إذا استعنت فاستعن بالله وإذا سألت فاسأل الله هذا الأصل في الإستعانة والسؤال ولكن متى تكون الاستعانه بغير الله جائزه، فبعض الأمور الدنيوية التي نحتاج لإتمامها والإنتهاء من القيام بها يُمكن لبعض الناس والبشر مساعدتنا في إجراءها والحصول عليها، دونما مذلة أو شفقة منهم ولا كذلك منة لأحد علينا فهل يكون الاستعانة بغير الله جائزة في حالات يكون فيها بمقدور أحد غير الله سبحانه وتعالى إعانتنا على القيام بها، فقد قال تعالى في فاتحة الكتاب في سورة الفاتحة ” إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ” فالله هو من يُعين عباده على الخير وعلى الصالحات، إذا ما أحسنا التوكل عليه كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله ” وإذا استعنت فاستعن بالله “، ولكن قال أيضاً الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه وهذا ما يجعلنا نتساءل متى تكون الاستعانه بغير الله جائزه كما حددها الإسلام.
الاستعانة بغير الله سبحانه وتعالى جائزة فيما يقدر عليه العبد أو الناس، ولكن يجب ألا نستعين بمشرك لقول النبي صلى الله عليه وسلم ” إنا لا نستعين بمشرك “، فالإستعانة الجائزة هي في حدود إمكانيات المخلوق والناس على الخدمة وتقديم العون لبعضهم البعض جائزة ولكن يجب على الإنسان أن يحفظ ماء وجهه فلا يهين نفسه في سؤال الناس والإلحاح عليهم في مسألة أمور لا يحق له سؤالهم إياها من الأمور التي يمنحها الله لعباده ويميزهم بها عن الآخرين.
فالاستعانة بغير الله سبحانه وتعالى في أمور لا يقدر عليها إلا هو هي شرك بالله، بينما سؤال الناس في أمور يمكن لهم القيام بها وتأديتها هي جائزة.