الغدة الكظرية والحمل .. ما هي العلاقة بين تورم الغدة الكظرية والحمل؟

الغدة الكظرية والحمل .. ما هي العلاقة بين تورم الغدة الكظرية والحمل؟

تَتمركز الغدة الكظرية فوق الكُلى ويوجد منها زوجين تَزن كل واحدة منها 4 جرام، لها قشرة خارجية تُسيطر عليها الغدة النُخامية وتُفرز هرمونات الكورتيكوستيرويدات، ويوجد علاقة وطيدة بين الغدة الكظرية والحمل حيث تَحدث بعض التغيرات التي يَجب على المرأة الحامل أن تَكون على دراية بها.

الغدة الكظرية والحمل .. ما هي العلاقة بين تورم الغدة الكظرية والحمل؟

الغدة الكظرية والحمل

قد تَظن المرأة الحامل أن التَغيرات التي تَحدث والعلاقة بين الغدة الكظرية والحمل هي تَغيير حجم الغدة، وهذا اعتقاد خاطئ على الإطلاق، ما يَحدث من تَغييرات في الغدة الكظرية والحمل ما هو إلا بعض التَغيرات في إفرازها ونشاطها، فلعل أكثر الأمور التي يتم مُلاحظتها هو زيادة الكورتيزول، والذي يَقوم بمهام ضرورية ورئيسية مثل

  • السيطرة على مُستوى السكر في البلازما، خاصًة في أوقات الشعور بالتوتر والإجهاد.
  • يُساعد في تَحطيم العناصر الغذائية وتَوزيعها بالشكل الصحيح، مثل تَحيك البروتينات للقيام بإصلاح الأنسجة.
  • يَعمل كمُضاد للالتهابات ومُضاد والحساسية.

ما هي علاقة الغدة الكظرية والحمل

يُعد الرابط الأساسي بين الغدة الكظرية والحمل هو تأثير الحمل والتَغييرات التي يَقوم بها في الغدد الصماء، والتي يَجب على المرأة الحامل وجنينها التَكيف معها، ويَشمل هذا التَطوير على الغدد الصماء الجديدة، بالإضافة إلى وحدة الأجنة، والتَغيرات التي تَحدث في الهرمونات الأنثوية، لأن في فترة الحمل يَتم إفراز كميات هائلة من هرمون الأستروجين، بالإضافة إلى قيام المشيمة هي الأخرى بإنتاج نفس الهرمون بعد ثلاث أو أربع أسابيع من الحمل، وهنا تأتي دور الغدة الكظرية والحمل (7)، في إفراز بعض الهرمونات القريبة الشبة من هذا الهرمون وهو (كبريتات ديهيدرو اندروستيرون)، والتي تَقوم بإفرازه الغدة الكظرية الجينية.

حيث تَظن الغدة الكظرية للجنين تَزن ما بين 8-10 جم، بالإضافة إلى أنها تَتكون بالحجم الأساسي حيث تُشكل بنسبة 85 % من الكُلى في المنطقة الداخلية للجنين، ثم تَتطور وتٌصبح القشرة المُخية التي تم ظهورها حديثًا إلى القشرة الناضجة للغدة الكظرية، وتُمثل 15 % فقط من الكُلى.

دور الغدة الكظرية آخر شهور الحمل

العلاقة بين الغدة الكظرية والحمل تَستمر حتى وقت المخاض، لأنها تَقوم بتَكوين كميات هائلة من الستيرويد، ثم إفراز ما يَتراوح من 100-200 مليجرام من سلائف الأستروجين حتى يَتم تَشكيل هرمون الأستروجين المشيمي، إلا أن تَقوم الغدة الكظرية الجينية لبدء المخاض وحتى تَكتمل رئة الجنين، بالإضافة إلى أنه يَنخفض مُستوى الكورتيكوتروبين في الدم للجنين مع استمرار تَقدم الحمل، ولكن لا تَتوقف الغدة الكظرية عن النمو وتَظل مٌستمرة بكفاءتها حتى الشهور الأخيرة من الحمل.

أورام الغدة الكظرية والحمل

تُعد أورام الغدة الكظرية من الأورام نادرة الحدوث، ولكنها تؤثر بشكل سلبي على صحة الأم والجنين، حيث تَنتج الأورام التي تَرتبط بمُتلازمة كوشينغ، ومُتلازمة كون، والتي تَرتبط بمُضاعفات الحمل مثل

  • ارتفاع مُستوى السكر وضغط الدم.
  • كما تَرتفع احتمالية الإصابة بتَسمم الحمل مما يؤدي إلى موت الجنين، أو حدوث نَقص في نَمو الجنين أو الأكسجين.
  • ارتفاع احتمالية تَعرض المرأة للإجهاض.
  • ولادة طفل ميت.

تَضخم الغدة الكظرية والحمل

يَحدث تَضخم بالغدة الكظرية خَلقيًا، ناتج من مجموعة اضطرابات لها علاقة بالعوامل الوراثية، وأكدت الدراسات أن ما يَحدث بسبب ضفرة ضارة في الجينيات تَتسبب في تَشفير إنزيم الكورتيزون المُنشط، والذي يَعتبر من أهم الأنزيمات الضرورية للقيام بعملية التَخليق الحيوي، وتُعتبر السمة المٌشتركة في حدوث هذه الاضطرابات هي تَقليل رد الفعل السلبي الذي يَحدث في تَثبيط الكورتيزول وتَحفيز إفراز هرمونات الغدة النُخامية وبوجه خاص (هرمون القشرة).

حيث أكثر من 90% من الحالات تُعاني من نَقص CAH إنزيم 21-هيدروكسيلاز، ويَرجع بسبب الإصابة بمرض نادر يُعرف باسم 17alpha-hydroxylase، ولقد أثبتت الدراسات أن النساء التي عانت من انخفاض معدلات الخصوبة هي من تُعاني من نَقص CAH-21، ويُساهم في حدوث ذلك الهرمونات الأنثوية الغير كافية، وإفراط هرمون الأندروجينية، بالإضافة إلى العلاج ببدائل السكر، وعدم التَدخل الجراحي لعلاج الأمور التي تَحتاج للإصلاح، وفي تلك الحالة فرص الحمل للمرأة ضعيفة جدًا.

علاج أمراض الغدة الكظرية في الحمل

للسيدات التي تٌعاني من نَقص هيدروكسلاز CAH-21 يُمكن العلاج ببدائل السكر التي ساعدت كثيرًا في تَحفيز فرص الحمل لديهم، وبالفعل تَم اختبار تلك الطريقة مع أربع سيدات ثلاث منهم أتموا مرحلة الحمل، وحصلوا على أطفال أصحاء وهم أيضًا كانوا بصحة جيدة، باستعمال أستيات الكورتيزون، ميثيل بريدنيزولون، والذي يُفيد في تَثبيط الغدة الكظرية للجنين.

كيفية إدارة الحمل مع اضطرابات الغدة الكظرية

إن كانت المرأة تُعاني من بعض الأمراض أو الاضطرابات مع الغدة الكظرية، يَجب الحرص على المُتابعة مع الطبيب من أجل التَشخيص وتَقييم الوضع والإدارة فترة الحمل حتى تَمر بسلام

أولًا: التَشخيص

عندما يَتم إفراز كميات مَنخفضة من الستيرويد هيدروكسيلاز، يَحدث انخفاض في مُستوى البلازما هيدروكسي بروجسترون 17، وبالتالي لن يَكون مُناسب للجنين الأنثوي، وفي تلك الحالة يُوجد احتمالية حدوث تَهريب تناسلي إن كان الجنين فتاة، ويَتم أخذ عينة من السائل المُحيط بالجنين وتَحليه بالمُختبر بت CAH-21لتَحديد إن كان الجنين فتاة وتُعاني من نَقص هيدروكسيلاز CAH-21 أم لا.

ثانيًا: التَعامل وقت المَخاض

عند شعور المرأة أن وقت المخاض قد حان في حالة إن كانت الولادة الطبيعية يَجب إعطاءها علاج (جلوكوكورتيكويد)، بَجرعة الإجهاد باستر هيدروكورتيزون القابل للذوبان، في أول لحظات بالمخاض، والذي يَستمر مفعوله حتى بعد الولادة.

ثالثًا: فحص الجنين

ما يَفحصه الطبيب هو الأعضاء التناسلية التي تَكون غامضة أو مُختفية، أو كما يُطلق عاليها الأطباء الأعضاء الأنثوية الكاذبة، وهذا في حالة عن كان الأب يَحمل نقص في الجين هيدروكسيلاز 21، ويُمكن أن يَكون الرضيع لديه أعضاء تَناسلية خارجية كبير حجمها، ولهذا يَجب إجراء بعض الفحوصات للتأكد من أن الرضيع لا يُعاني من نقص هرمون CAH-21.

رابعًا: العلاج والمُعاملة

القيام بالتَشخيص يُساعد في ضبط نَشاط الغدة الكظرية للجنين، وفي أغلب الأمور يَقوم الطبيب بإعطاء المرأة (ديكساميثازون)، والذي ثبت فاعليته خاصًة في الفترة الأولى من الحمل من 4 -6 أسابيع، بجانب أنه يَعمل على تَقليل فرصة حدوث الأعضاء التناسلية الخارجية، والجرعة المٌخصصة له هي 20 جرعة، ويَتم تَقسيمها على حسب جسم الأم تبدأ في تَناولها من الأسبوع الرابع وحتى الأسبوع السادس من الحمل، بالإضافة إلى ضرورة أخذ عينات من المشيمة في الأسبوع التاسع الأسبوع الثاني عشر، وإن كان الجنين ذكر، وغير مُتأثر يَجب إيقاف الجرعات.

” مرض الغدة الكظرية والحمل مُرتبطان ارتباط وثيق ببعضهم البعض، لأن الاضطرابات الخاصة بها أو المُتلازمة الخُلقية، ومرض أديسون يُمكن أن يُؤثرا بشدة على خصوبة المرأة والحمل، لذا يَجب المُتابعة الدورية مع الطبيب”.

تابعنا على تلغرام تابعنا على تويتر