التفاؤل يعرف بميل الشخص أو نظره إلى جميع الأحداث التي تدور من حوله بنظره إيجابية، ولا يقتصر عند ذلك الحد بل انه يتوقع النتائج الأفضل وحدوث الأمور الإيجابية، ومن المعروف أن هذه الميزة هي المفهوم المضاد لمفهوم ومعنى التشاؤم، ومن الجدير بالذكر أن الشخصية المتفائلة تكون إيجابية بخصوص أمور حياتها.
التفاؤل بالله
- يقصد أن يكون الشخص متفائل بالله ومع الله، وأن يكون دائم متوقع الأفضل من حيث الأقدار التي كتبها الله سبحانه
وتعالى له في مختلف جوانب حياته من زواج وصحة ورزق. - وذلك بمعنى أن يكون على ثقة أن الله لم يكتب عليه شيء يضره بل يكتب له كل الخير في حياته أيضا وفي دار
الآخرة. - والرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان يحث الصحابة على التفاؤل بالله وبنصر الله في كثير من غزاوته التي
كان يعتقد الصحابة انه سوف ينهزمون، به مثل عزوتي بدر واحد. - ونحن يجب علينا أن نأخذ من رسولنا قدوة وبما انه كان متفائل يحب التفاؤل ومتفائل مع الله فنحن يجب علينا أن
نتبعه في ذلك ومن الأحاديث التي كان الرسول يحث الصحابة بضرورة التمسك بالتفاؤل بشكل عام في جميع
أمور الحياة والتفاؤل بالله ومعه بشكل خاص قول (يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا).
التفاؤل في الحياة
- أن يكون الشخص متمتع بشخصية إيجابية ونظرة تفاؤل هو الذي يتأخذ من التفاؤل دافع ومحفز يرفع من معنوياته ويساعده على تحقيق الأهداف التي يسعى إليها في حياته.
- بعكس المتشائم فهو الذي يعيق نفسه بنفسه من تحقيق ما يراد بسبب شخصيته السلبية.
- فالشخص المتفائل في الحياة هو أكثر سعادة تمتع بهجة حتى لو وجد في طريقه ما يعيقه عن تحقيق أحلامه.
- حيث يستخدم ذلك الشخص الإيجابي التفاؤل سلاح يحميه من الحزن وفي نفس الوقت محفز لتحقيق تلك الأهداف.
التفاؤل بالخير
من أحاديث الرسول التي يحث به صحابته على أن نظره التفاؤل في الحياة تجلب للشخص الخير والسعادة وتحميه من أن يصاب ب التشاؤم الذي إذا أصيب الشخص يغير مفهومه عن الحياة، فبعد إن كان ينظر إليها بنظرة سعادة وفرح أصبح حزين متوقع الأشياء السيئة، وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم (تفاءلوا بالخير تجدوه).
التفاؤل في الإسلام
- التفاؤل والتحلي: به مداخل من مداخل التوكل على الله، لأن الشخص المتفائل على يقين تام بأنه الخير سيحدث له بفضل ثقته في أن الله عز وجل لم يكتب عليه الشقاء بل كتب له السعادة والفرح في مختلف أقداره.
- الرسول صلى الله عليه وسلم في مواضيع كثيرة كان يحث صحابته على التحلي بالتفاؤل والثقة بالله والأمل، سواء كان ذاك في الغزوات أو في التفاؤل بخصوص الثقة بالله من حيث الأقدار والغيب، ومن حيث أن الشخص المتفائل يكون أكثر سعادة وفرح وحب وأكثر تحقيقا لما يريد في الحياة.
- لذا يجب علينا أن نتبع سنن الرسول والتي من ضمنها التفاؤل بالله والحياه والتحلي به في كل شيء.
- ولقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (بشروا ولا تنفروا)، وقال أيضا (تفاءلوا خير تجدوه) وغير ذلك من الأحاديث.
التفاؤل والأمل
بعض من أجمل العبارات التي ذكرت على مر التاريخ من حكماء وأدباء وكذلك شعراء كانت تجمع بين التحلي بالتفاؤل والتمتع بنظره الأمل:
- يمكن للإنسان أن يعيش بلا بصر لكن لا يمكنه أن يعيش بلا أمل.
- تذكر يا صديقي أن الأمل من الأشياء الجيدة، والأشياء الجيدة لا تموت أبدا.
مفهوم التفاؤل
نظرة الشخص المملوءة بالأمل بالنسبة للأحداث المحيطة به على الرغم من كونها غير محببة وليست جيدة ولكنه يتوقع حدوث الأفضل والأمور الجيدة، فهو دائم الاعتقاد بوجود النهايات السعيدة وانتصار الخير في النهاية.
التفاؤل في القرآن
- (لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا).
- (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله).
- (قال لا تخافا أنني معكما أسمع وأري).
التفاؤل بالشر
- الكثير يعتقد أن التفاؤل يكون مقتصر على توقع حدوث الخير فقط وهذا صحيح في أغلب الأحوال ويعتبر الأصح.
- ولكن هناك انتظار حدوث الشر (التشاؤم) وهو أن يتوقع الإنسان لنفسه مثلا أن يصاب بمصيبة على وشك الحدوث وأمر غير محبب.
- فهذا ليس تشاؤم ولكن يسمى الفأل فهو تفاؤل وتوقع حدوث أمر ما ولكن الأمر له واقع وأثر مرير على حياته ونفسه.
- ويمكن استعمال ذلك وتحويله إلى تفاؤل بالخير مثل إذا كان هناك شخص ما مثلا على موعد مع أحد في مكان وأحس بانقباض قلبه وقال في نفسه شعرت بقبضه وضيق نفس من هذا المشوار لن اذهب إليه، فبالفعل عدم ذهابه إلى ذلك المشوار مكنه من عدم الوقوع في مصيبه أو امر لا تحمد عقباه.