لقد جعل الله الباقيات الصالحات من أحب الأعمال إليه عز وجل وأكثرها الأعمال ثواباً، وهذا ما أجمع عليه العلماء أن الباقيات الصالحات من أكثر الأعمال التي ترضي الله تعالى، لقوله تعالى في سورة البقرة {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون}، وقوله تعالى في سورة مريم {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا}، والباقيات الصالحات هي الأعمال الصالحة التي يبقى أجرها وثوابها للمسلم في صحيفته، وهن سبيل لمحو الذنوب والمعاصي، وغفران الله تعالى وهن من كنوز الجنة، الدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرهم حيثُ قال:[ قل سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنهن الباقيات الصالحات، وهن يحططن الخطايا كما تحط الش جرة ورقها، وهي من كنوز الجنة].
ما معنى الباقيات الصالحات
والباقيات الصالحات تشمل الصلوات الخمس وأذكار المسلم، والباقيات الصالحات ما ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: [ استكثروا من الباقيات الصالحات، قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: الملة أي الشريعة والدين، قيل وما هي يا رسول الله؟ قال: التكبير، والتهليل، والتسبيح، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله]، أي هن التكبير والتسبيح والتحميد والتهليل والحوقلة، وقد أختلف العلماء فمنهم قال أنهم الصلوات الخمسة، ومنهم من قال الصيام والحج والزكاة، ومنهم قال هن التسابيح والأذكار، وذهب أكثر العلماء أنهم التسابيح والأذكار لورود الأحاديث الصحيحة بذلك.
- التسبيح : هو ذكر الله تعالى سبحان الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم [أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرك بأيهن بدأت].
- التكبير : هو تعظيم الله عز وجل وأنه تعالى لا مثيل له وأنه تعالى هو خالق جميع الكائنات، قال تعالى في سورة البقرة {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.
- التهليل : وهو أن يذكر المسلم بصوته أو يخفيه بقول لا إله إلا الله، أي أن الله واحد لا شريك له وهو على كل شيء قدير، قال الله تعالى {قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ}.
- الحمد : هو حمد الله تعالى وشكره على جميع نعمة التي أنعم الله بها على الإنسان، حمد الله وشكره يزيد رزق المسلم وينعم الله على الإنسان من الخيرات ما لا يعد ولا يحصى، فقد ورد في سورة يونس قول الله تعالى { وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
- الحوقلة : وهي ذكر الله حول ولا قوة إلا بالله، أي الخروج من حول الإنسان إلى حول الله وقوته.