يعاني مرضى الاكتئاب من عدم فعالية الأدوية، التي تقاوم الأعراض المدمرة أحيانا، الناجمة عن هذا المرض، وما يرتبط به من مشاعر سلبية تميل إلى الإحساس بالعدم، واستحالة التأقلم مع تحديات الحياة، ومن هنا تنبع أهمية الدراسة التي قدمها الباحثون في جامعة أكسفورد البريطانية العريقة، حيث يؤكد الباحثون أن الأشخاص من الذين يتعرضون لنوبات بالغة الحدة من الاكتئاب، يمكنهم التخفيف من هذه النوبات من خلال الاستغراق في التأمل الإيجابي، وبالطبع فإن العلاج بالتأمل توصل إليه العلماء في الحضارات الهندية والصينية.
ولكن الإضافة الحديثة تتمثل، في إجراء عدة تدريبات ذهنية، تتيح للمريض مواجهة الآثار المرتدة التي، يتسبب فيها الاكتئاب، خصوصا لدى الأفراد الذين، تقل أو تنعدم لديهم الطموحات الملحة، ومن ثم يشعرون بخواء قاتل في حياتهم يدفعهم إلى الاندفاع المريض للتخلص من الحياة الأعباء التي تحيط بها.
قام فريق البحث باختيار عينة عشوائية من المرضى الذين يتلقون العلاج الكيمائي والسلوكي من الاكتئاب، وتقرر أن تضم العينة العديد من الذين لم تحقق معهم الأدوية أية نتائج إيجابية على الإطلاق، بالتالي قام الباحثون بتطبيق معطيات الدراسة الأخيرة على أفراد هذه العينة، وتتبلور الخطوط العريضة للعلاج الذهني في شغل المخ لدرجة شبه كاملة بأية قضية تثير الاهتمام والرغبة في التحدي لدى المريض، وبذا تتاح للمخ البشري الفرصة الكافية للخروج من الاكتئاب.
وما يعنيه هذا المريض من خلل ملحوظ في الاتزان الكيمائي داخل المخ، وهي نفس التأثيرات التي كانت تحدثها الأدوية المصنوعة في المعامل، بالرغم من أن البعض، إن لم يكن كل هذه العقاقير يمكن أن تقود إلى طريق الإدمان بصورة أو بأخرى.
ضمت هذه العينة 25شخصا، ومعظمهم ممن سبق لهم التعرض لنوبات مرتدة وانتكاسات أثناء فترات العلاج السابقة، فضلا عن محاولة العديد منهم الانتحار، وقام الباحثون بتطبيق الأسلوب الجديد على مجموعة من هذه العينة، على أن يتم الاستمرار في العلاج التقليدي مع الفئة الأخرى، مع تسجيل النتاج التي يسفر عنها كل من نوعي العلاج.
يقول الدكتور مارك وليامز – الأستاذ بقسم الطب النفسي بجامعة أكسفورد أن الطريقة المبتكرة في العلاج تقدم وعودا غير محدودة بإمكان التخلص من الاكتئاب وضمان عدم الانتكاسات، التي تتحول في معظم الحالات إلى أعراض تفوق، التعقيدات الصحية والنفسية الناجمة عن المرض الأصلي.
