هل الغاء الحج من علامات الساعة الصغرى، في ظل انتشار ازمة وباء المستجد في غالبية دول العالم توقفت العديد من جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية في كافة دول العالم تقريباً الأمر الذي أثر بشكل كبير على اقتصاد الكثير من الدول، كما حذرت العديد من الدول العظمى عن مستقبل العالم في ظل هذه الأزمة التي من الممكن أن تضع ثلث سكان العالم تحت خط الفقر كما تحدث بعض المختصين في الشأن العالمي، انتشار فيروس كورونا أدى إلى وقف أداء الصلاة في غالبية المساجد حول العالم وكان أبرزها المسجد الحرام، ولم يتم اصدار أي أمر جديد بخصوص عودة الصلاة في المسجد الحرام بسبب ازدياد حدة الأزمة، الأمر الذي جعل الكثير يُفكر في امكانية إلغاء موسم الحج لهذه السنة ومنهم من قال بأن إلغاء الحج قد يكون من علامات الساعة الصغرى.
قضية إلغاء موسم الحج
لقد تم تعطيل الصلاة في المسجد الحرام وكافة المساجد حول العالم بسبب جائحة الوباء المستجد التي انتشرت في كافة بلاد العالم وأودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص، الأمر الذي جعل الكثير من المسلمين بأنه من الممكن أن يتم إلغاء موسم الحج هذا العام، ومنهم من يعتقد بأنها علامة من العلامات الصغرى لقيام الساعة، وبدوره أفتى الأمين العام للإتحاد العالمي للعلماء المسلمين علي القره داغي بجواز منع أداء مناسك الحج والعمرة بشكل مؤقت بسبب انتشار وباء يُهدد حياة المسلمين المعتمرين منهم والحجاج، وقال:” الراجح أنه إذا انتشر الوباء قطعاً أو تحقق غلبة الظن -من خلال الخبراء المختصين- أن الحُجاج، أو بعضهم، قد يصيبهم هذا الوباء بسبب الازدحام، فيجوز منع العمرة أو الحج مؤقتاً بمقدار ما تدرأ به المفسدة”، مضيفاً إلى قوله:” الفقهاء اتفقوا على جواز ترك الحج عند خوف الطريق، بل إن الاستطاعة (لأداء الحج) لن تتحقق إلا مع الأمن والأمان، ولذلك فإن الأمراض الوبائية تعد من الأعذار المبيحة لترك الحج والعمرة، بشرط أن يكون الخوف قائماً على غلبة الظن بوجود المرض، أو انتشاره بسبب الحج والعمرة”.
هل الغاء الحج من علامات الساعة الصغرى
أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بشأن قيام الساعة هي كثرة الفتن والصد عن الدين ويأتي على الكعبة زمان يتعطل عنها الحج والعمرة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :” لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت “، وهذه العلامة ستتأخر كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم لأن بعد يأجوج ومأجوج يستمر الحج كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر بأنه سيكون تلبية لحج البيت بعد موت المهدي وعيسى عليه السلام وهذا من أرجح أقوال العلماء في آخر الزمان، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :” ليحجن هذا البيت و ليعتمرن بعد خروج بأجوج و مأجوج”، وقال بعض العلماء بأن الحج ينقطع عن البيت الحرام بسبب مدة لحروب أو غيرها ويعود مرة أخرى، أو من الممكن أن يُمنع بعض الأقوام من الحج.
عدد مرات تعطيل موسم الحج عبر التاريخ
لقد تم تعطيل مناسك الحج عبر التاريخ 40 مرة بسبب أوبئة وانعدام الأمن في طريق الحجاج مما يُؤثر على حياتهم، ومنها كما يلي:
- لأول مرة تم منع مناسك الحج في العام 940 م، بسبب هجوم القرامطة وسفكهم لدماء حجاج بيت الله الحرام، وتم اقتلاعهم بعد مذبحة الحجر الأسود وتم نقله إلى مدينة هجر في البحرين.
- تم تعطيل الحج بعد حادثة سرقة الحجر الأسود لعدة سنوات، وقيل انها بلغت 10 سنوات لم يتم فيها تأدية فريضة الحج.
- في العام 968 م تم تعطيل موسم الحج، حيث قال ابن كثير:” إن هذا الداء انتشر في مكة المكرمة “فمات به خلق كثير، وفيها ماتت جمال الحجيج فى الطريق من العطش ولم يصل منهم إلى مكة إلا القليل، بل مات أكثر من وصل منهم بعد الحج“.
- في العام 1000 م انقطع المصريون عن الحج وذلك في عهد الفاطميين بسبب شدة الغلاء لتأدية فريضة الحج، وتكرر الأمر في العام 1028م.
- في العام 1168م لم يُؤد المصريون فريضة الحج بسبب حرب داخلية.
- في العام 1030 م لم يُؤد فريضة الحج إلا مجموعة من العراق وقد انقطع عنه كثير من أهل العراق وخراسان والشام ومصر وكذلك في العام 1039م.
- وكانت آخر التواريخ في تعطيل موسم الحج جزئياً أو كلياً يعود إلى 1799م، بحيث توقفت القوافل بسبب الحملة الفرنسية لانعدام الامن على الطرقات.