من المُلاحظ ازدياد معدلات الانتحار في دول العالم كافة، وعلى وجه التحديد في الوطن العربي حيث يرجح بعض الخبراء ذلك لأسباب مختلفة بعضها يرجع إلى النظام السياسي والأوضاع السياسية في المنطقة، وأخرى ترجع إلى سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وقلة فرص العمل اورتفاع معدلات البطالة وقلة الخدمات الصحية، كما تكمن بعض الأسباب الاجتماعية وراء بعض حالات الانتحار سواء كانت حالات عاطفية أو مشاكل عائلية أو نتيجة اضطرابات نفسية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يصلى على المنتحر؟ باعتبار تحريم الإسلام للانتحار وقتل النفس.
هل يصلى على المنتحر
حرّمت آيات القرآن الكريم في أكثر من موضع قتل النفس فيما تُعرف اليوم بـ “الانتحار” حيث قال تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً) سورة النساء: آية 29، وبذلك فإن من يُقدِم على قتل نفسه يكون قد خالف شرع الله، ويكون حسابه عند الله تعالى، لأن النفس أمانة عند الإنسان وبالانتحار يكون قد ضيّع الأمانة، لكن يُعتبر المنتحر في الإسلام عاصي قام بارتكاب كبيرة من الكبائر لكن ذلك لا يُخرجه من ملة الإسلام فيُحاسب على ذلك يوم القيامة.
يجوز الصلاة على المنتحر وفق الشريعة الإسلامية، وذلك لاعتباره مسلماً ما لم يُقِرُّ بكفره قبل إقدامه على الانتحار أو يُحلل قتل النفس قبل موته فذلك يُخرجه من ملة الإسلام، فالمنتحر يكون تحت ضغوط نفسية أو مادية أو اجتماعية قاسية دفعته لذلك، فهو في حُكم العاصي المرتكب لكبيرة من الكبائر، وبالتالي لا حرج من الصلاة عليه ودفنه حسب تعاليم الإسلام.