شكلت الحملة المرورية التي أطلقتها مؤخرًا إدارة الأمن العام بوزارة الداخلية تحت عنوان «اعقلها وتوكل» مناسبة وطنية شارك فيها الجميع وعلى أعلى المستويات بهدف الحد من ازدياد عدد حوادث السير التي أصبحت تؤرقنا وتتسبب في إلحاق خسائر بشرية ومادية فادحة بنا.
ناهيك من الإعاقات الجسدية التي تعرض لها الآلاف، وبهذا فإن حوادث السير المسجلة في المملكة العربية السعودية تعد من أعلى النسب في العالم، وهي مؤشر خطير وتمثل مشكلة صحية تعتبر مسببًا رئيسًا لوقوع الإصابات ناهيك من الوفيات والإعاقات المختلفة.
وتحرص مختلف الجهات الرسمية والأهلية على بذل المزيد من الجهد للحد من حوادث السير وآثارها المخيفة، وذلك من خلال نشر مفهوم الثقافة المرورية بين أفراد المجتمع ككل لتوعيتهم بأصول السلامة المرورية وقواعدها والعامة، ولعل أكثر الفئات التي يتوجب علينا، آباء ومربين توعيتهم، هم أبناؤنا الطلبة ولاسيما أن المؤشرات تدل على أن نسبة كبيرة من الذين يتعرضون لحوادث سير مختلفة من المشاة هم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سن الخامسة عشرة، وتزداد المشكلة تعقيدًا عند قيادة هؤلاء سيارات آبائهم في غفلة منهم وهم دون السن القانونية المسموح بها لقيادة السيارات.
من هنا تقع على عاتق المجتمع بأسره مسؤولية الحفاظ على أرواح أبنائه وعدم التفريط فيهم حتى لا تروح الروح، ويصبح الطفل أو المصاب معاقًا أو عبئًا نفسيًا وماديًا على البيت والدولة.
إن تنفيذ الحملات التوعوية والإرشادية على مختلف الصعد وبمشاركة الجميع لهي دليل صحة وعافية وخطوة في الاتجاه الصحيح نحو نشر ثقافة مرورية سليمة بين أفراد المجتمع تسهم في الحفاظ على سلامته ويحقق الأمن والرضا للجميع بإذن الله