إن ظاهرة الإصابة بالحمى شائعة نوعًا ما بين الأطفال ، وفي بعض الأحيان يتطلب الاهتمام والتدخل السريع للعلاج سواء في المنزل أو عن طريق الذهاب للطبيب لكن أغلب الحالات يمكن السيطرة عليها في المنزل .
ما هي الحمى ؟
تعتبر الحمى هي ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 38 درجة مئوية أو أعلى ، وهي إحدى طرق الجسم لمحاربة العدوى ، ويمكن أن تتطور الحالة بسرعة أو تزداد درجة الحرارة ببطء ، فإذا لمستِ وجه طفلك وشعرتي به ساخنًا أو أصبح لون الوجه أحمرا ؛ يجب فورًا التأكد من درجة حرارة جسمه عن طريق الترمومتر .
إن درجة الحرارة الطبيعية المعتادة للأطفال هي من 36.5-37 درجة مئوية ، ولكنها قد تختلف من طفل لآخر حسب العمر أو النشاط الذي يمارسه الطفل أو حتى يمكن أن تختلف درجة الحرارة حسب التوقيت في اليوم أو أجزاء الجسم المختلفة ، حيث تنخفض درجة الحرارة في الساعات الأولى من الصباح وترتفع بداية من أواخر وقت الظهيرة وبداية المساء .
ما الذي يسبب الحمى عند الأطفال ؟
تعد العدوى هي السبب الأكثر شيوعًا للحمى عند الأطفال ، ويتسبب في تلك العدوى العديد من الفيروسات منها المسئول عن نزلات البرد أو التهابات الجهاز التنفسي أو الأمراض المعدية الشائعة في مرحلة الطفولة مثل جدري الماء ، وتلك الأنواع من العدوى لا تدوم لفترة طويلة ولا تحتاج الكثير من العلاج .
ولكن بعض من تلك العدوى التي تسببها البيكتريا تحتاج في علاجها المضادات الحيوية ، وتشمل هذا الأمراض التهاب الأذن والحنجرة أو التهاب المسالك البولية أو الالتهاب الرئوي أو تلوث الدم أو التهاب السحايا .
وعلى سبيل المثال : عند الإصابة بالتهاب في الحلق وحدوث الحمى فإن ذلك قد يكون سببه ما يسمى بالعقدية أو السبحية أو المكورة العقدية ، وإذا لم يتم العلاج باستخدام المضادات الحيوية ؛ فإن هذه العدوى يمكن أن تؤدي إلى الحمى الروماتيزمية أو تلف القلب .
وهناك بعض الأسباب الأخرى غير الشائعة : للحمى ومنها الحساسية ضد بعض الأدوية أو التهاب المفاصل المزمن أو بعض الأورام أو أمراض الجهاز الهضمي .
ما هي أعراض الحمى ؟
إن الحمى في حد ذاتها نادرًا ما تكون ضارة ، ولكن ارتفاع درجة حرارة الطفل قد يجعله يشعر بعدم الراحة ؛ فقد تصيبه القشعريرة أو يبدأ في الارتجاف كلما ازداد ارتفاع شدة الحمى أو يتعرق بشدة عند بداية انخفاض درجة الحرارة ، وفي بعض الأحيان يمكن أن يشعر الطفل بالجفاف بسبب ما فقده من سوائل دون أن يعوضها .
التشنجات الحموية :
هي تلك النوبات التي تصيب الطفل بسبب الحمى ، وهي تحدث لحوالي 4% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات ، ولكنها تنتشر بين من تتراوح أعمارهم من أربع إلى خمس سنوات ، وتلك التشنجات ليس لها تأثير على الطفل على المدى الطويل ولكن يجب استشارة الطبيب على الفور عند حدوثها .
متى يجب استشارة الطبيب عند إصابة الطفل بالحمى ؟
هناك بعض الأعراض عند ظهروها على الطفل عند ارتفاع درجة حرارته تتطلب الاهتمام الفوري ، وعندها يجب عليك الإتصال العاجل بالإسعاف ، ومن هذه الأعراض :
- الخمول الشديد وعدم الاستجابة لأي نوع من الأصوات .
- فقدان الوعي أو حدوث التشنجات الحموية .
- صعوبة في التنفس أو حدوث القئ أو الإصابة بالصداع .
وكذلك عليك الإتصال العاجل بالطبيب أو طلب سيارة إسعاف إذا كان طفلك :
- أقل من ثلاثة أشهر ودرجة حرارته تخطت 38 درجة مئوية أو أعلى .
- أن يكون عمره بين 3-6 أشهر وتخطت درجة حرارته 39 درجة مئوية أو أعلى .
- أن يكون عمره أكثر من 6 أشهر ، ويظهر عليه بعض العلامات التي تدل على أنه ليس على ما يرام مثل الخمول الشديد والنعاس وبالطبع ارتفاع درجة حرارته .
كيفية التعامل مع طفل يعاني من الحمى
معظم الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال ليست خطيرة ويمكن التعامل معها من المنزل ، ولذلك ستظل الحمى موجودة بغض النظر عن تناول العلاج ، ولكن سيعود الطفل إلى درجة الحرارة العادية عند زوال سبب الحمى الأساسي سواء أكان عدوى معينة أو أي سبب أخر .
عادة ما تشير الحمى عند الرضع دون سن العام إلى مرض أكثر خطورة من الحمى ، وبذلك يتحتم عليك استشارة الطبيب في الحال.
ومع ذلك إذا كان طفلك يعاني من الحمى عليك عمل الآتي لجعله يشعر ببعض الراحة :
- الحرص على ارتداء الملابس الخفيفة ، وتغطية الطفل إذا شعر بالارتجاف .
- الحفاظ على درجة الحرارة المناسبة في الغرفة سواء عن طريق ضبط التدفئة أو فتح النافذة .
- احرص على أن يشرب الطفل الكثير من السوائل الباردة مثل الماء وعصير الليمون المخفف والشاي الخفيف والمشروبات الغازية المخففة .
- إذا لم يشعر الطفل بالجوع فإن ذلك ليس بالشئ الخطير ، ولكن يجب الاهتمام بشرب السوائل حتى لا يصاب بالجفاف .
- إن حصول الطفل على حمام بارد أو استخدام المراوح يمكن أن يزيد من أعراض الحمى ؛ لذلك يجب تجنبهم .
العلاج :
لا يوجد حاجة لإعطاء الطفل أي نوع من الأدوية إلا إذا كان يشعر بالألم وزادت عليه أعراض الحمى ، عندها يمكن إعطاؤه الباراسيتامول إذا كان عمره أكبر من شهر ووزنه مناسب ؛ لأن الجرعة الزائدة ستكون خطيرة عليه ، وكذلك عليك اتباع التعليمات المكتوبة على عبوة الدواء ، وإذا أردت الاستفسار أو التأكد من أي معلومة يمكنك سؤال الطبيب أو الصيدلي .
ويمكن إعطاؤه أيضًا إيبوبروفين إذا كان عمره 3 أشهر وما فوق ووزنه أكثر من 5 كيلوجرام ، ويجب تجنب ذلك الدواء إذا كان الطفل مصاب بالربو ما لم ينصح به الطبيب ، ويجب تجنب الأسبرين أيضًا للأطفال دون سن 16 عامًا إلا إذا وصفه الطبيب على وجه التحديد .