عندما كنت أذهب إلى صالة الألعاب لممارسة الرياضة في الماضي ، كنت كثيرًا ما أسمع الناس يتحدثون عن فوائد البطاطا الحلوة للجسم ، وكان جميع الشباب الأقوياء في صالة الألعاب يأكلونها ، وبما أنني كنت أقل فضولًا من الآن ، فما كان منِّي إلا أن أتبع نصائحهم وحسب ، فكنت أتناول الكثير من البطاطا الحلوة بكثرة ، بالإضافة إلى بقية طعامي بكل تأكيد.
حقيقة استخدام البطاطا لبناء الجسم :
لكن في النهاية أدركت أن البطاطا الحلوة ليست حلًا سحريًا للحصول على جسم قوي ومثالي ، وبالرغم من أنني مازلت أضمها إلى قائمة طعامي اليومية ، إلا أنني قد خفضت من سقف توقعاتي لأثرها على بنية جسمي بشكل عام.
فالحقيقة أنها مصدر مهم للكربوهيدرات بالإضافة إلى طعمها الحلو وسهولة طهيها ، مما يجعلها مفضلة لدى الكثيرين .
لذا في هذا المقال سوف أناقش أثر البطاطا الحلوة على الصحة وبناء الجسم ، وسأُجري مقارنة بينها وبين البطاطا العادية واليام .
أصل البطاطا الحلوة :
البطاطا الحلوة هي نباتات درنية ، بدأت زراعتها في وسط وجنوب أمريكا ، ثم انتشرت في كل أنحاء العالم ، يوجد لها العديد من الأشكال ، ولكن الشكلين الأشهر في الولايات المتحدة أحدهما حنطية (سمراء) من الخارج وبيضاء من الداخل ، والأخرى نحاسية من الخارج وبرتقالية اللون من الداخل.
ما هي مميزات البطاطا الحلوة ؟
إذا كنت ترغب في زيادة وزنك ، فأنت بالطبع تحتاج إلى الكربوهيدرات ، أما إذا كنت ترغب في خسارة الوزن ، فهناك بعض الأنظمة الغذائية التي تنصح بتناولها ، لكنها لن تكون الخيار الأمثل لخسارة الوزن على أية حال.
وبالرغم من مذاقها الحلو إلا أنها تحتوي على نسبة قليلة من الجلوكوز مقارنة بغيرها من النشويات ، لذا فهي لاتؤدي إلى ارتفاع نسبة هرمون الأنسولين في الدم.
هذا بالإضافة إلى احتوائها على نسبة عالية من فيتامين أ على هيئة بيتا كاروتين ، والذي يُعتبر مضادًا قويًا للأكسدة حيث يقضي على الشوارد الحرة التي تضر بخلايا الجسم ، وكلما زاد اللون البرتقالي في البطاطا ، دلَّ ذلك على احتوائها نسبة أكبر من البيتا كاروتين.
كما أنها تحتوي أيضًا على نسبة عالية من فيتامين ب و ج والمنجنيز والنياسين والثيامين والبوتاسيوم ، علاوة على أنها تساعد على هضم البروتين بشكل جيد.
نسبة السكريات في البطاطا الحلوة :
كما أشرنا سابقًا ، البطاطا الحلوة بها نسبة قليلة من الجلوكوز ، ولكن هذا يتوقف بصورة كبيرة على طريقة طهو هذه البطاطا.
فقد قارنت عدد من الدراسات بين طرق طهي البطاطا المختلفة ونسبة الجلوكوز فيها فوجدوا أن البطاطا المغلية في الماء تحتوي على أقل من نصف معدل الجلوكوز الموجود في البطاطا المشوية في الفرن ، فكلما زاد وقت تعرضها للنار كلما زاد معدل الجلوكوز بها.
لذا إذا كنت تحرص على عدم ارتفاع نسبة الأنسولين لديك ، احرص على طهو البطاطا لمدة زمنية قصيرة حتى تبدأ في النضج فقط.
مقارنة بين البطاطا الحلوة واليام :
قد تبدو البطاطا الحلوة مشابهة تمامًا لليام ولكن الحقيقة أنهما مختلفتان كليًّا ، فقد بحثت حولهما فتوصلت إلى عدة فروق بينهما :
الفرق الأول هو الشكل الخارجي ، حيث أن البطاطا الحلوة قشرتها فاتحة اللون وناعمة ورقيقة ، بعكس قشرة اليام التي تكون داكنة وقاسية وسميكة.
الفرق الثاني هو الحجم ، حيث أن اليام تبدو أكبر بكثير في الشكل والحجم من البطاطا الحلوة ، فقد يصل طولها إلى ثمانية أقدام ويتجاوز وزنها المائتين باوند.
أما فيما يخص السعرات الحرارية ، فإن جرام اليام يحتوي على عدد أكبر من السعرات الحرارية مقارنةً بجرام البطاطا الحلوة ، بينما تحتوي البطاطا الحلوة على نسبة أكبر من البيتا كاروتين (فيتامين أ).
كلتاهما تحتوي على نسبة قليلة من البروتين والدهون ونسبة عالية من الألياف ، بينما اليام تحتوي على نسبة أكبر من السكريات والكربوهيدرات.
أما بالنسبة للمذاق فالبطاطا الحلوة أحلى مذاقًا بشكل ملحوظ من اليام.
مقارنة بين البطاطا الحلوة والبطاطا العادية :
البطاطا الحلوة والبطاطس العادية تحتويان تقريبًا على نفس نسبة السعرات الحرارية والبروتين والكربوهيدرات ، كما أن نسبة السكريات تُعتبر متشابهة إلى حد كبير.
أما فيما يخص القيمة الغذائية ، فالبطاطا الحلوة تحتوي على نسبة أكبر ، فيتامين أ و ج ، وفيما عدا ذلك تكون نسب بقية الفيتامينات أكبر في البطاطا العادية عنها في البطاطا الحلوة.
لكن مما أفسد من الفيمة الغذائية للبطاطا العادية هو انتشار تناولها في صورة رقائق أو أصابع مقلية في الزيت ، مما يحدث خللًا في قيمتها الغذائية ، بينما في حال طهيها على البخار أو في الميكرويف ،فإن ذلك يحفظ قيمتها الغذائية كاملة.
خلاصة القول :
البطاطا الحلوة ليست غذاءً سحريًا ولكنها مصدر جيد للكربوهيدرات ، وبها نسبة عالية من فيتامين أ.
هناك اختلاف بين البطاطا الحلوة واليام والبطاطا العادية من حيث الشكل والطعم ، أما من حيث القيمة الغذائية فهناك اختلافات طفيفة.
لا تتسبب البطاطا الحلوة في زيادة الوزن بشكل كبير كما هو معروف عنها نظرًا لانخفاض نسبة السكر بها ، بل قد تفيد في بعض الحميات الغذائية التي تقتضي تناول الكربوهدرات.