يعد فيتامين ب 3 أو ما يسمى بالنياسين من الفيتامينات الذائبة في الماء والهامة لصحة الجسم ، حيث أن له دور هام في صحة الجهاز الهضمي وصحة الجلد والجهاز العصبي ، ويشتق اسم النياسين من حمض النيكوتينك ، وله صور عديدة مثل النيكوتيناميد والنياسيناميد ، ولكل منهما استخدامات عديدة .
ومن المصادر الغذائية الطبيعية للنياسين الخميرة واللحوم والأسماك والبيض والحليب والمكسرات والخضروات الخضراء والفول والبقول والحبوب ، كما يستطيع جسم الإنسان صنع النياسين من مادة التريبتوفان وذلك ما أقره معهد الصحة الوطني .
فوائد فيتامين النياسين :
مثله مثل باقي الفيتامينات حيث له دور في تكسير الكربوهيدرات والبروتينات والدهون وتحويلها إلى طاقة ، كما أنه يساهم في دعم وظيفة الغدد والكبد ،كما يدخل في تكوين عدة هرمونات تفرزها الغدة النخامية ، ويساعد الكبد في التخلص من السموم الموجودة بداخله .
كما يساعد النياسين في علاج الصداع النصفي ومشاكل الدورة الدموية والدوخة ويقلل الإسهال المصاحب لمرض الكوليرا ، بل وأثبتت بعض الدراسات أن تناول النياسين ، يقلل من أعراض الجلطة الدماغية .
حيث أجريت دراسة على فئران التجارب في مستشفى هنري فورد ، ووجد أن الفئران التي تتناول النياسين تتكون لديهم شعيرات دموية جديدة ، ووجد أن الجلطات الدماغية تحدث نتيجة إنسداد في الشعيرات الدموية التي تغذي المخ .
ووجدت أكثر من 2000 دراسة أن تناول فئران التجارب للنيكوتيناميد يساعد في تجديد التلف الناتج من الجلطة الدماغية ، ووجد أن فيتامين ب 3 يساعد في علاج بعض أنواع السرطان مثل سرطان الجلد
كما وجد أن وضع جل النياسيناميد تركيز 4% لمدة شهرين بمعدل مرتين يوميًا يحسن من حالة حب الشباب مقارنة بتأثير جل الكلينداميسين تركيز 1% ، كما وجد أن النياسين يساعد في الانتصاب لدى الرجال التي تعاني من ضعف الانتصاب .
كما أكدت دراسة حديثة أجريت في عام 2017 م على دور النياسين في علاج التهاب القولون ، حيث وجدت الدراسة أن فئران التجارب التي تتناول النياسين يقل لديهم معدل حدوث تلف القولون عن غيرهم من الفئران التي لم تتناول النياسين .
النياسين والكوليسترول :
يشتهر النياسين بقدرته على خفض معدل الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار في الدم ، وأثبتت الدراسات أن النياسين له قدرة على رفع معدل الكوليسترول الجيد بنسبة 30% ، وبالتالي فإن للنياسين دور هام في علاج نسبة الكوليسترول المرتفعة في الدم .
كما نُشرت دراسة في الصحيفة الطبية في انجلترا تفيد بأن الأشخاص التي تتراوح أعمارهم من 50 – 80 عام ، ويعانوا من أمراض في القلب والأوعية الدموية ، ويتناولوا مادة الأستاتين كمادة علاجية مدمجة مع النياسين ومادة الاروبيبرانت التي تعالج وهجات الوجه التي يسببها النياسين ، وجد أنه تزيد لدى هؤلاء الأشخاص معدل الوفاة ، نظرًا للأثار الجانبية الضارة للنياسين ، مثل مشاكل في الكبد وحالات من النزيف وعدم القدرة على التحكم في معدل سكر الدم ، لذا يجب الحرص من قبل الأطباء ع وصف النياسين ، ويجب أن يوصف في الحالات الشديدة فقط ، منعًا لحدوث المضاعفات رغم أن النياسين عند دمجه بمادة الاستاتين يساعد في خفض مستوى الكوليسترول الضار المرتفع .
الوهجات الحرارية المصاحبة للنياسين :
أحد الأعراض الجانبية لمادة النياسين هي حدوث وهجات حرارية وشعور بالدفء والحرارة مع إحمرار وحكة ، وهو عرض مزعج ويزول بعد مرور ساعات قليلة من تناوله ، وهناك نوعان من أقراص النياسين أحدهما سريع المفعول ، وهو يسبب حدوث وهجات حرارية شديدة ، والآخر ممتد المفعول وهو يعطي تأثير أقل في حدوث الوهجات الحرارية ، لكنه يسبب تلف للكبد .
نقص النياسين وجرعته :
في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية ، تقل معدلات حدوث نقص النياسين وتحدث فقط لدى الأشخاص التي تدمن الكحوليات ، ومن أعراض نقص النياسين حسب ما أقرته جامعة الميرلاند ، هو حدوث قيء وتعب واكتئاب وعسر هضم وضعف في الدورة الدموية وإسهال وتشقق والتهاب في الجلد ومشاكل في الهضم ، وهي حالة تعرف بإسم pellagra .
الجرعة الموصى تناولها من النياسين :
وهي تختلف حسب العمر والنوع والحالة الصحية العامة ولكن في المتوسط تعد الجرعة اليومية للرجال والسيدات هي من 14-16 مللي جرام يوميًا ، كما يجب استشارة الطبيب قبل تناول النياسين منعًا لحدوث التداخلات الطبية الدوائية ، كما أن تناول جرعات عالية من النياسين يستلزم الأمر تحليل معملي لفحص وظائف الكبد والعضلات ، خاصة عند تناول جرعات تصل إلى 1-2 جرام في اليوم .
ولكن يعتقد الأطباء أن الفيتامينات التي تذوب في الماء مثل فيتامين ج وفيتامين ب المركب لا يسبب أي أعراض تسمم ، عند تناول جرعات عالية منه لكن يجب الحيطة والحذر في تناول المكملات الطبية التي تحتوي على نياسين ، ويفضل تناوله من مصادره الغذائية .