قصة صاحب الجنتين مختصرة، يوجد في القران الكريم العديد من القصص، بعضها قصص للأنبياء وبعضها قصص لغير الأنبياء، وقصص غير الأنبياء منها قصص لناس مؤمنين، ومنها قصص لغير المؤمنين، والغرض من هذه القصص أن يأخذ المسلمون العظة والعبرة، ويتعلموا ويأخذوا الخبرة من هذه القصص، كيلا يقعوا فيما وقعت به الأمم السابقة من الأخطاء من جهة، ويستفيدوا من الصواب من جهة أخرى، فالحياة تجارب، والإنسان العاقل يتعظ بما حدث مع غيره من خير وشر، ويستفيد من هذه الدروس السابقة، إضافة إلى ما في هذه القصص من تثبيت لقلب النبي صلى الله عليه وسلم، وتثبيت لقلوب الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم.
ما هي قصة صاحب الجنتين
في سور الكهف العديد من القصص التي فيها العديد من العظات والعبر التي تهذب الانسان وتعلم العديد من امور دينه، وان قصة صاحب الجنيتين هي من ابرز القصص القرآنية التي تحدثت عنها سورة الكهف، وفيها العددي من العظات و العبر، وان القصة من القران هي قال تعالى ” وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا*كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا*وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا لَكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا*وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا*أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا*وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا.
شرح قصة صاحب الجنتين
تتحدث قصة صاحب الجنتين عن رجلين، جعل الله عز وجل لأحدهما جنتين عظيمتين جميلتين من أعناب، التي تحيطها اشجار النخيل، وكان الزرع ينبت بين الأشجار، وقد فجر الله بينهما نهرا، وأمرهما فأنتجتا كل ما فيهما، من ثمار يانعة ناضجة، في منظرٍ في غاية الحسن والبهاء. قال تعالى: “وَاضرِب لَهُم مَثَلًا رَجُلَينِ جَعَلنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَينِ مِن أَعنابٍ وَحَفَفناهُما بِنَخلٍ وَجَعَلنا بَينَهُما زَرعًا ،كِلتَا الجَنَّتَينِ آتَت أُكُلَها وَلَم تَظلِم مِنهُ شَيئًا وَفَجَّرنا خِلالَهُما نَهَرًا
أما الرجل الآخر فهو رجل فقير، لا يملك شيئًا من متاع الدنيا، ولكنه مؤمن بالله عز وجل، وقد جرى حوار بينه وبين صاحب البستانين، الذي قال له في تكبر وازدراء، مغترا بماله ومفتخرا بجاهه: أنا أكثر منك مالًا وأعز نفرا، ودخل جنته وهو يقول: ما أظن أن تبيد هذه أبدا، وما أظن الساعة قائمة، ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا، فما كان من الرجل المؤمن إلا أن ذكره بخالقه، وحذره من الكفر وعاقبته، وأرشده إلى شكر المنعم على النعمة، وعدم الاغترار بالمظاهر الزائلة، وعدم التكبر، وحذره من نزع النعمة عنه، بسبب جحوده وكفره وتكبره
ولكن صاحب الجنتين لم يتعظ بكلام صاحبه المؤمن، بل أصر على كفره، واستكباره، وجحوده، وغروره؛ فعاقبه الله سبحانه وتعالى بزوال النعمة، إذ أرسل صاعقة دمرت ما في جنتيه، قال تعالى: “فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَنا أَكثَرُ مِنكَ مالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا، وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفسِهِ قالَ ما أَظُنُّ أَن تَبيدَ هـذِهِ أَبَدً ، وَما أَظُنُّ السّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِن رُدِدتُ إِلى رَبّي لَأَجِدَنَّ خَيرًا مِنها مُنقَلَبًا ، قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرتَ بِالَّذي خَلَقَكَ مِن تُرابٍ ثُمَّ مِن نُطفَةٍ ثُمَّ سَوّاكَ رَجُلًا، لـكِنّا هُوَ اللَّـهُ رَبّي وَلا أُشرِكُ بِرَبّي أَحَدًا، وَلَولا إِذ دَخَلتَ جَنَّتَكَ قُلتَ ما شاءَ اللَّـهُ لا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّـهِ إِن تَرَنِ أَنا أَقَلَّ مِنكَ مالًا وَوَلَدًا، فَعَسى رَبّي أَن يُؤتِيَنِ خَيرًا مِن جَنَّتِكَ وَيُرسِلَ عَلَيها حُسبانًا مِنَ السَّماءِ فَتُصبِحَ صَعيدًا زَلَقًا، أَو يُصبِحَ ماؤُها غَورًا فَلَن تَستَطيعَ لَهُ طَلَبًا، وَأُحيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيهِ عَلى ما أَنفَقَ فيها وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُروشِها وَيَقولُ يا لَيتَني لَم أُشرِك بِرَبّي أَحَدًا.
متابعينا الكم نصل و اياكم الى ختام ثالنا الذي تعرفنا من خلاله قصة صاحب الجنتين مختصرة، وهي من القصص القرآنية المفيدة جد وليتعلم الانسان المسلم ان يكون شكورا لله على نعمة وان شكران النعمة يزيدها.