قصيدة لامية العرب للشنفرى القصيدة اللامية

قصيدة لامية العرب للشنفرى القصيدة اللامية

قصيدة لامية العرب للشنفرى القصيدة اللامية، تعود قصيدة لامية العرب للشاعر الشنفري قام بتأليفها في العصر الجاهلي،وهي مشهورة باسم لامية العرب، تختلف عن غيرها من اللاميات في الجاهلية، وقام بكتابتها اكبر المشاهير في اللغة والأدب من حيث الشرح والتفسير، من بينهم الزمخشري والمفضل الضبي والمبرد، وغيرهام الكثيرون، وأعجبت تلك القصيدة العديد من المستشرقين، وتمت ترجمتها إلي اللغة الإنجليزية والفرنسية وغيرها الكثير من اللغات الأخرى، ومن خلال السطور التالية سيتم التعرف وإياكم على قصيدة لامية العرب للشنفرى القصيدة اللامية.

قصيدة لامية العرب للشنفرى القصيدة اللامية

من هو الشنفري

  • هو عمرو بن مالك الأزدي، وهو من قبيلة الأزد وهي قبيلة من اليمن هو من الشعراء الصعاليك في الجاهلية.
  • يعتبر الشنفري من أكثر الشعراء في ذلك العصر عدائية، واسم الشنفري يعني في العربية (صاحب الشفاة الغليظة).
  • ربما ترجع أصول الشنفري إلى الحبشة، كبر وترعرع عند بني سلامات، ولكنه بعدما كبر عرف أنهم أخذوه أسيرا بعد مقتل والده ولكنه أقسم أن يقتل مائة منهم
  • نسبت إليه قصيدة لامية العرب التي نحن بصددها الآن.
  • وهي من قصائد الجاهلية التي تحوم حولها الشكوك، من حيث نسبتها إلى قائلها الحقيقي.
  • ويرجع السبب الرئيسي في التشكيك في هذه القصيدة إلى عدم ذكر أماكن فيها كما يفعل الشعراء في الجاهلية.
  • وقد شك الكثير من المستشرقين حول نسبتها إلى الشنفري، لكن هناك مجموعة من الشعراء ومنهم ابن دريد قال أن لامية العرب لخلف الأحمر.

نص لامية العرب للشنفرى

هنا سوف نذكر جزء من قصيدة لامية العرب للشنفرى وهي على النحو التالي:

أَقِيمُـوا بَنِـي أُمِّـي صُـدُورَ مَطِيِّـكُمْ فَإنِّـي إلى قَـوْمٍ سِـوَاكُمْ لَأَمْيَـلُ

2- فَقَدْ حُمَّتِ الحَاجَاتُ وَاللَّيْـلُ مُقْمِـرٌ وَشُـدَّتْ لِطِيّـاتٍ مَطَايَـا وَأرْحُلُ

3- وفي الأَرْضِ مَنْـأَى لِلْكَرِيـمِ عَنِ الأَذَى وَفِيهَا لِمَنْ خَافَ القِلَـى مُتَعَـزَّلُ

4- لَعَمْـرُكَ مَا بِالأَرْضِ ضِيـقٌ على امْرِىءٍ سَرَى رَاغِبَـاً أَوْ رَاهِبَـاً وَهْوَ يَعْقِـلُ

5- وَلِي دُونَكُمْ أَهْلُـون: سِيـدٌ عَمَلَّـسٌ وَأَرْقَطُ زُهْلُـولٌ وَعَرْفَـاءُ جَيْـأََلُ

6- هُـمُ الأَهْلُ لا مُسْتَودَعُ السِّـرِّ ذَائِـعٌ لَدَيْهِمْ وَلاَ الجَانِي بِمَا جَرَّ يُخْـذَلُ

7- وَكُـلٌّ أَبِـيٌّ بَاسِـلٌ غَيْـرَ أنَّنِـي إذا عَرَضَتْ أُولَى الطَرَائِـدِ أبْسَـلُ

8- وَإنْ مُـدَّتِ الأيْدِي إلى الزَّادِ لَمْ أكُـنْ بَأَعْجَلِهِـمْ إذْ أَجْشَعُ القَوْمِ أَعْجَلُ

9- وَمَـا ذَاكَ إلّا بَسْطَـةٌ عَـنْ تَفَضُّـلٍ عَلَيْهِـمْ وَكَانَ الأَفْضَـلَ المُتَفَضِّـلُ

10- وَإنّـي كَفَانِـي فَقْدَ مَنْ لَيْسَ جَازِيَاً بِحُسْنَـى ولا في قُرْبِـهِ مُتَعَلَّـلُ

شرح لامية العرب للشنفرى

لامية العرب من الشعر العربي الذي يعود إلى العصر الجاهلي و هي من أشهر قصائد هذا العصر، وهنا سوف نتناول شرح هذه القصيدة على النحو التالي.

أقيموا بني أمي صدور مطيكم فإني إلى قوم سواكم لأميلُ فقد حُمّتِ الحاجاتُ والليلُ مقمرٌ. وشُدّتْ لِطِيّاتٍ مطايا وأرحلُ.

وفي الأَرْضِ مَنْـأَى لِلْكَرِيـمِ عَنِ الأَذَى وَفِيهَا لِمَنْ خَافَ القِلَـى مُتَعَـزَّلُ

  • يشير الشنفري في مطلع هذه القصيدة إلى أنه يريد الذهاب إلى قوم ليسوا من عشيرته ولا يعرفهم ولا يعرفونه.
  • ويتابع أن الرحيل قد قدر له ولابد منه، ثم يتابع الشنفري قائلا قد شدت لطيات يقصد هنا الرحيل.
  • ويقول في البيت الثالث أن هذه الأرض مليئة بالأماكن التي يستطيع الإنسان أن يحفظ من خلالها كرامته ويبتعد عن الذل والإهانة.
  • ويؤكد الشنفري من خلال هذا النص الشعري أن اعتزال الناس أفضل ما يمكن فعله.

لَعَمْـرُكَ مَا بِالأَرْضِ ضِيـقٌ على امْرِىءٍ سَرَى رَاغِبَـاً أَوْ رَاهِبَـاً وَهْوَ يَعْقِـلُ وَلِي دُونَكُمْ أَهْلُـون: سِيـدٌ عَمَلَّـسٌ وَأَرْقَطُ زُهْلُـولٌ وَعَرْفَـاءُ جَيْـأَلُ هُـمُ الأَهْلُ لا مُسْتَودَعُ السِّـرِّ ذَائِـعٌ.

لَدَيْهِمْ وَلاَ الجَانِي بِمَا جَرَّ يُخْـذَلُ.

  • هنا يقسم الشنفري بالعمر وهذا البيت يؤكد معنى البيت السابق، حيث يقصد أن أرض الله واسعة ومن الممكن أن يحفظ الإنسان كرامته في أي مكان يريد.

لامية العرب للشنفرى بشرح الخطيب التبريزي

ثم يتحدث بعد ذلك عن أهله قائلا.

إنَّ لي في البراري خيرًا منكم، فالسِّيد: الذئب، العملَّس: القويّ السَّريع، الأرقط: الذي فيه سواد وبياض، زُهلول: خفيف، العرفاء: الضبع الطويلة العُرف، جَيْئَل

  • وهنا يوجه الشاعر الحديث إلى أهله ويقول انه يريد الذهاب إلى مجتمع الوحوش وهو مجتمع الصعاليك.
  • حيث أن هذا المجتمع لا يفشي الأسرار ولا يوجد به الخذلان ولا يقدر أحد أن يهين غيره.

شرح لامية العرب الشنقيطي

وَكُـلٌّ أَبِـيٌّ بَاسِـلٌ غَيْـرَ أنَّنِـي إذا عَرَضَتْ أُولَى الطَرَائِـدِ أبْسَـلُ وَإنْ مُـدَّتِ الأيْدِي إلى الزَّادِ لَمْ أكُـنْ بَأَعْجَلِهِـمْ إذْ أَجْشَعُ القَوْمِ أَعْجَلُ وَمَـا ذَاكَ إلّا بَسْطَـةٌ عَـنْ تَفَضُّـلٍ عَلَيْهِـمْ وَكَانَ الأَفْضَـلَ المُتَفَضِّـلُ وَإنّـي كَفَانِـي فَقْدَ مَنْ لَيْسَ جَازِيًَا بِحُسْنَـى ولا في قُرْبِـهِ مُتَعَلَّـلُ

  • وهنا يتابع الشنفري الحديث قائلا أن مجتمع الوحوش الذي اختاره هو أفضل من أهله.
  • حيث أنه مجتمع باسل، ويفتخر الشاعربكونه لا يتصف بالجشع فهو أن كان يصطاد الفرائس إلا أنه لا يزاحم على أكلها.
  • ثم يتحدث بعد ذلك عن أهله أنهم لا منفعة منهم ولا خير فيهم، لأنهم لا يقدمون المعروف وليس في التقرب منهم أي خير.
  • هنا لابد أن نذكر أن لامية العرب تتكون من ثمانية وستين بيتا وتشمل العديد من المعاني العربية الأصيلة.
  • بالإضافة إلى أنها تتحدث عن حياة الصعاليك، وتشمل الكثير من القواعد النحوية.

لامية العرب للشنفرى كاملة

فَإنِّـي إلى قَـوْمٍ سِـوَاكُمْ لَأَمْيَـلُ

وَشُـدَّتْ لِطِيّـاتٍ مَطَايَـا وَأرْحُلُ

وَفِيهَا لِمَنْ خَافَ القِلَـى مُتَعَـزَّلُ

سَرَى رَاغِبَـاً أَوْ رَاهِبَـاً وَهْوَ يَعْقِـلُ

وَأَرْقَطُ زُهْلُـولٌ وَعَرْفَـاءُ جَيْـأََلُ

لَدَيْهِمْ وَلاَ الجَانِي بِمَا جَرَّ يُخْـذَلُ

إذا عَرَضَتْ أُولَى الطَرَائِـدِ أبْسَـلُ

بَأَعْجَلِهِـمْ إذْ أَجْشَعُ القَوْمِ أَعْجَلُ

عَلَيْهِـمْ وَكَانَ الأَفْضَـلَ المُتَفَضِّـلُ

بِحُسْنَـى ولا في قُرْبِـهِ مُتَعَلَّـلُ

وأبْيَضُ إصْلِيتٌ وَصَفْـرَاءُ عَيْطَـلُ

رَصَائِعُ قد نِيطَـتْ إليها وَمِحْمَـلُ

مُـرَزَّأةٌ عَجْلَـى تُـرنُّ وَتُعْـوِلُ

إلى الزَادِ حِـرْصٌ أو فُـؤادٌ مُوَكَّـلُ

مُجَدَّعَـةً سُقْبَانُهـا وَهْيَ بُهَّـلُ

يُطَالِعُهـا في شَأْنِـهِ كَيْفَ يَفْعَـلُ

يَظَـلُّ به المُكَّـاءُ يَعْلُـو وَيَسْفُـلُ

يَـرُوحُ وَيغْـدُو داهنـاً يَتَكَحَّـلُ

ألَفَّ إذا ما رُعْتَـهُ اهْتَـاجَ أعْـزَلُ

هُدَى الهَوْجَلِ العِسّيفِ يَهْمَاءُ هؤجَلُ

تَطَايَـرَ منـه قَـادِحٌ وَمُفَلَّـلُ

وأضْرِبُ عَنْهُ الذِّكْرَ صَفْحاً فأُذْهَـلُ

عَلَـيَّ مِنَ الطَّـوْلِ امْـرُؤٌ مُتَطَـوِّلُ

يُعَـاشُ بـه إلاّ لَـدَيَّ وَمَأْكَـلُ

علـى الـذامِ إلاَّ رَيْثَمـا أَتَحَـوَّلُ

خُيُوطَـةُ مـارِيٍّ تُغَـارُ وتُفْتَـلُ

أَزَلُّ تَهَـادَاهُ التنَائِـفَ أطْحَـلُ

يَخُـوتُ بأَذْنَابِ الشِّعَابِ ويُعْسِـلُ

دَعَـا فَأجَابَتْـهُ نَظَائِـرُ نُحَّـلُ

قِـدَاحٌ بأيـدي ياسِـرٍ تَتَقَلْقَـلُ

مَحَابِيـضُ أرْدَاهُـنَّ سَـامٍ مُعَسِّـلُ

شُقُوقُ العِصِـيِّ كَالِحَـاتٌ وَبُسَّـلُ

وإيّـاهُ نُوحٌ فَوْقَ عَلْيَـاءَ ثُكَّـلُ

مَرَامِيـلُ عَـزَّاها وعَزَّتْـهُ مُرْمِـلُ

وَلَلْصَبْرُ إنْ لَمْ يَنْفَعِ الشَّكْوُ أجْمَلُ

على نَكَـظٍ مِمَّا يُكَاتِـمُ مُجْمِـلُ

سَرَتْ قَرَبَـاً أحْنَاؤهـا تَتَصَلْصَـلُ

وشَمَّـرَ مِنِّي فَـارِطٌ مُتَمَهِّـلُ

يُبَاشِـرُهُ منها ذُقُـونٌ وَحَوْصَـلُ

أضَامِيـمُ مِنْ سَفْـرِ القَبَائِـلِ نُـزَّلُ

كما ضَـمَّ أذْوَادَ الأصَارِيـمِ مَنْهَـلُ

مَعَ الصُّبْحِ رَكْبٌ مِنْ أُحَاظَةَ مُجْفِلُ

بأَهْـدَأَ تُنْبِيـهِ سَنَاسِـنُ قُحَّـلُ

كعَابٌ دَحَاهَا لاعِـبٌ فَهْيَ مُثَّـلُ

لَمَا اغْتَبَطَتْ بالشَّنْفَرَى قَبْلُ أطْـوَلُ

عَقِيرَتُــهُ لأِيِّـها حُـمَّ أَوَّلُ

حِثَاثَـاً إلى مَكْرُوهِـهِ تَتَغَلْغَـلُ

عِيَاداً كَحُمَّـى الرِّبْـعِ أو هِيَ أثْقَلُ

تَثُـوبُ فَتَأتي مِنْ تُحَيْتُ ومِنْ عَـلُ

على رِقَّـةٍ أحْفَـى ولا أَتَنَعَّـلُ

على مِثْلِ قَلْبِ السِّمْعِ والحَزْمَ أفْعَلُ

يَنَـالُ الغِنَى ذو البُعْـدَةِ المُتَبَـذِّلُ

ولا مَـرِحٌ تَحْتَ الغِنَى أتَخَيَّـلُ

سَؤُولاًَ بأعْقَـاب الأقَاويلِ أُنْمِـلُ

وَأقْطُعَـهُ اللَّاتـي بِـهَا يَتَنَبَّـلُ

سُعَـارٌ وإرْزِيـزٌ وَوَجْـرٌ وَأفَكَلُ

وَعُـدْتُ كما أبْدَأْتُ واللَّيْلُ ألْيَـلُ

فَرِيقَـانِ: مَسْـؤُولٌ وَآخَرُ يَسْـألُ

فَقُلْنَـا: أذِئْبٌ عَسَّ أمْ عَسَّ فُرْعُـلُ

فَقُلْنَا: قَطَـاةٌ رِيـعَ أمْ رِيعَ أجْـدَلُ

وإنْ يَكُ إنْسَـاً ما كَها الإنسُ تَفْعَلُ

أفاعِيـهِ فـي رَمْضائِـهِ تَتَمَلْمَـلُ

ولا سِتْـرَ إلاَّ الأتْحَمِـيُّ المُرَعْبَـل

لبائِـدَ عن أعْطَافِـهِ ما تُرَجَّـلُ

لـه عَبَسٌ عافٍ مِنَ الغِسْل مُحْـوِلُ

بِعَامِلَتَيْـنِ ، ظَهْـرُهُ لَيْسَ يُعْمَـلُ

عَلَى قُنَّـةٍ أُقْعِـي مِرَارَاً وَأمْثُـلُ

عَـذَارَى عَلَيْهِـنَّ المُلاَءُ المُذَيَّـلُ

مِنَ العُصْمِ أدْفى يَنْتَحي الكِيحَ أعْقَلُ

1- أَقِيمُـوا بَنِـي أُمِّـي صُـدُورَ مَطِيِّـكُمْ
2- فَقَدْ حُمَّتِ الحَاجَاتُ وَاللَّيْـلُ مُقْمِـرٌ
3- وفي الأَرْضِ مَنْـأَى لِلْكَرِيـمِ عَنِ الأَذَى
4- لَعَمْـرُكَ مَا بِالأَرْضِ ضِيـقٌ على امْرِىءٍ
5- وَلِي دُونَكُمْ أَهْلُـون: سِيـدٌ عَمَلَّـسٌ
6- هُـمُ الأَهْلُ لا مُسْتَودَعُ السِّـرِّ ذَائِـعٌ
7- وَكُـلٌّ أَبِـيٌّ بَاسِـلٌ غَيْـرَ أنَّنِـي
8- وَإنْ مُـدَّتِ الأيْدِي إلى الزَّادِ لَمْ أكُـنْ
9- وَمَـا ذَاكَ إلّا بَسْطَـةٌ عَـنْ تَفَضُّـلٍ
10- وَإنّـي كَفَانِـي فَقْدَ مَنْ لَيْسَ جَازِيَاً
11- ثَـلاَثَـةُ أصْحَـابٍ : فُـؤَادٌ مُشَيَّـعٌ
12- هَتُـوفٌ مِنَ المُلْـسَِ المُتُـونِ تَزِينُـها
13- إذا زَلََّ عنها السَّهْـمُ حَنَّـتْ كأنَّـها
14- وَأغْدو خَمِيـصَ البَطْن لا يَسْتَفِـزُّنيِ
15- وَلَسْـتُ بِمِهْيَـافٍ يُعَشِّـي سَوَامَـه
16- ولا جُبَّـأٍِ أكْهَـى مُـرِبٍّ بعِرْسِـهِ
17- وَلاَ خَـرِقٍ هَيْـقٍ كَـأَنَّ فــؤادَهُ
18- ولا خَالِــفٍ دارِيَّــةٍ مُتَغَــزِّلٍ
19- وَلَسْـتُ بِعَـلٍّ شَـرُّهُ دُونَ خَيْـرِهِ
20- وَلَسْـتُ بِمِحْيَارِ الظَّـلاَمِ إذا انْتَحَتْ
21- إذا الأمْعَـزُ الصَّـوّانُ لاقَـى مَنَاسِمِي
22- أُديـمُ مِطَـالَ الجُـوعِ حتّـى أُمِيتَـهُ
23- وَأَسْتَـفُّ تُرْبَ الأرْضِ كَيْلا يُرَى لَـهُ
24- ولولا اجْتِنَابُ الذَأْمِ لم يُلْـفَ مَشْـرَبٌ
25- وَلكِنّ نَفْسَـاً مُـرَّةً لا تُقِيـمُ بـي
26- وَأَطْوِي على الخَمْصِ الحَوَايا كَما انْطَوَتْ
27- وأَغْدُو على القُوتِ الزَهِيـدِ كما غَـدَا
28- غَدَا طَاوِيـاً يُعَـارِضُ الرِّيـحَ هَافِيـاً
29- فَلَما لَوَاهُ القُـوتُ مِنْ حَيْـثُ أَمَّـهُ
30- مُهَلَّلَـةٌ شِيـبُ الوُجُـوهِ كأنَّـها
31- أوِ الخَشْـرَمُ المَبْعُـوثُ حَثْحَثَ دَبْـرَهُ
32- مُهَرَّتَـةٌ فُـوهٌ كَـأَنَّ شُدُوقَـها
33- فَضَـجَّ وَضَجَّـتْ بالبَـرَاحِ كأنَّـها
34- وأغْضَى وأغْضَتْ وَاتَّسَى واتَّسَتْ بـه
35- شَكَا وَشَكَتْ ثُمَّ ارْعَوَى بَعْدُ وَارْعَوَتْ
36- وَفَـاءَ وَفَـاءَتْ بَـادِراتٍ وَكُلُّـها
37- وَتَشْرَبُ أسْآرِي القَطَا الكُـدْرُ بَعْدَما
38- هَمَمْتُ وَهَمَّتْ وَابْتَدَرْنَـا وأسْدَلَـتْ
39- فَوَلَّيْـتُ عَنْها وَهْيَ تَكْبُـو لِعُقْـرِهِ
40- كـأنَّ وَغَـاها حَجْرَتَيـْهِ وَحَوْلَـهُ
41- تَوَافَيْـنَ مِنْ شَتَّـى إِلَيـْهِ فَضَمَّـهَا
42- فَغَـبَّ غِشَاشَـاً ثُمَّ مَـرَّتْ كأنّـها
43- وآلَفُ وَجْـهَ الأرْضِ عِنْدَ افْتَراشِـها
44- وَأعْدِلُ مَنْحُوضـاً كـأنَّ فُصُوصَـهُ
45- فإنْ تَبْتَئِـسْ بالشَّنْفَـرَى أمُّ قَسْطَـلٍ
46- طَرِيـدُ جِنَايَـاتٍ تَيَاسَـرْنَ لَحْمَـهُ
47- تَنَـامُ إذا مَا نَـامَ يَقْظَـى عُيُونُـها
48- وإلْـفُ هُمُـومٍ مـا تَـزَالُ تَعُـودُهُ
49- إذا وَرَدَتْ أصْدَرْتُـها ثـمّ إنّـها
50- فإمّا تَرَيْنِي كابْنَـةِ الرَّمْـلِ ضَاحِيَـاً
51- فإنّي لَمَولَى الصَّبْـرِ أجتـابُ بَـزَّهُ
52- وأُعْـدِمُ أَحْيَانـاً وأَغْنَـى وإنَّمـا
53- فلا جَـزِعٌ مِنْ خَلَّـةٍ مُتَكَشِّـفٌ
54- ولا تَزْدَهِي الأجْهـالُ حِلْمِي ولا أُرَى
55- وَلَيْلَةِ نَحْـسٍ يَصْطَلي القَوْسَ رَبُّـها
56- دَعَسْتُ على غَطْشٍ وَبَغْشٍ وَصُحْبَتـي
57- فأيَّمْـتُ نِسْوَانَـاً وأيْتَمْـتُ وِلْدَةً
58- وأصْبَـحَ عَنّـي بالغُمَيْصَـاءِ جَالسـاً
59- فَقَالُـوا: لَقَدْ هَـرَّتْ بِلَيْـلٍ كِلَابُنَـا
60- فَلَمْ يَـكُ إلاَّ نَبْـأةٌ ثُـمَّ هَوَّمَـتْ
61- فَإِنْ يَـكُ مِنْ جِـنٍّ لأبْـرَحُ طارِقـاً
62- وَيومٍ مِنَ الشِّعْـرَى يَـذُوبُ لُعَابُـهُ
63- نَصَبْـتُ له وَجْهي ولا كِـنَّ دُونَـهُ
64- وَضَافٍ إذا طَارَتْ له الرِّيحُ طَيَّـرَتْ
65- بَعِيـدٌ بِمَسِّ الدُّهْـنِ والفَلْيِ عَهْـدُهُ
66- وَخَرْقٍ كظَهْرِ التُّـرْسِ قَفْـرٍ قَطَعْتُـهُ
67- فألْحَقْـتُ أُوْلاَهُ بأُخْـرَاهُ مُوفِيَـاً
68- تَرُودُ الأرَاوِي الصُّحْـمُ حَوْلي كأنّـها
69- ويَرْكُـدْنَ بالآصَـالِ حَوْلِي كأنّنـي
إنضم لقناتنا على تيليجرام