كان العرب من عمار بيت الحرام يفخرون بالسقاية والرفادة ويهتمون لذلك، كما أن الإسلام قد جاء فعد ذلك من الخير لكنه قدم عليه الجهاد في سبيل الله والإيمان، فمن كان مؤمناً وقام بهذا الواجب أصاب أعلى درجات الخير، وقد بين الله تعالى ذلك في كتابه فقال (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).
توسعة الحرمين الشريفين
يعتز المسلمون بأن لديها من الأماكن المقدسة ما يشد الرحال إليها، وهي المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، حيث أن أول مسجدين في المملكة العربية السعودية والأخير في فلسطين.
ويعد الحرمان الشريفان المسجد الحرام الذي يوجد فيه الكعبة التي يزورها المسلمون لأداء مناسك الحج والعمرة في مكة، واختلف العلماء في من بناها حيث أن بعضهم يرجع ذلك للملائكة، لكن المتفق عليه أن من رفع قواعد البيت الحرام أو الكعبة إبراهيم وابنه اسماعيل عليها السلام.
أما المسجد النبوي فهو في المدينة المنورة بناه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة عقب مسجد قباء، كما أنه يحظى بمكانة عالية لدى أهل الإسلام.
توسعة الحرمين الشريفين تاريخياً
ولأهمية هذه الأماكن فإن ملك المملكة العربية السعودية يطلق عليه لقب خادم الحرمين الشريفين لأهمية ذلك، كما أن الزيارة الكبيرة لهذين المعلمين دفعت أمراء البلاد للسعي في توسيع هذين المكانين.
فقد كانت التوسعة الأولى التي أُجريت على مساحة المسجد الحرام في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، حيث أمر بتوسعة المسجد بنحو خمسمائة وستين م2، وكان ذلك في السابع عشر للهجرة، وتعرض خلال فترة خلافة الفاروق للهدم إثر تدفق سيل جارف إليه.
ثم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه أمر بتوسيعه مراً حتى أصبحت مساحته تمتد إلى4390 م2، ثم في الدولة الأموية والعباسية كان الأمر ذات الشيء من التوسيع والسعي في ذلك.
توسعة الحرمين من الدولة السعودية
شهدت فترة الدولة السعودية توسعات كبيرة طرأت على المسجد الحرام بدءاً من عهد خادم الخرمين الشريفين عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود حيث أجرى صيانة كاملة للمسجد وأصلحه، من ترميم وطلاء وإصلاح قبة زمزم، وتقديم خدمة للمصلين بوقايتهم من أشعة الشمس الحارقة بتركيب المظلات، والتبليط بالحجر في المساحة ما بين الصفا والمروة، وآخرها كان في عام 1373 هجري.
تمثلت بإدخال الإنارة الكهربائية إلى المسجد الحرام وتركيب المراوح الكهربائية لتخفيف حرارة الجو على المصلين به، أما في عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود فكانت بداية مشروع التوسعة في عام 1375 هجري، إذ أصبحت بفضل هذا التوسع تتسع لخمسين ألف مصلٍّ، واستمرت فترة التوسعة مدة بلغت العشر سنوات.
في الثالث والعشرين من شهر شعبان عام 1375 للهجرة تم وضع حجر الأساس لهذه التوسعة، وشملت عدداً من المشاريع من بينها افتتاح الشارع المواري للصفا، وتشييد ثلاثة طوابق وأقبية، وإضافة الشمعدانات وصحن المطاف والمقامات الأربعة، ثم شهدت توسعات في عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، ثم في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود شملت ثلاثة محاور من بينها توسيع الحرم المكي حتى أصبح يتسع لمليوني مصلي، والمحور الثاني يشمل الساحات الخارجية والتي تضم دورات المياه والممرات والأنفاق.
ويبقى المسجدان الحرام والنبوي معلمان من معالم المسلمين، اللذين يشغلان لديهم مكانة عظيمة في قلوبهم وتهفو القلوب إلى الوصول إليهم في كل حين.