معلومات عن ابو بكر الصديق، قال تعالى:” مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ”، الله عز وجل وصف النبي صلى الله عليه وسلم مقترناً بأصحابه الذين يفدونه بأرواحهم وأبو بكر الصديق هو الصديق الأول إذ سُمي بذلك نسبة لتصديقه النبي من أول مرة.
الصحابي أبو بكر الصديق هو عبد الله بن عثمان القرشي التيمي ولُقب بالصديق لتصديقه لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما يقوله وقد وُلد في 573م وكان تاجر ثياب ونشأ في مكة، هو أفضل وأجل وأكرم وأتقى البشر على وجه الأرض فهو أبرز صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو الذي صدقه حين كذبه قومه وصحبه عندما طرده قومه.
أبو بكر الصديق
هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، سمّاه النبي صلى الله عليه وسلم بعبد الله بعد ان كان يُسمى في الجاهلية عبد الكعبة، نسب أبو بكر يلتقي مع نسب النبي صلى الله عليه وسلم في الجد السادس مرة بن كعب، لُقب في الجاهلية بالصديق وكان وجيهاً من وجهاء قريش وأحد أشرافهم وكان موكلاً بالديات، ناداه النبي بلقب الصديق لكثرة تصديقه وكان أول من صدق النبي في حادثة الإسراء والمعراج، من ألقابه العتيق لأنه كان حسن الوجه جميل.
نشأة أبو بكر الصديق
أبو بكر الصديق رضي الله عنه في مكة المكرمة أم القرى في السنة 3 من ولادة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر، ونشأ الصديق وترعرع في موطن النبي بمكة المكرمة في بيت والده، كان متواضعاً وعزيزاً ذا مكانة في قومه بني تيم وهو من شرفاء مكة كانت البيئة المحيطة به مليئة بالفساد.
كان أبو بكر الصديق سليم الفطرة عفيفاً لم تؤثر عليه حياة الجاهلية الفاسدة وكان ذو بصيرة مُدركاً أن الخمر تُذهب العقل وتخدش المروءة فلم يشربها في الجاهلية، ولم يسجد لصنم، ولم يقتل الأولاد خوفاً من الفقر وقد كان يتجنب مجالس قومه ولهوهم وإثمهم ولم يجتمع معهم إلا في الأخلاق الحميدة والفضائل.
ملامح وشكل أبو بكر الصديق
ملامح وشكل أبو بكر الصديق بحسب ما ذكر العلماء والتابعين:
- أبيض اللون.
- نحيف الجسم.
- معروق الوجه، أي قليل لحم الوجه.
- عاري الأشاجع، و الأشاجع هي رؤوس الأصابع.
- حمش الساقين، وتعني دقيق الساقين.
- كان له ضفيرتان.
قصة إسلام أبو بكر الصديق
منذ دعى الرسول صلى الله عليه وسلم للإسلام أجاب أبو بكر الصديق رضي الله عنه الدعوة دون تردد أو تأخر فهو يعرف صدقه واستقامته وامانته، انطلق في دعوة الناس للإسلام وآمن على يده من كبار قومه مثل:
- عثمان بن عقان.
- أبي عبيدة بن الجراح.
- الزبير بن العوام.
- عبد الرحمن بن عوف.
- طلحة بن عُبيد الله.
- سعد بن أبي وقاص.
- عثمان بن مظعون رضي الله عنهم وارضاهم.
سخر أبو بكر الصديق ماله للدعوة فكان يُنفق في سبيل الله بسخاء، وقد أصابه من أذى قريش الشيء الكثير، ووقت جهر النبي صلى الله عليه وسلم بالإسلام وخرج إلى النور خطب أبو بكر في قومه فاعتبر اول خطيب دعا إلى الإسلام، وثار المشركين عليه وضربوه ضرباً مبرحاً حتى أصبحت لا تُعرف ملامحه، وفي عام الحزن بعد موت أبي طالب لم يعن الرسول صلى الله عليه وسلم من أذى قريش إلا أبو بكر إذ كان يتلقى عنه الأذى، ورفض الهجرة إلى الحبشة أو حتى المدينة ليبقى مع رسول الله.
هجرة أبو بكر الصديق
فرح الرسول صلى الله عليه وسلم عند سماع خبر الهجرة بأن أذن الله قد أذن له بالهجرة، فقد شارك مع النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة إلى المدينة وما حدث فيها من وقائع، وثم اشترك في معركة بدر وأحد الخندق وبيعة الرضوان، وفتح مكة، وغزوة حُنين، والطائف، وتبوك، وحجة الوداع، وعندما أحس بدنو أجل النبي صلى الله عليه وسلم واقتراب وفاته قال لمن حوله:” إن عبداً خُير بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله، وحينها بكى ابو بكر و عَلِمَ بقُرب أجل الرسول وبأنه مفارق لا محاله”.
خلافة أبو بكر الصديق
تولى أبو بكر الصديق زمام الدولة الإسلامية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بايعه الصحابة وباقي المسلمين على الخلافة، وأصر أبو بكر الصديق ارسال جيش زيد الذي أُمر بالخروج من قبل الرسول بعد عرض عمر بان يبقى معه ليُسانده لإيقاف المرتدين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد ارتد البعض إما كفراً أو عن دفع الزكاة فدرب الجيش وأرسلهم لمحاربة المرتدين حتى أشفق عليه المسلمون من كثرة إخلاصه للدين والرسول، وقد عقد أحد عشر لواء في سائر أنحاء المدينة.
كانت أهم مواجهة لابو بكر الصديق في عهد خلافته لمسيلمة الكذاب إذ ادعى النبوة وأخرج له جيش بقيادة خالد بن الوليد لمحاربة مُدعي النبوة وقتله وحشي ودخل أتباعه في الإسلام بعد قتله، كما وأرسل الجيش بقيادة خالد بن الوليد لفتح العراق وبلاد الشام وقد تم فتح الحيرة وعين التمر والأنبار وتدمر والقريتين وبصرى ومرج راهط ثم اليرموك بمساعدة الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وعمر ابن العاص.