أفضل الأعمال في ليلة النصف من رمضان، إن أحب الأعمال وأقربها إلى الله ما كان خالصاً لله، فنجد البعض يعمل مراءة للناس، وبعضهم يقوم بعمله وقلبه كظيم، والبعض الآخر نجد بأنه يقوم بعمله وقلبه معلق بالله، مخلص لله، فالأعمال ترفع إلى الله وتعرض عليه، فمن كان يعمل مخلصاً لله يوف حساباً عظيماً، ومن الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد لربه هي أفضل الأعمال في ليلة النصف من رمضان، فليلة النصف من رمضان ليلة ينتهي بها النصف الأول من رمضان ليبدأ النصف الثاني والأخير، فاغتنمها لتكون إلى الله أقرب.
أفضل الأعمال وأقربها إلى الله في رمضان
هناك الكثير من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد لربه، ولعل هذه الأعمال صلة وثيقة بين العبد وربه، فهو يعلق قلبه بما أمر به الله عز وجل، وأقرب ما يكون العبد لربه في ليلة النصف من رمضان، ومن هذه الأعمال:
الدعاء وذكر الله سبحانه وتعالى
إن أعظم عبادة يتقرب بها العبد لربه هي الدعاء، وحمد الله والثناء عليه، وشكره، وذكره، وأعظم ما تكون هذه الأعمال في شهر رمضان، فجميع العبادات الأصل فيها ذكر الله وشكره، ودليل ذكر قوله تعالى: “فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي”، وقد أجمع بعض العلماء بأن ذكر الله هو أفضل عمل يشغل الإنسان نفسه به، ودليل ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى: “وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا”، وما جاء في السنة قوله صلى الله عليه وسلم: (ألا أُنبِّئُكم بخيرِ أعمالِكم، وأزكاها عند مليكِكم، وأرفعِها في درجاتِكم، وخيرٌ لكم من إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ، وخيرٌ لكم من أن تلقَوا عدوَّكم؛ فتضربوا أعناقَهم، ويضربوا أعناقَكم؟ قالوا: بلى. قال: ذِكرُ اللهِ). ولعل أفضل الأدعية والأذكار التي قد يدعو بها المسلم ربه، ويذكره من خلالها هو ما جاء في الكتاب والسنة.
صلاة القيام في ليلة النصف من رمضان
والصلاة هي ركن من أركان الإسلام، وهي من الأعمال العظيمة التي يتقرب بها العبد لربه، خاصة في شهر رمضان، فإنه أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد في صلاته، وهي عمود الإسلام، وأفضل الأعمال التي يقوم بها المسلم في ليلة النصف من رمضان هي صلاة قيام الليل، والتي تعد سنة يستن بها المسلم بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث صحيحة، على كل مسلم أن يحسن قيامه، فما جاء عن النبي قوله: (من قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ).
المواظبة على قراءة القرآن خاصة في ليلة النصف من رمضان
للقرآن الكريم مكانة عظيمة في الإسلام، وقد جعله الله عز وجل شفيعاً لمن قرأ حرف منه، وإن قراءة حرف من القرآن يعدل عشر حسنات، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقول الم حرفٌ ولَكن ألفٌ حرفٌ ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ)، هذا إن قرأت القرآن في أيام السنة فما بالك إن كان في رمضان، وفي النصف من رمضان، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على قراءة القرآن أكثر ما يكون في رمضان، لذلك عليك أيها المسلم أن تحرص على هذه العبادة العظيمة.
إخراج الزكاة والتصدق على الفقراء
الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة، وفي إخراجها تطهير لأموال العباد ونفوسهم، وإن أفضل وقت لإخراج الزكاة هو شهر رمضان، خاصة في ليلة النصف من رمضان، وذلك لما عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ). أنا الصدقة ففيها بركة في المال، وشعور بالفقراء، وتكافل وحرص على الشعور بالمسؤولية تجاههم، فقد ورد عن الصحابة رضوان الله عليهم أنهم كانوا يتحسسون بيوت الفقراء، وإن خير ليلة ترفع فيها الأعمال لله هي ليلة النصف من رمضان.
الجلوس في المسجد حتى طلوع الفجر
لقد كانت سنة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أنه يجلس في المسجد حتى طلوع الفجر، وهذا ما جاء في الأحاديث النبوية الصحيحة عن سيرته صلوات الله وسلامه عليه، ومن هذه الأحاديث ما صححه الألباني، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة )، هذا ما كان منه في غير رمضان وهذا أجره، فما بال المسلم بما جاء في رمضان، وما بالك إن كان ذلك في ليلة النصف من رمضان، فحاهد نفسك وتقرب إلى الله في أعظم ليلة، وأفضل شهر.
الاستغفار في الثلث الآخير من الليل
فالاستغفار يمحو ذنوب العباد، لذلك على المسلم أن يعلم بأن أفضل الأعمال عند الله هي ما تقرب به العبد لربه مخلصاً النية له، فجاهد نفسك على عمل الطاعات، واغتنام أوقات الإجابة، والتي من أفضلها الثلث الأخير من ليلة النصف من رمضان، ومن الآيات الكريمة التي جاءت لتدلل أهمية الاستغفار والقيام في الثلث الأخير من الليل قوله تعالى: “هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له”، وقوله تعالى: “وبالأسحار هم يستغفرون”.
أعمال الليلة 15 من رمضان
يغتنم المسلمون الأعمال الصالحة لكسب ونيل رضا الله سبحانه وتعالى عليهم، فالله خلق عباده الصالحين لعبادته، وليخلصوا له ويعبدوه ويشكروه على نعمه، والعمل من أفضل الأعمال وأنقاها وأطهرها ما قام به الإنسان في رمضان، ففي رمضان يتضاعف الأجر، وترفع الأعمال لله، وإن أقرب ما يكون العبد لربه هو في ليلة النصف من رمضان، فيتقرب الإنسان بعمله الصالح، حيث يقوم الليل، ويتصدق بماله للفقراء والمحتاجين، ويكثر من الاستغفار، والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ويجلس متوضئاً قارئ للقرآن حتى طلوع الفجر وذلك لاتباع نهج وسنة النبي، وأن يواظب في هذه الليلة على قراءة القرآن.
يفوز الإنسان برضا ربه إن كان مخلصاً بعبادته، وقيامه، وإن أفضل الأعمال في ليلة النصف من رمضان هي ما كان خالصاً لوجه الله تعالى من صيام، وصلاة، وزكاة، واستغفار، فاغتنم هذه الفرصة أخي المسلم ولا تدعها تفوتك.