يذكر أن سيدنا سليمان هو من احدى الانبياء عليهم السلام قد ذكرهم الله في كتابه الكريم، وهذا لكثرة الانجازات والمواقف والحكم المستفادة من الشخصية نفسها وقصصهم ومواقفهم التي لها تأثير حتى يومنا هذا، وايضا من مراحل دعوته للاسلام وحياته بكل التفاصيل، وميز الله سبحانه وتعالى كل نبي من الانبياء بميزة محددة يختلفون فيها عن بعضهم البعض، وكلا حسب رسالته ودعوته للأسلام، وميز الله سيدنا سليمان بالعديد من الصفات غير موجودة بالانبياء الآخرين ذكره الله تعالى في آية قائلا “وورث سليمان داوود وقال يا أيها الناس علمنا فنطق الطير واوتينا من كل شئ إن هذا لهو الفضل المبين”
سيدنا سليمان عليه السلام
وهو نبي الله سليمان بن داود عليه السلام، من انبياء بني اسرائيل حكم قومه بعد ان توفي والده وعمره ما يقارب الثلاث عشرة عام، وقد اتاه الله ملكا لا ينبغي لاحد من بعده، حيث كانت الشياطين تعمل بين يديه، كما سخر الله له الطير والريح والانس.
وفاة سيدنا سليمان عليه السلام
يذكر أن سيدنا سليمان عليه السلام كان يذهب لبيت المقدس مدة من الزمن، ففي كل مرة يصبح فيها يجد شجرة قد نبتت في داخل بيت المقدس، ويسالها ما أسمك، فترد عليه قائلة “فأن كانت نبتة للغراس غرسها، وان كانت للدواء جعلها دواء لكذا وكذا، وحصل أن نبتت يوما نبتة اسمها الخروبة، فسألها سيدنا سليمان “لأي شئ أنت؟، فقالت النبتة : انا لخراب بيت المقدس” فتيقن سيدنا سليمان أن هذه النبتة ما نبتت الا لهلاك وخراب بيت المقدس، فنزعها من مكانها ثم زرعها في حائظ عنده، ثم عكف على عبادته في بيت المقدس متكئا على عصا حتى ادركته المنية وهو على هذا الحال، ولم يعلم الشيطان بخبر وقاة سيدنا سليمان، الا بعد ان دخل الشيطان من كوة لبيت المقدس، فنظر الى سليمان فوجدة ميتاً بعد ان اكلت الارض عصاه الذي يتكئ عليها، فتأكد الشاطين من خبر وفاته، فكان الشياطين عند النظر لسيدنا سليمان، تحترق وادركت الشياطين وفاته بعد ان بقيت سنة كاملة من عذاب سليمان والعمل المهين.
الحكمة من اخفاء موت سليمان على الجن
اول من عمل على بناء بيت المقدس هو داود عليه السلام، ومات ولم ينته من بنائه، فقد اوصى داود سليمان عليه السلام ان يستكمل بنائه، فامر سليمان الجن أن يتموا بناء بيت المقدس، حيث انهم كانوا منقادين له، وحينما دنت وفاة سليمان عليه السلام طلب من أهله الا يخبرا الجن بوفاته بعد عام كامل حتى يستكمل الجن بناء بيت المقدس، وذكر ان سيدنا سليمان قد دعا ربه ان يعمي عن خبر وفاته، حتى يعلموا الناس أن الجن لا يعلم بالغيب ولا يعلم بالغيب الا الله، ولو كانوا يعلمون لما لبثوا عام من العذاب المهين.