ما المقصود بقوله تعالى: “وجعلنا نومكم سباتا”، جاءت هذه الآيات الكريمة في سورة النبأ وهي سورة مكية نزلت على الرسول وهو في مكة اثناء دعوته للدين الإسلامي لأهل قريش ومعنى قوله تعالى: “وجعلنا نومكم سباتا” أي جعلنا نومكم راحة راحة لأجسامكم وابدانكم وجوارحكم ففيه تهدؤون وتسكنون وتنعم اجسامكم بالراحة التامة وجاء أيضا في تفسير السعدي ان المقصود بقوله تعالى: “وجعلنا نومكم سباتا” أي قطع لأعمالكم وراحة لأجسامكم لان الانسان يتعب ويشقى في النهار فيأتي الليل راحة وسكون له ولجسمه، وجاء في تفسير الوسيط الطنطاوي أيضا قوله تعالى: “وجعلنا نومكم سباتا” أي بيان لدليل الرابع على قدرة الله سبحانه وتعالى على البعث وهو “السبات” وهو مصدر يأتي بمعنى السبت يعني القطع حيث يقال سبت الشخص الشيء أي قطعه وسبت فلان شعره أي قصه او حلقه او ازاله.
“وجعلنا نومك سباتا”
ومن الصحيح قوله سباتا من السبت لأنه بمعنى الراحة والهدوء والسكينة حيث يقال سبت فلان يسبت أي تركته ليهدا ويرتاح بعد التعب ومنه أيضا تم تسمية يوم السبت لان اليهود ينقطعون فيه عن العمل والمهام للراحة والهدوء والاستجمام وجعل الله بمقتضى حكمته ورحمته ورأفته بالناس نومكم سباتا أي قطع للحركة لتحصل لكم الراحة التي لا يستطيع الانسان الشعور بها اثناء النهار واثناء العمل وجاء في تفسير ابن كثير في معنى قوله تعالى: “وجعلنا نومكم سباتا” أي القطع للحركة للحصول على الراحة من كثر السعي في المعايش خلال النهار وانه تقدم مثل هذه الآية في سورة الفرقان وجاء أيضا تفسير القرطبي لمعنى قوله تعالى: “وجعلنا نومكم سباتا” جعلنا معنها صيرنا وسباتا أي الراحة للأجسام والابدان ومنه أيضا يوم السبت أي يوم الراحة الذي يتخذه بني إسرائيل :استريحوا في هذا اليوم.
معنى قوله تعالى: “وجعلنا نومكم سباتا”
وجاء أيضا في تفسير الطبري لقوله تعال: “وجعلنا نومكم سباتا” أي جعلنا النوم لكم راحة تهدؤون به وتسكن اجسامكم وكأنكم اموات لا تشعرون بشيء ولكن أنتم احياء لم تفارق ارواحكم اجسامكم وقال أيضا ابن عاشور في تفسير قوله تعال: “وجعلنا نومكم سباتا” انه انتقل من الاستدلال بخلق الله للناس الى الاستدلال بأحوالهم وخص منها الحالة الأقوى وهي الحالة الشبيهة بالموت وهي النوم وما فيها من شبه بالموت.