هناك العديد من الخيارات في الجراحة التجميلية لعلاج التجاعيد غير المرغوب فيها والتخلص من عدة مشاكل أخرى في الوجه، ويعتمد اختيار العلاج المناسب على ما يفضله المريض وعلى نوع وشدة التجاعيد، وتعتمد الكثير من النساء طريقة حقن الفيلر وهي من الطرق الشائعة بشكل خاص للتقليل من التجاعيد بدون جراحة وتجديد شباب الوجه بشكل واضح. إلا أن هذه الطريقة لا تدوم لفترات طويلة وربما تزول بوقتٍ قصير، وخلال هذا المقال سنتعرف على أسباب زوال الفيلر بسرعة.
حقن الفيلر
يتغير الجسم بشكل طبيعي مع مرور الوقت حيث تقل مرونة الجلد وتظهر التجاعيد. هذه التغييرات المرتبطة بالعمر مزعجة بشكل خاص للعديد من النساء، حيث تظهر بشكل واضح ويصعب إخفاؤها، ولتبدو السيدة أصغر سنًا تلجأ إلى الخيارات الجمالية الطبية دون التدخلات الجراحية مثل عملية شد الوجه أو الحقن بالفيلر.
عن طريق حقن بعض المكونات النشطة فإنه يمكن تخفيف التجاعيد بشكل فعال، حيث يعتمد العنصر النشط المناسب لذلك على نوع وشكل الطية المعنية وعلى النتيجة المرجوة. بالإضافة إلى البوتوكس، كما أن هناك ما يسمى بالحشوات وهي في طليعة خيارات علاج التجاعيد الطفيفة.
يلخص مصطلح حقن الفيلر ويسمى أيضًا الحشو الجلدي المواد التي لها خاصية ملء بحيث يتم حقنها تحت الجلد مباشرة، والهدف من علاج حقن الفيلر هو تلطيف المناطق الغارقة أو التجاعيد حتى تعود المنطقة مرة أخرى لشكلها الطبيعي. تعتبر حقن الفيلر أيضًا مناسبة جدًا لعلاج فقد حجم الدهون تحت الجلد، وهذا هو سبب استخدامها أيضًا لتكبير الشفاه أو نحت الشفاه.
الحشو الأكثر استخدامًا لحقن الفيلر هو حمض الهيالورونيك، لأنه جيد التحمل ولا يسبب أي آثار جانبية، وتوجد رواسب حمض الهيالورونيك الطبيعية في الجسم والتي تضمن من بين أمور أخرى أن الجلد يتمتع بصحة جيدة وثابت، وأن المفاصل تنزلق بسلاسة وترطيب العين على النحو الأمثل. يستخدم في العلاج حمض الهيالورونيك المنتج صناعيًا والذي يشبه إلى حد بعيد الطبيعي.
وهناك مادة حشو أخرى شائعة الاستخدام وهي الكولاجين. يعتبر الكولاجين أيضًا مكونًا طبيعيًا للنسيج الضام وبالتالي فهو جيد التحمل. نظرًا لاستخدام الكولاجين المُنتَج صناعيًا في علاج التجاعيد، يمكن أن تحدث تفاعلات الحساسية في حالات نادرة. وفي حالة الشك يمكن للطبيب أن يختبر مسبقًا ما إذا كان هناك عدم تحمل للكولاجين.
في الطب التجميلي الحديث يتم استخدام المواد المتوافقة حيويًا بشكل أساسي لجسم المريض. والسبب في ذلك هو أن الجسم يمكنه تقريبًا تكسير أو إعادة امتصاص هذه المكونات النشطة. وفي الماضي كان يتم حقن التجاعيد أحيانًا بمواد متينة، مما أدى عند بعض المرضى تفاعلات عدم تحمل للمواد الغريبة، وتشكلت عقيدات نسيجية مرتبطة بالالتهاب، مما كان له عواقب صحية، ولأجل استبعاد هذا الخطر من البداية، يستخدم الأطباء فقط المواد التي لا تبقى بشكل دائم في الأنسجة، كما تحقق الحشوات المتوافقة حيويًا نتائج فعالة.
في مجال الطب التجميلي تستخدم حقن الفيلر بشكل أساسي لتقليل التجاعيد المزعجة بلطف وتنعيم البشرة ويجب الحفاظ على ترطيب الجلد ويمكن أيضًا زيادة حقن حمض الهيالورونيك، التي لها آثار ليس فقط مرئية ولكن أيضًا ملحوظة. وتكون النتائج التي يتم تحقيقها من خلال حقن الفيلر أو حمض الهيالورونيك طبيعية جدًا، وهناك العديد من الحقن الصغيرة التي تجلب كمية صغيرة من المكون النشط تحت الجلد التي تؤدي إلى بشرة متجانسة ومنتعشة، يساعد العلاج بحقن الفيلر على تحقيق الشكل المثالي والجمالي الطبيعي.
بصرف النظر عن العلاجات التجميلية يستخدم حمض الهيالورونيك أيضًا في الطب لتلف المفاصل الطفيف من أجل أن يكون بمثابة ممتص للصدمات إضافي. يمكن أيضًا علاج جفاف العين بحمض الهيالورونيك. كعنصر من مكونات قطرات العين، فإنه يدعم إمداد منطقة العين بالرطوبة ويقاوم الحكة والحرق والتهيج. بالإضافة إلى ذلك تحتوي العديد من بخاخات الأنف على حمض الهيالورونيك لمنع جفاف الغشاء المخاطي للأنف.
فوائد حقن الفيلر
توفر حقن الفيلر بعض المزايا والفوائد ومن أبرز فوائد حقن الفيلر نذكر ما يلي:
لا تحتاج حقن الفيلر جراحة أو تخدير
إن العلاجات الطفيفة مثل حقن التجاعيد بحمض الهيالورونيك تحظى بشعبية خاصة لأنها لا تتطلب عملية جراحية. نظرًا لعدم الحاجة إلى شقوق جلدية للعلاج فلا توجد ندوب. بالإضافة إلى ذلك يمكن إجراء حقن الفيلر للتجاعيد بدون تخدير. لكن في بعض الحالات تحتوي المستحضرات التي يتم حقنها تحت الجلد على مخدر خفيف بحيث يكون العلاج خاليًا من الألم. من الممكن أيضًا جعل المناطق المقابلة غير حساسة للألم مسبقًا باستخدام مرهم مخدر أو مخدر موضعي خفيف.
مدة العلاج بحقن الفيلر قصيرة
تعتبر مدة العلاج بحقن الفيلر للتجاعيد بحمض الهيالورونيك قصيرة نسبيًا. اعتمادًا على حجم وعدد المناطق المراد علاجها، إذ يكتمل الحقن بعد 10 إلى 30 دقيقة. يتم العلاج في العيادة الخارجية بحيث يمكن للمرضى مغادرة العيادة بعد الحقن مباشرة.
يمكن تحمل حقن الفيلر ونتائجها طبيعية
يتم إنتاج حمض الهيالورونيك المستخدم في معالجة الفيلر صناعيًا وهو مشابه لحمض الهيالورونيك الموجود بشكل طبيعي في جسم الإنسان، ونظرًا لعدم استخدام مادة غريبة فإن حقن الفيلر بالهيالورونيك نادرًا ما يرتبط بآثار جانبية غير مرغوب فيها مثل الحساسية أو تفاعلات عدم التحمل. بالإضافة إلى ذلك يتيح علاج الحقن بالفيلر الحصول على نتيجة طبيعية للغاية حيث يتكشف التأثير تدريجيًا.
حقن الفيلر قليلة المخاطر والمضاعفات
يعتبر حقن الفيلر بحمض الهيالورونيك منخفض المخاطر للغاية، حيث لا يتطلب الأمر تخديرًا ولا إجراء عملية جراحية. يمكن أن تحدث أعراض طفيفة فقط مثل الاحمرار في موقع الحقن أو التورم أو تغير اللون أو الحكة بعد العلاج. عادةً ما تهدأ من تلقاء نفسها في غضون فترة زمنية قصيرة. يعد اختيار الطبيب المعالج المتمرس شرطًا أساسيًا مهمًا للحصول على علاج آمن وغير معقد قدر الإمكان لذلك يجب على المرضى التأكد من أنهم يثقون فقط في أخصائي مدرب وذو خبرة خاصة.
فترة نقاهة قصيرة جدًا ووقت شفاء سريع
فور إجراء علاج حقن الفيلر بحمض الهيالورونيك فإنه يمكن للمرضى عمومًا العودة إلى منازلهم وممارسة أنشطتهم الطبيعية. يجب تجنب الرياضة المرهقة والذهاب إلى الساونا والتعرض للشمس قدر الإمكان في الأيام القليلة الأولى. بعد ثلاثة أيام على أبعد تقدير عادًة ما يكون المرضى لائقين تمامًا للعودة للمجتمع مرة أخرى.
أسباب زوال الفيلر بسرعة
يعتبر العلاج بالفيلر فعال لتجديد البشرة والأنسجة فهو يوفر امتلاءً جديدًا ونضارة وشباب البشرة، ويتم استخدام حمض الهيالورونيك في علاج الحقن بالفيلر، إن حمض الهيالورونيك المستخدم في حقن الفيلر هو مادة تشبه الهلام إلى السائل، يتم إنتاج العنصر النشط بشكل كبير صناعيًا من خلال تخمير الكائنات الحية الدقيقة، والمادة التي يتم الحصول عليها تتوافق إلى حد كبير مع حمض الهيالورونيك البشري وبالتالي لا تسبب عادة أي حساسية. لكن ما يجب معرفته أن حمض الهيالورونيك المنتج صناعيًا لا يبقى بشكل دائم في الأنسجة، نظرًا لأنه مكون نشط مرتبط بالجسم، فإن حمض الهيالورونيك قابل للتحلل، إذ يتفكك في الجسم تدريجيًا ويتم التخلص من مكوناته ليتم التخلص منه بشكل طبيعي، ولهذا السبب يجب تكرار العلاج من حين لآخر.
إذ يعتبر حمض الهيالورونيك هو أحد الحشوات المؤقتة حيث يتفكك في الجسم تدريجيًا لذلك تختفي النتائج أيضًا بعد فترة. تعتمد سرعة تكسير الجسم لحمض الهيالورونيك أو ببطء على عدة عوامل. والأهم هو تحديد أجزاء الوجه التي يتم علاجها بالفيلر ومدى عمق حقن المادة، وهذا الأمر له علاقة بإنزيم معين مسؤول إلى حد كبير عن تكسير حمض الهيالورونيك وهو أحد أسباب زوال الفيلر بسرعة حيث لا يتم توزيع الإنزيم بشكل متجانس في الجسم وهو أكثر شيوعًا في بعض مناطق الجلد وطبقات الأنسجة أكثر من غيرها، وهذا أيضًا يغير العمر الافتراضي للنتائج.
نصائح بعد حقن الفيلر
يجب على كل من خضع لعلاج حقن الفيلر اتباع النصائح الآتية:
- شرب الماء: يجب شرب الكثير من الماء بعد العلاج بحقن الفيلر ولمدة أسبوعين تقريبًا لدعم النتيجة، حيث أن الماء يثبت حمض الهيالورونيك.
- التبريد: إذا لزم الأمر يجب أن يقوم المريض بتبريد المناطق المعالجة بوسائد تبريد خاصة عدة مرات لمدة 10 دقائق تقريبًا، مع أخذ استراحة، لكن يجب التأكد من أنها ليست شديدة البرودة أي لا يجب وضعها في الفريزر.
- التدليك: إذا كانت هناك نتوءات في منطقة العلاج فإنه يجب إجراء تدليك خفيف بعد أول 3 أيام بتقنية يوضحها الطبيب ويشرحها للمريض.
- تجنب ممارسة الرياضة: لا يجب ممارسة أي رياضة تحفز العرق أو تحفز الأيض لمدة 48 ساعة تقريبًا.
- الامتناع عن التدخين: من الأفضل الامتناع عن النيكوتين لمدة ساعتين على الأقل بعد حقن الفيلر.
- تجنب الساونا ومقصورة التشمس الاصطناعي: تجنب الذهاب إلى الساونا ومقصورة التشمس الاصطناعي وكذلك حمامات الشمس لمدة أسبوع تقريبًا.
- تجنب علاجات الوجه: لا يجب أن يتم إجراء عمليات تجميل للوجه أو أي علاجات للوجه لمدة تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين تقريبًا بعد حقن الفيلر.
كيف أتخلص من تكتلات الفيلر؟
يوجد حاليًا مجموعة متنوعة من مواد الحشو ومعظمها مصنوعة من مواد اصطناعية أو منتجات عضوية حيوية. ومع ذلك قد تتسبب جميع أنواع الحشوات في تكوين كتل في منطقة العلاج.
ونظرًا لاستخدام الفيلر في العديد من أنواع العلاجات التجميلية، مثل ملء التجاعيد، وتصحيح عدم التناسق أو الندوب، والكونتور، وتجديد الشباب أصبحت الكتل أو تكوين الأورام الحميدة شكوى شائعة لكن لا داعي للقلق منها فمن المحتمل أن يكون الورم حميدًا ويمكن أن يكون ناتجًا عن تورم أو كدمات أو ورم دموي في موقع الحقن.
يجب في البداية التحقق مع الطبيب الذي قام بإجراء عملية الحقن بالفيلر للتأكد من أن التكتلات ليست من المضاعفات غير الشائعة، مثل العدوى أو انسداد الأوعية الدموية؛ وعادةً ما تختفي التكتلات من تلقاء نفسها في غضون أسبوع إلى أسبوعين. لكن يمكن تقليل التكتلات عن طريق وضع الثلج أو وضع كمادة باردة. وهذه بعض النصائح للتخلص من تكتلات الفيلر:
- يوضع كيس ثلج أو قطعة قماش باردة لمدة 5-10 دقائق كل ساعتين في اليوم الأول، ثم يوضع مرة إلى مرتين يوميًا لمدة يومين آخرين. ولا يجب الضغط على المنطقة المعالجة إذا لم يأمر الطبيب بذلك.
- يمكن استخدام حبوب زهرة العطاس أو كريم زهرة العطاس لتقليل الكدمات والتورم والتكتلات.
- من الطبيعي أن تتعرض مناطق الحقن للكدمات وقد تستغرق من 7 إلى 10 أيام حتى تتلاشى.
- من الطبيعي أن تكون مناطق الحقن حمراء ومتورمة لمدة 1-3 أيام.
- من الطبيعي أن يكون أحد الجانبين ممتلئًا قليلًا عن الآخر حيث تظهر النتيجة النهائية في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
طريقة النوم بعد حقن الفيلر
إن طريقة النوم بعد حقن الفيلر بشكل سليم مهمة جدًا، إذ يجب التأكد من النوم على الظهر ويكون الرأس مرفوع باستخدام وسادتين لمدة ثلاث ليالٍ وهذا سيضمن بقاء الفيلر المحقون حديثًا في مكانه. وقد يكون الخيار الآخر مناسب أيضًا وهو استخدام التفاف حول وسادة العنق لتثبيت الرأس.
تعرفنا خلال هذا المقال عن أسباب زوال الفيلر بسرعة، يفضل دائمًا الذهاب إلى طبيب متمرس ويمتلك خبرة ممتازة في هذا المجال قبل إجراء العملية وذلك لمنع المضاعفات الخطيرة والحصول على النتائج المرجوة.