غسل ليلة القدر يجزئ عن الوضوء، يعد هذا السؤال الديني من الأسئلة التي تدور في عقول العديد من المسلمين الذين تعودوا علي الاغتسال في ليالي العشر الأواخر الوترية وذلك بناءا بما كان الصحابة والتابعين يفعله في الزمن القديم، حيث أن الغسل في اللغة العربية يعني لمن يغسل الشعر بالعادة من المعني الأصلي في اللغة علي أنه التطهير، ومنه قول العرب اذا أراد الدعاء لبعضهم غسل الله حوبتك، بينما يعرف الغسل في الاصطلاح كما عرفه الفقهاء وهي استعمال ماء طهور في كافة أعضاء الجسم علي وجه الخصوص بخاصة الشروط والأركان، ولقد ثبت عن رسول الله محمد صل الله عليه وسلم أنه قد أوصي أم المؤمنين بنت أبي بكر الصديق رضي اله عنهما يوم سألته ماذا تدعو اذا صادفت ليله القدر فقال رسول الله عليه وسلم قولي اللهم انك عفوا تحب العفو فاعفو عني، سنتعرف في مقالنا علي غسل ليلة القدر يجزئ عن الوضوء.
هل يجزي الغسل المستحب عن الوضوء للصلاة؟
حيث أنه ورد عن السلف الصالح أنه كان في قديم الزمان يحبون الاغتسال في الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وارتداء الثياب الفاخرة والتطيب للقاء الله سبحانه وتعالي بأبهي الحلي لديهم، حيث أنه السؤال الذي يدور في ذهن المسلم هل غسل ليلة القدر يجزئ عن الوضوء وفي حقيقة الأمر أنه يجب العلم أن السؤال يكون أثناء الاغتسال المستحب وليس الاغتسال الذي يكون بهدف رفع حدث أو نحوه، ولا يوجد خلاف لدي أهل العلم أنّ الغُسل الذي يكون للتطهر من الحدث الأكبر للرجل أو المرأة يجزئ عن الوضوء، وقال بعض العلماء إنّه ينوي رفع الحدثين معا، فبذلك يجزئه الغسل عن الوضوء، ولكن لو أراد الاغتسال لإزالة رائحة عرق أو للنظافة أو للتبرد من الجو الحار فهذا غسله لا يجزئه عن الوضوء، بل يجب عليه أن يتوضأ بعد الاغتسال، ولكن قد أشار بعض العلماء أنه لو نوى رفع الحدث الأصغر وتوضأ في بداية الغسل ورتب ذلك فإن غسله يجزئه عن الوضوء، وبذلك يعلم القارئ أن الغسل في ليلة القدر وغيرها يجزئ عن الوضوء في حال كن الغسل واجبًا لرفع الحدث، ولكن في حال كان الغسل مستحبا فعليه أن ينوي رفع الحدث الأصغر وأن يتوضأ أولا، والله أعلم.
وفي نهاية المقال نكون قد تطرقنا بالحديث المفصل عن جميع المعلومات الضرورية الخاصة ب غسل ليلة القدر يجزئ عن الوضوء، حيث أن الاعفاء من الله سبحانه وتعالي المنان الكريم فذلك ما يرجوه الانسان المسلم في الحياة الدنيا وبعد ذلك كله هينا، ويعقب الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله لبيان الأسرار الذي توجد في ليلة القدر بقوله” وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر -بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر- لأنّ العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا يرون لأنفسهم عملا صالحا ولا حالا ولا مقالا، فيرجعون إلى سؤال العفو، كحال المذنب المقصر” والله أعلم.