شهر رمضان هو أفضل شهور الله تعالى، وفيه حضَّ النبي صلى الله عليه وسلم على فعل الخيرات كلها، ففيه نزل القرآن، وفيه ليلة هي خير ليالي الدنيا كلها (ليلة القدر)، فيه تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد، والنسائي، والترمذي، وصححه الشيخ المحدث محمد ناصر الألباني، أنه قال “أنه ينادي في أوله مناد يقول: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر”، وكان النبي إذا أقبل رمضان يحض الصحابة على فعل الخير، فكان يقول: “قد جاءكم رمضان شهر مبارك، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم فضلها فقد حرم”. رواه الإمام أحمد وصححه الشيخ الألباني.
فضل العمرة في شهر رمضان
ومن فضائل شهر رمضان العظيم، أنه خُصَّ بمضاعفة الأجر على كل عمل يقوم به المسلم على هذه البسيطة، ولله في كل يوم منه عتقاء من النار.
وأما العمرة في شهر رمضان فلها فضل كبير، وثواب عظيم، فيكفي أنها تعدل حجة، أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: “عمرة في رمضان تعدل حجة”. كما أن العمرة في العشر الأواخر أفضل، وذلك لأنها أفضل أيام شهر رمضان، وكذلك العمرة في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، لكن في رمضان أفضل لأنه قد ورد فيها نص خاص بها.
هل هناك فضل للعمرة في شهر شعبان؟
والجواب على هذا السؤال؛ هو أنه لم يرد نص فيه ترغيب في الاعتمار في شعبان، ولذلك فالعمرة فيه فضلها كسائر أوقات العام.
لكن شهر شعبان من الأشهر التي ورد فيها أحاديث نبوية جليلة تحض على الصيام فيه، وفعل الخير أيضا، فهو شهر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم “يغفل عنه كثير من الناس” أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
فضائل شهر شعبان (ترفع فيه الأعمال)
ومن فضائل شهر شعبان، أنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر الصيام فيه، فعن سيدتنا عائشة رضي الله تعالى عنها؛ قالت: “كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان” رواه الإمامان.
أحب أن يرفع عملي وأنا صائم
ومن فضائل شهر شعبان أيضاً أنه ترفع فيه الأعمال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، حيث روى الإمام أبو داود والنسائي وابن خزيمة وحسنه الألباني، من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: “قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم في شعبان؟ قال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”.
لكن هناك أمر محدث؛ يقوم به بعض الناس، وهو تخصيص يوم النصف من شعبان بالصوم اعتقاداً منهم أن له فضيلة على غيره، وهو أمر لم يثبت عليه دليل من الكتاب (القرآن الكريم) ولا السنة النبوية الشريفة، ولتحذر عزيزي القارئ من الأحاديث المكذوبة والموضوعة.
