بيَّنت الدراسات أن الطلبة المصابون بالتوحُّد يُعانون من تحديات خاصَّة أثناء عملية التعلُّم ، فبرغم أن الكتابة من المهارات الأساسية الهامَّة لكي يتمكن الطفل من النجاح في بيئته الدراسية ، إلَّا أنها تُعتبر تحديًا لأطفال التوحُّد ، وذلك لما تتطلبه هذه المهارة من تعاون وقوة عضليَّة وتخطيط حركي ومهارات لُغويَّة وتنظيم ومسائل حسيَّة.
يُعاني أطفال التوحُّد من هذه الأعراض :
-ضعف ملحوظ في التواصل.
-عجز تام أو جزئي في لغة المحادثة.
-تكرار الكلمات.
-ضعف في استقبال اللغة.
-ضعف في اللغة الاجتماعية والسلوك الاجتماعي.
-سلوك التنبيه الذاتي مثل قلب الأصابع أو حركة الأيدي باستمرار.
بعض الأطفال المصابين بالتوحد يستفيدون من وسائل التواصل المختلفة مثل الأجهزة اللوحية والأيباد وغيرها من وسائل التواصل السهلة.
أهمية الكتابة :
تسمح الكتابة للأفراد بترجمة مشاعرهم على شكل نصوص مكتوبة ، كما تُساعد الأطفال العاجزين عن الكلام على التعبير عن احتياجاتهم ، بالإضافة إلى أهميتها لمواصلة المراحل الدراسية.
نصائح لتعليم الكتابة للأطفال الذين يُعانون من التوحد :
يُعاني مُعظم أطفال التوحد من بعض الصعوبات الحركية ، التي تتجلَّى في ضعف القدرات الكتابية وتنسيق الخط.
علاج اليدين :
يُوصَى بالعلاج اليدوي للأطفال الذين يُعانون من صعوبات حركية بسيطة ، حيث يكون الهدف من العلاج هو مساعدة الطفل على تقوية عضلات اليد ، ويستطيع المعالجون المهنيون المساعدة في هذا الأمر بشكل جيد ، لذا تحرص أغلب المدارس على الاستعانة بهؤلاء المعالجين.
هناك الكثير من أنشطة العلاج اليدوي ، منها على سبيل المثال لا الحصر :
-رسم أشكال عمودية :
يُمكنك تقوية عضلات طفل التوحُّد عندما تطلب منه أن يرسم شكلًا عموديًّا ، وعندما يبدأ في رسم الشكل العمودي لأعلى ولأسفل ، فإنه يُقوِّي عضلات الرسغ ، يُمكنك الاستعانة بأوراق الحائط المغناطيسية ، وتشجيع الطفل على الكتابة عليها.
-الضغط :
تساعد هذه الطريقة على بناء العضلات بشكل رائع ، ضع ضمن ألعاب الطفل دائمًا كرات الضغط وطين الصلصال لكي تشُر بتحسُّن في عضلات أصابعه ، وابدأ أولًا بالأشياء الليِّنة ثم الأقل ليونة وهكذا ، وفقًا لمراحل التطوُّر العلاجي.
-الأُربطُة المطاطيَّة :
اللعب بالأربطة المطاطية يساعد على تقوية عضلات الذراعين والرسغين.
تهدف جميع هذه الممارسات إلى تقوية العضلات اللازمة لممارسة مهارة الكتابة ، فإن تمَّ تطبيقها بطريقة صحيحة ، ستُصبح يد الطفل وأصابعه جاهزة لبدء ممارسة الكتابة بعد فترة قصيرة.
ما هي الأنشطة التي تُشجِّع طفل التوحد على الكتابة ؟
الابتكار والتفكير خارج الصندوق من الأمور الهامة لتتمكَّن من جذب انتباه الطفل ، فمن الممكن أن تبدأ برسم خط عمودي مثلًا ، ثم تطلب من الطفل نسخه ، ثمَّ ترسم خطًّا أفقيًّا وهكذا ، وقد يكون من الضروري أن تضع يدك فوق يد الطفل ، فهذا التصرُّف من شأنه أن يدعم الطفل ويطوِّر مهاراته.
عند البدء في كتابة الحروف ، من الأفضل استخدام أوراق كبيرة مسَطَّرة ، اكتب عليها الحروف بخط سميك ، ثم اطلب من الطفل تحديدها.
نظرًا لأن الهدف من كل هذه الأنشطة هو حث الطفل على الكتابة ، يُفضل ألا تكتفي باستخدام الأوراق وأقلام الرصاص فحسب ، وإنما عليك تشجيع الطفل على الكتابة في أي مكان ، مستخدمًا في ذلك أدوات مختلفة ، مثل الألوان الخشبية وأقلام التحديد ذات الألوان الزاهية ، كما يوجد بعض أقلام التحديد على شكل حيوانات لجذب انتباه الطفل وتشجيعه على استخدامها.
يساعد الرسم على تعلُّم الكتابة :
استخدم الألوان والرسومات في تنمية قدرة الطفل الحركية ، والتي تتوافق بشكل كبير مع تلك اللزمة لممارسة الكتابة.
انتبه للمشاكل الحسية المرتبطة بالكتابة :
يُعاني الكثير من الأطفال المصابون بالتوحد من مشاكل حسيَّة ، فقد يؤدي تضخُّم الرؤية والسمع والشم وزيادة الحركة إلى حدوث انهيار لطفل أثناء تعليمه شيئًا جديدًا ، كما أن أغلب أطفال التوحد لديهم مشكلة في الجلوس لفترة من الوقت ، لذا يجب الحرص على تغيير وضعيات الجلوس ، ومنحهم بعض الفواصل الحركية أثناء فترة التعلُّم.
كُن مرنًا :
تذكَّر أن تجعل الكتابة أمرًا ممتعًا ، وإن شعُرت أن طفلك يعاني مزاجًا سيئًا ، استمع اليه ولا تنزعج من تصرفاته ، لكي تتجنب النتائج العكسية.
تختلف طرق التعلم من طفل لآخر ، وفي حالة إجبار الطفل على طريقة لا تناسبه ، فأنت تخلق بداخله المزيد من المقاومة لعملية التعلُّم ، لذا يجب عليك فهم احتياجات طفلك الخاصة ووضعها في الاعتبار.