهما الأخيرة ، كانت البداية عندما بدأن يلعبن لعبة التحدِّي ، وهي أن تُخفي بيثاني رابطة الرأس ، ثم تبدأ صديقتاها بالبحث عنها ، وبمجرد اقتراب الفتاتان من غرفة بيثاني ، لاحظت أمها توترَها ، حيث أخذت تأمر صديقتيها بشيء من القلق أن “لا تقتربا من تلك الأدراج تحت سريري ، فلا يوجد هنا شيء”.

في الحقيقة ، كانت بيثاني تُخفي سرًّا كبيرًا تحت سريرها ، ألا وهو حفَّاضاتها الليلية ، تنَّهدت أم بيثاني بأَسَى وهي تذكر تلك اللحظات قائلة: “رأيت حينها إلى أي مدى يُزعجها هذا الأمر ، وشعرت بقسوة ما تُعاني منه صغيرتي وهي تُحاول أن تُخفِي سرًّا مُخجِلًا كهذا ، فالأطفال عادة لا يَحملون أسرارًا”.

عمر التبول اللاإرادي بين الأطفال :
الحقيقة أن “سلس البول الليلي” ، وهو المصطلح الطبِّي للتبول اللاإرادي أثناء النوم ، منتشر بين الأطفال في سن المدرسة بشكل واضح ، فبينما يتحكم أغلب الأطفال قبل سن الخامسة في التبوُّل ليلًا ، يبقى ما يُعادل طفلًا من كل ثمانية أطفال ، في المرحلة الأولى والثانية من التعليم الأساسي ، يُعانون من هذا الأمر المُخجِل ، لكن ، حمدًا لله ، فإن هذه النسبة تقِل تدريجيًّا كُلَّما كبر الأطفال ، لتصل إلى نسبة طفل من كل عشرين في سن العاشرة ، وللأسف قد يستمر هذا الأمر بنسبة واحد في المائة حتى سن الخامسة عشر.

مشكلة التبول اللاإرادي تعد مشكلة عصبية :
تُصنَّف مشكلة سلس البول الليلي على أنها مشكلة عصبية لدى أغلب الأطفال ، حيث يمتنع العقل عن إرسال الإشارات للمثانة لتتحكم في البول أثناء النوم ، مما يؤدي إلى تفريغها لا إراديًّا ، تمامًا كما يحدث للرُّضَّع ، وقد تلعب الجينات دورًا في هذه المسألة ، حيث نجد أغلب هؤلاء الأطفال لديهم أب أو أخ أو عم كانوا يُعانون من هذه المشكلة أثناء طفولتهم ، أمَّا في حالة الظهور المفاجئ لهذه المشكلة ، فإنها قد تكون مشكلة نفسية نتجت عن ظروف فجائية مؤثرة ، كالانتقال من المنزل أو قدوم مولود جديد أو انفصال الأبوين.

1-عدم التكتُّم على الأمر وضرورة إخبار الطبيب :
على الرغم من انتشار هذه المشكلة ، إلا أن غالبية الآباء يُفضلون التكتُّم عليها ، بمجرد أن يتجاوز الطفل المرحلة الطبيعية لارتداء الحفاض (في سن أربع سنوات تقريبًا) ، خوفًا من اتهامهم بالفشل في تدريب أطفالهم على التحكُّم ، ولعدم رغبتهم في سماع النصائح الثمينة مثل: “كوني أكثر حزمًا مع طفلك” أو “عليكِ فقط أن تجعليه يتبوَّل قبل النوم” ، أتعرفن : ولا نصيحة من نصائحكن هذه تُجدي نفعًا !!!.

كما أن أغلب الآباء لا يُخبرون طبيب الأطفال بهذه المشكلة ، خوفًا على مشاعر أطفالهم ، في الوقت الذي يتناسى فيه الأطباء طرح سؤال بخصوص هذا الأمر ، ظنًّا منهم أن الآباء سيخبرونهم من تلقاء أنفسهم بأي مشكلة تؤرقهم.

2-عدم توبيخ الطفل أو تعنيفه بشأن فعلته :
وبما أن التبوُّل اللاإرادي مشكلة عصبية بالدرجة الأولى ، فإن عقاب الطفل أو إحراجه قد يجعل فترة العلاج أطول ، في حين يُفضَّل بدء مرحلة العلاج بعمل شرح مبسَّط للطفل عن ما يحدث داخل جسمه ، كأن تقول له أنه مازال صغيرًا ، ومع الوقت والإصرار سيستطيع عقله أن يرسل إشارات للمثانة كي تتحكم في ذلك الأمر.

3-وضع الإنذار السريري في ملابس الطفل :
الخطوة الأولى في غاية السهولة ، حيث ينصح الأطباء مرضاهم باتباع بعض التعليمات ، مثل الإقلال من شرب الكافايين ، وعدم شرب الكثير من السوائل أثناء الليل ، هذه النصائح مفيدة بالتأكيد ، لكن الإجماع في هذا الأمر كان على “إنذار السرير” ، حيث ثَبُت أنه أفضل طريقة تساعد الطفل على البقاء جافًّا أثناء الليل ، وهو عبارة عن إنذار غير باهظ الثمن ، ومتوفر في بعض متاجر المستلزمات الطبية ، وأفضل أنواعه هو ما يحتوي على نغمة مسموعة ومستشعر اهتزاز.

كيفية عمل الإنذار السريري :
يرتدي الطفل مُستشعر حساس جدًا للرطوبة في ملابسه الداخلية ، يتصل هذا المستشعر بإنذار يعمل تلقائيًّا بمجرد تبول الطفل ، وبالتالي يستيقظ الطفل من نومه ، وبالرغم من أن الطفل يكون قد بلَّل سريره بالفعل ، لكن مع الوقت سيُدرب الإنذار عقله على الاستيقاظ مبكِّرًا أكثر فأكثر ، إلى أن يُصبح قادرًا على الاستيقاظ مع نزول أول قطرة بول ليتحكم في الباقي ، وبعدها يستيقظ قبل التبوُّل ويُصبح جافًّا تمامًا ، إلَّا أن هذا الأمر قد يصل إلى شهرين للوصول إلى الجفاف التام بشكل يومي.

استبعاد المشاكل الصحيَّة :
اعرض طفلك على الطبيب لتتأكد من عدم وجود مشاكل صحية لدى الطفل ، فهناك بعض المشاكل الصحية -وإن كنت نادرة- قد تسبب للطفل تبوُّلًا لاإراديًّا ، وهذا ينطبق أيضًا على من تصيبهم هذه الحالة بشكل مفاجئ بعد كونهم طبيعيين تمامًا ، فقد يكون السبب مرضا في المثانة مثلًا.

الإمساك :
قد يكون إصابة الطفل بالإمساك المزمن سببًا في تبوله أثناء النوم ، حيث أن امتلاء المستقيم قد يؤثرعلى وظيفة المثانة ، وفي هذه الحالة عليك أن تُعطي طفلك الكثير من الماء والطعام الغني بالألياف وتتحدث مع الطبيب عن الأدوية المُليِّنة ، كما عليك تشجيع الطفل على الدخول إلى الحمام مرة كل ثلاث ساعات أثناء اليوم ، لأن بعض الأطباء يرون أن عدم تفريغ المثانة كليًّا بشكل منتظم طوال النهار ، قد يؤدي إلى ارتخائها ليلًا وصعوبة التحكم بها.

العقاقير الطبية :
كما أن هناك بعض العقاقير الطبية ، التي تقلل من قدرة الجسم على إنتاج البول ، لينام الطفل ليلة جافة ، ولكن بالتأكيد هذه ليست وسيلة للعلاج ، وإنما فقط يُمكن استشارة الطبيب للاستعانة بها إذا اضطر الطفل للمبيت خارج المنزل في معسكر مثلًا ، مع العلم أنه سيعود إلى التبول اللاإرادي بعد وقف العقار مباشرةً.

لا مجال للإحباط هنا ، بل عليك أن تثق أن طفلك سيتغلب على هذا الأمر وتشجعه على ذلك ، لأن العامل النفسي بلا شك يؤدي دورًا في سرعة استجابة الطفل للعلاج.

إنضم لقناتنا على تيليجرام