متلازمة نقل الدم بين التوأمين

متلازمة نقل الدم بين التوأمين

إن أكبر فرحة يمكن أن تصيب الأم هي أن تعرف أنها سوف تنجب توأم ، فهي معجزة طبيعية أن ينمو طفلان داخل رحم واحد ، ولكن في بعض الحالات يصاحب الحمل بتوأم مجموعة من المضاعفات .

متلازمة نقل الدم بين التوأمين

وهناك مجموعة مختلفة من التوائم ، منها التوائم أحادية الزيجوت التي تتطور من تخصيب بويضة واحدة ، وغالبًا ما ينتج عنها توأم متماثل ، والتوأم ثنائية الزيجوت والتي تنتج من تخصيب بويضتين منفصلتين بحيوانات منوية منفصلة ، وهناك أيضًا التوأم أحادي الصبغي والذي يملك كل منهما كيس سلوي منفصل ولكنهما يتشاركان نفس المشيمة ، وعلى الرغم من وجود كل منهما في كيس سلوي منفصل إلا أنهما عرضة لبعض المشاكل بسبب وجود مشيمة واحدة .

متلازمة نقل الدم الجنيني

المشيمة هي الجهاز الرئيسي الذي ينقل الدم والأكسجين إلى الجنين داخل الرحم ، وهناك ظاهرة نادرة الحدوث تعرف باسم متلازمة نقل الدم بين التوأم وفيها تنقل المشيمة كمية من المغذيات لأحد الأجنة أكثر من الجنين الأخر ، وهذا يسبب الكثير من المشاكل للأجنة .

وهذه الحالة تصيب التوأم أحادي الصبغي الذي يملك كل واحد منهما كيس أمينوسي مختلف ولكنهما يتشاركون في نفس المشيمة ، وهذا يؤدي لانتقال إمدادات الدم بين التوأمين ، ولكن المشكلة تحدث بسبب أن كمية الدم التي تصل لكل جنين ليست متساوية ، فيحصل أحدهما على كمية أكبر من المغذيات .

وغالبًا ما يشار لتلك المتلازمة باسم مرض المشيمة ، ويسمى الجنين الذي يحصل على الكمية الأكبر من المغذيات باسم المستلم ، ويسمى الجنين الآخر المانح ، وعندما يحصل المستلم على كمية أكبر من الدم فإنه ينتج كمية من السوائل داخل كيسه الأمينوسي مما يؤدي لتضخم مثانة الجنين ، وأيضًا يضع مزيد من الضغط على قلبه ، وعلى الجانب الأخر فإن الجنين المانح تقل السوائل الموجودة داخل كيسه ، مما يؤدي لضعف نموه .

أعراض متلازمة نقل الدم الجنيني ؟

يمكن اكتشاف هذه الحالة من خلال قراءة فحوصات الموجات فوق الصوتية للتوأم ، حيث يجد الطبيب أن :

السائل الأمينوسي زائد في كيس وقليل في الكيس الآخر .

يوجد أكثر من 20% فرق في النمو بين التوأمين ، وهذا هو المؤشر الرئيسي على الإصابة بمتلازمة نقل الدم بين التوأم .

انتفاخ الرحم .

وأيضًا قد تظهر على الأم العلامات التالية :

الزيادة السريعة في الوزن .

ألم في البطن وعدم الارتياح .

تقلصات سابقة لأوانها .

تورم القدمين واليدين في وقت مبكر من الحمل .

وعادة ما تحدث تلك المتلازمة في بداية نمو المشيمة حوالي من الأسبوع 16 من الحمل وحتى الأسبوع 24 ، ويمكن لفحص الموجات الصوتية الكشف عن تلك الحالة في أي وقت بعد الأسبوع 17 من الحمل .

وعلى الرغم من أن تلك الحالة قد تكون مميتة لكلا التوأمين بنسبة 60 إلى 100% ، ولكن الكشف عنها مبكرًا يؤدي لزيادة فرص نجاح الحمل .

مراحل متلازمة نقل الدم الجنيني

يتم تقسيم الحمل مع تلك المتلازمة إلى خمسة مراحل والمرحلة الخامسة هي الأخطر والتي تؤدي غالبًا إلى وفاة الأجنة :

المرحلة الأولى : هذه المرحلة التي يكون مستوى السائل الأمينوسي في غير كيس غير طبيعي ، ولكنه ليس دليل كافيًا على وجود تلك المتلازمة ، لذلك يجب إبقاء كلا التوأمين تحت الملاحظة .

المرحلة الثانية : لا تظهر مثانة التوأم المانح في الفحص بالموجات فوق الصوتية بسبب انخفاض البول .

المرحلة الثالثة : يبدأ عدم التوازن في تدفق الدم بالتأثير على قلوب كل من التوأمين ، ويمكن الكشف عن ذلك من خلال مخطط صدى القلب .

المرحلة الرابعة : يتم الكشف عن تلك الحالة بسهولة في تلك المرحلة بسبب الخلل الشديد في كمية السائل داخل الكيسين ، وهذا يؤدي لحدوث مضاعفات في كلا التوأمين .

المرحلة الخامسة : في هذه الحالة لن يفيد التشخيص ولا العلاج .

كيف يتم علاج متلازمة نقل الدم بين التوأمين
بمجرد تشخيص الحالة ، يمكن منح العلاج اعتمادًا على المرحلة التي وصل إليها الأجنة ، ومن وسائل العلاج :

بزل السائل الأمينوسي
في هذا الإجراء يتم إزالة السائل الزائد من كيس التوأم المستقبل ، لأن السائل الزائد يمكن أن يؤدي للولادة المبكرة ، ويشكل خطر على حياة الأجنة ، وموازنة السائل الأمينوسي تساعد على استقرار الحمل ، وعلى الرغم من أن هذا الإجراء له بعض المخاطر ، ولكنه يزيد من فرص بقاء التوأم على قيد الحياة .

العلاج بالليزر
هذا الإجراء ينطوي على إجراء جراحة تنظير لتصحيح الأوعية الدموية التي تنقل كميات غير متساوية من الدم ، ويتم توزيع الأوعية الدموية بالتساوي بين التوأمين مما يؤدي لتوازن السائل الأمينوسي .

التنظير
يتم فيه عمل ثقوب في جدار الكيس الأمينوسي الذي يتشارك فيه التوأم ، مما يساعد في تحقيق التوازن بين السوائل والضغط بين الكيسين .

الولادة المبكرة
إذا كبر التوأمين بما فيه الكفاية يتم اللجوء للولادة المبكرة ، ثم يوضع الرضيعان تحت الملاحظة حتى تستقر حالتهما .

معدل حدوث تلك الحالة
تعتبر هذه الحالة نادرة الحدوث حيث يوجد حوالي 5% من التوائم يتشاركون في مشيمة واحدة ، وهذه الحالة قد تحدث في 10% فقط من تلك الحالات .

ما هو معدل بقاء الأجنة على قيد الحالة ؟

إذا تم تشخيص تلك الحالة في مرحلة مبكرة ، فإن فرص بقاء الأجنة على قيد الحياة تزيد ، وإذا تركت دون علاج فإن فرص نجاة الأجنة تنخفض جدًا لتصل إلى 10 إلى 15% فقط  .

وإذا ولد التوأم المصابين بتلك المتلازمة فإنهم عادة لا يعانون من أي مشاكل باستثناء المشاكل المتعلقة بانخفاض وزن الولادة أو الولادة المبكرة .

وهذه المتلازمة لا يمكن الوقاية منها منها ، ومع ذلك من المهم أن تتبع السيدة نمط غذائي صحي وأن تتناول مكملات غذائية بانتظام ، كما يجب أن تجري السيدة فحوصات منتظمة للمساعدة في اكتشاف الحالة وعلاجها مبكرًا .

إنضم لقناتنا على تيليجرام