إختار الله سبحانه وتعالى عدداً من عباده واصطفاهم ليحملوا الرسالة السماوية وبعثهم في أقوامِهم يهدون الناس إلى الهدى والفلاح، فكان في كُل أمة نبي أو رسول ينصح قومه ويُبين لهم الحق من الباطِل ويهديهم سُبل الرشاد، وقد كان من بين الرُسل من أُطلق عليهم أولو العزم لصبرهم وتحملهم الكثير من المشاق في سبيل أداء الأمانة السماوية، فمن هم أولو العزم من الرسل والذين قال تعالى فيهم ” فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل “، وقد فسر العلماء هذه الآية استناداً لقوله تعالى مِنَ الرسل أنها دلالة على التبعيض أي بعض الرسل وليس كُلهم، وقالوا أن اولو العزم من الرسول هم خمسة وهم الذين صبروا على قومهم وتحملوا الكثير من الأهوال والمتاعب وأصروا على هداية قومهم ولم ييأسوا فمن هم أولو العزم من الرسل هذا ما نود التعرف عليه.
من هم أولو العزم من الرسل وكم عددهم
قال تعالى في سورة الاحزاب في الآية السابعة منها ” وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ” حيث تم الاستناد إليها في تحديد من هم اولو العزم من الرسل وهم خمسة رسل كما يلي :
- سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، خاتم الأنبياء والمرسلين وهو حامل رسالة الدين الإسلامي وهو الدين الأخير الذي من مات على غيره مات كافر.
- سيدنا عيسى عليه السلام وهو من جاء بالدين المسيحي وتعرض لكثير من الأذى من قومه الذي بعث فيه.
- سيدنا نوح عليه السلام وهو العبد الشكور كما وصفه الله وهو أول نبي أرسله الله إلى بني آدم.
- سيدنا موسى عليه السلام كليم الله بعثه الله في بني إسرائيل.
- سيدنا إبراهيم عليه السلام وهو من بنى الكعبة المشرفة وجعله الله إماماً للعالمين.
وجاءت تسمية أولو العزم لهم لما تحلوا به من عزيمة وإرادة على أداء الرِسالة والأمانة رغم الكثير من المُعوقات التي ظهرت لهم، والتي كان على رأسها رفض قومهم لما حملوه من رِسالة ولكن الله لم يختارهم من فراغ فهو يعلم قدراتهم وإمكانياتهم فكانوا على قدر كبير من المسئولية وأصروا على تبيلغ الرسالة وأتموها.