شروط قبول العمل الصالح، العبد المسلم يسعى دوما من اجل رضى الله ومحبته، ويقوم بكل ما امره به الله عز وجل ويامر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويقوم بجميع الاعمال الصالحة التي تقربه من الله عز وجل في كل وقت، والاعمال الصالحة تكون نفسية او جسدية او معنوي او مادية وغيرها، وتتنوع في حياتنا هذه الاعمال الصالحة التي نسعى دوما لرضا الله عز وجل ومحبته لننال الاجر والثواب والجنان في الاخرة، فالعمل الصالح يعتبر العمل او الفعل او القول الذي يرضاه الله عز وجل من عبادة، والقصد منه التقرب الى الله سبحانه وتعالى ونيل رضاه ومحبته، وهذه الاعمال جاءت بالقران والسنة بما يتوافق مع شرع الله سبحانه وتعالى والانصياع لاوامر الله عز وجل، والاعمال الصالحة لها شروط لكي تقبل من الله عز وجل، ويجب علينا التعرف على شروط قبول العمل الصالح وما يمكن ان نحصد من العمل الصالح في الحياة الدنيا والاخرة تابعونا حصريا.
شروط قبول العمل الصالح
هناك شرطان من اجل قبول العمل والتي يجب ان يكون كل عمل صالحا موجود فيه هذا الشرطان الذين سوف نتعرف على تفاصيلها كاملا، وهو الامر الذي سوف يعرفنها على اهم الامور التي تجعل العمل مقبول عند الله عز وجل .
الشرط الاول: الاخلاص لله عز وجل حيث قال في كتابه الكريم :” وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء” سورة البينة/5، ومعناه ان يكون العمل الصالح من قول او عمل ظاهر او باطن ان يكون مراده ابتغاء وجه الله تعالى، فقد قال تعالى :”وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى” سورة الليل/19
وفي السنة النبوية الشريفة ورد عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ” إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ ” رواه البخاري( بدء الوحي/1)
وفي حديث قدسي اخر جاء عند مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ” أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ ” رواه مسلم( الزهد والرقائق/5300).
الشرط الثاني : هو موافقة العمل للشرع الذي امر الله تعالى به ان لا يعبد الا به وهو متابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من الشرائع، فقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ” رواه مسلم ( الأقضية/3243) ، وهذا الحديث يدلل على اصل عظيم من اصول الاسلام وهو كالميزان للاعمال في ظاهرها، وانما الاعمال بالنيات، حيث تعتبر النية هي ميزان العمل الصالح في بطانها، فكل عمل لا يراد به وجه الله تعالى ليس عليه ثواب ولا يعد صالحا وهو مردود على عامله.
أسباب عدم قبول الأعمال
هناك اسباب كثيرة لعدم قبول الاعمال الصالحة، ومن اعظم هذه الاسباب سنقوم بذكرها الان في هذا الموضوع، لكي نتعرف على اهم الاسباب في عدم قبول الاعمال الصالحة حسب ما ورد في القران الكريم والسنة النبوية الشريفة واجتهادات اهل العلم من المسلمين واهم اسباب عدم قبول الاعمال ما يلي :
- ان لا يكون خالصا لوجه الله سبحانه وتعالى.
- ان لا يكون ابتغاء وجه الله عز وجل .
- ان يقصد به امر من امور الدنيا
- ان يراءي الانسان بعمله الناس
علامات قبول العمل الصالح
المسلم يعمل الاعمال الصالحة راجيا من الله القبول، فان قبل الله عز وجل العمل الصالح من الانسان فهو دليل على ان العمل وقع صحيحا على الوجه الذي يحب الله تعالى، فقد قال الفضيل بن عياض ان الله لا يقبل من العمل الا اخلصه واصوبه، فاخلصه ما كان لله خالصا واصوبه ما كان على السنة، وذكر الله تعالى انه لا يقبل العمل الا من المتقين، لهذا هناك كثير من العلامات التي يمكن ان تدلل على قبول العمل وهي كالاتي :
- عدم الرجوع إلى الذنب: إذا كرِه العبدُ الذنوبَ، وكرِه أن يعود إليها فليعلم أنه مقبول، وإذا تذكَّر الذنبَ فحزنَ وندمَ وانعصَر قلبُه مِن الحسرة فقد قُبلَت توبتُه
- زيادة الطاعة: ومن علامات القبول زيادة الطاعة: قال الحسَن البصرى: “إنَّ مِن جزاءِ الحسَنةِ الحسَنة بَعْدَها، ومِن عقوبةِ السيئةِ السيئةُ بعدها، فإذا قبل اللهُ العبدَ فإنه يُوفِّقه إلى الطاعة، ويَصْرفه عن المعصية.
- الثبات على الطاعة
- طهارة القلب: يَتخلَّص القلبُ مِن أمراضه وأدرانه
- تذكر الآخرة: ومن علامات القبول نظر القلب إلى الآخرة، وتذكُّر موقفِه بين يَدَىِ اللهِ تعالى، وسؤاله إياه عما قدَّم
- إخلاص العمل لله: ومن علامات القبول أن يُخلِص العبدُ أعمالَه لله فلا يجعل للخَلق فيها نصيبًا