تشير دراستان على الأقل إلى أن إعطاء الطعام الصلب للطفل الرضيع في الوقت الخطأ يمكن أن يؤثر على جهاز المناعة غير المكتمل لديه ويحدث تغييرات يمكن أن تؤدي إلى إصابته بمرض السكر، وقال الباحثون إن النتائج التي حصلوا عليها ينبغي أن لا تشجع على إحداث تغييرات في طريقة إطعام الأطفال.
ولا يزال البحث مثيرًا ويمكن أن يكشف عن بعض المسببات البيئية التي يمكن أن تساهم في بعض حالات السكري، وقد نشرت الدراستان الأولى من جامعة كولورادو والثانية من ألمانيا في المجلة الطبية الأميركية.
تغذية الرضيع منذ الولادة
وشملت الدراستان أطفالاً معرضين للإصابة بسكر اليافعين بسبب الجينات أو إصابة أفراد من عائلتهم. وقارنت كلتا الدراستين أيضًا بين وقت إدخال الطعام الصلب إلى غذاء الرضع وتطور الأجسام المضادة التي تؤدي في بعض الأحيان إلى مرض السكري لدى الأطفال.
وينصح الأطباء في كثير من الأحيان بالبدء في إدخال الطعام الصلب، وخصوصًا الحبوب المهروسة بين الشهر الرابع والسادس من العمر.
من جانب آخر اكتشفت الباحثة من جامعة كولورادو جيل نوريس وزملاؤها أجسامًا مضادة كثيرة تسبق مرض السكر لدى أطفال تناولوا غذاء صلبًا قبل المدة التي ينصح بها وكانت مستويات هذه الأجسام أربعة أضعاف العدد الطبيعي لدى الأطفال الآخرين.
قالت نوريس، «يمكن أن يكون إدخال الطعام الصلب المبكر جدًا السبب في إنتاج الأجسام المضادة التي تدمر الخلايا التي تنتج الإنسولين في البنكرياس».
تغذية الطفل الرضيع
وأضافت أن البدء بالطعام الصلب بعد سبعة شهور من الولادة يمكن أن يشكل عبئًا ثقيلاً على جهاز المناعة لدى الطفل الذي لم يكتمل بعد»، هذا، ومن جانب آخر، ينصح خبراء الصحة العامة وصحة الطفل بأن تتم عملية الفطام أو إدخال الأطعمة التكميلية بشكل تدريجي على أن يتم تقديم الأطعمة السائلة غير الصلبة، وأن يعطى الطفل في بداية الأمر كميات قليلة وعدم إجباره على تناول الأطعمة الإضافية، وينصح بالبدء بنوع واحد في الأسبوع الأول من الفطام.
ومن الأطعمة التي ينصح البدء بها الحبوب كالأرز والشوفان والذرة السهلة الهضم ويفضل تقديم كل نوع على حدة، ومن الفواكه التي يمكن إعطاؤها للطفل الموز والتفاح والبرتقال، ومن الخضار يمكن إعطاء البطاطا والبندورة والسبانخ وغيرها من الخضار الطازجة، على أن يتم تحضيرها وطهيها بشكل جيد.
إن الفطام يجب أن يتم بشكل تدريجي كي لا تتأثر الأم به أيضًا، حيث تستغرق المدة في معظم الأحيان أربعة أسابيع تقوم الأم خلالها بتقليل عدد الرضعات تدريجيًا واللجوء إلى الأطعمة المنزلية المختلفة حتى يتعودها الطفل مع عدم إغفال تناوله للفواكه المتعددة والخضار بين الوجبات الرئيسة.
والحقيقة هي أن عملية التدرج لا تصب في مصلحة الطفل فحسب بل إنها مفيدة للأم، لأنه كلما قللت عدد الرضعات قل الحليب في صدرها، ولكننا نلاحظ في أحيان عديدة أن فترة الأسابيع الأربعة قد تكون غير كافية لتقليل نسبة الحليب، وهنا نذكر الأم بضرورة اللجوء إلى الطبيب الذي بدوره يعطي أنواعًا من الأدوية تساعد الأم في هذه المهمة، علمًا بأن هذه النقطة تجرنا إلى نقطة أخرى غاية في الأهمية وهي خطورة بقاء الحليب في الصدر وتجمعه، فهذا الأمر له أعراض جانبية خطيرة لذا وجب التنويه.
وتجدر الإشارة إلى أن الفطام يعني من الناحية البدنية تقوية المبيضين وبالتالي إتمام عملية التلقيح. وبالنسبة للأمهات ممن يعني الفطام عندهن اللجوء إلى حمل آخر، فينبغي لهن أن يرحن أنفسهن من الحمل والولادة بعد الفطام بحوالي سنة أو سنتين أو حتى أكثر بقليل، لأن تنظيم الحمل مفيد في إعادة التوازن للجسم بعد متاعب الحمل والولادة والإرضاع، فحتى لو وجدت المرأة نفسها بصحة جيدة أو أنها قد استعادت وزنها الطبيعي فإن الأعراض الجانبية للحمل المتكرر على فترات متقاربة تظهر في المستقبل، كما أن الفطام لا يعني الابتعاد عن الغذاء الصحي بل يجب أن تستمر الأم في تناول الأغذية المفيدة وعدم اللجوء إلى الحمية مباشرة بعد الفطام لما في ذلك من آثار جانبية سلبية.