أم قيس.. روعة اللقاء مع التاريخ

تنتظر ام قيس المستلقية بكبرياء التاريخ في الجهة الشمالية الغربية من اربد ان يعود اليها ماضيها التليد، وام قيس (جدارا) اشتهرت تاريخيا بانها مدينة رجال العلم واقيمت فيها قديما جامعة لهذه الغاية هي من اوائل الجامعات في العالم.

والزائر لجدارا يقف مذهولا بروعة اللقاء مع التاريخ واستذكار امجاد الحضارة العربية الاسلامية وهو يمعن النظر في وادي خالد احد تلك الوديان والذي يحمل اسم القائد خالد بن الوليد.

كانت جدارا مدينة (يونانية – رومانية) ذات اهمية وقد انشئت فيها معاهد علم تخرج منها الشاعر ملياجر وكتاب اخرون كانت لهم شهرة في ذلك العصر.

يدخل الزائر البوابة الشرقية لأم قيس مارا امام المدرج الكبير الذي يبلغ قطره نحو (85) مترا والذي بني فوق عقود برملية علما بان بعض المقاعد منحوتة في الصخر.

اما الساحة الممتدة امام المدرج فهي في الغالب ساحة الندوة (الفوروم) وينطلق من المدرج شارع تحيط الاعمدة بجانبيه ويبلغ طوله اكثر من (800) متر وهو يشطر المدينة الى شطرين من الشرق الى الغرب وكانت ترتفع على جانبيه المباني الرئيسية وعلى بعد (300) متر من البوابة الشرقية تقوم ساحة مبلطة هي في الاصل بازيلكيا رومانية (مبنى لشؤون ادارة المدينة) لها ثلاثة مداخل وعلى جانبيها اعمدة «كورنثية» اعيد نصب معظمها حديثا وقد كشفت حفريات المعهد الالماني عن كنيسة بيزنطية ذات ثماني اضلاع في جهتها الجنوبية والى الجانب الغربي من «البازليكا» يتفرع شارع مبلط بني على جانبه (15) حانوتا وهو يصل الى المدرج الغربي الذي يضم (24) دورا من المقاعد ويبلغ قطره (58) مترا وعند مطلع الدور الاول تمثال من الرخام وبيده قرن الخصب والى الغرب من المدرج بناء ذي ثمانية اضلاع كان حماما بيزنطيا، وهناك حمام آخر ويدعى حمام «هراقليدس» الى الشمال وفيه اربع برك للماء وتزين ارضيته الفسيفساء وبالقرب من هذا الحمام ظهر مدفن وجدت فيه كتابة يونانية بالشعر تقول: اليك اقول ايها المار كما انت كنت انا وكما انا تصير انت.

اماكن سياحية في أم قيس

 

واذا تابع الزائر سيره غربا في شارع الاعمدة فأنه يصل الى مدفن عائلي ظهر عام 1968 وله باب من الحجر الصلد بدفتين وتعلو غرفة الدفن قبة بداخلها (18) خزانة وضعت فيها النواويس الحجرية وتمتد الطريق من هذا المدفن حتى تصل الى حلبة السباق التى ترى آثارها بين الحقول والى الغرب منها برجان للمراقبة من هنا يستطيع الزائر ان يتمتع بمنظر رائع لبحيرة طبريا وهضبة الجولان.

وتبذل وزارة السياحة والآثار الأردنية حاليا جهودا كبيرة لتنفيذ عدة مشاريع في ام قيس لعلها تعيد ربيع الحياة الى سمفونية الارض الخالدة.

إنضم لقناتنا على تيليجرام