تكررت كلمتين الولاء والبراء ومشتقاتهما في كثير من المواضع في الدين الإسلامي، واليوم نقدم لكم عبر موقع ميرال نيوز معنى كل منهما وكل ما يتعلق بهما. و الولاء مشتقه من الاصل ولاية و هي النصرة والمحبة ، أما البراء فهو البعد والخلاص، وقد وصانا رسولنا الكريم بالبراءة من الشرك والمشركين والولاء لديننا الإسلامي الحنيف.
أحاديث الولاء والبراء
- عن أبي أمامة، عن رسول الله ﷺ أنه قال : «من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله فقد استكمل الإيمان ».
- و عن ابن عباس قال : قال رسول الله ﷺ لأبي ذر : «أي عرى الإيمان أوثق؟ » فقال : الله ورسوله أعلم . قال : «أوثق عري الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله ».
- وفي الولاء والبراء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( أوثق عري الإيمان : الموالاة في الله ، والمعاداة في الله ، والحب في الله ، و البغض في الله )).
- وكذلك عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي ذَرٍّ :(( أَيُّ عرَى الإِيمَانِ – أَظُنُّهُ قَالَ:- أَوْثَقُ؟ ” قَالَ:اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ،قَالَ : الْموَالاةُ فِي اللهِ، وَالْمعَادَاةُ فِي اللهِ، وَالْحبُّ فِي اللهِ، وَالْبغْضُ فِي اللهِ )).
- كما قال جَرِيرٍ ، قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(( إِنِّي بَريءٌ مِنْ كلِّ مسْلِمٍ يقِيمُ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْمشْرِكِينَ ، لا تَرَاءَى نارَهُمَا )).
- و أيضاً عَنْ جَرِيرٍ ، قَالَ : رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(( إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ مَعَ مُشْرِكٍ )).
- عَنْ جَرِيرٍ ، قَالَ : رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(( مَنْ أَقَامَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ ، فَقَدْ برئَتْ منْهُ الذِّمَّةُ ))
- كما ورد عن سَمُرَة بْنُ جُنْدَبٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :(( لا تسَاكنوا الْمُشْرِكِينَ ، وَلا تجَامعُوهُمْ ، فَمَنْ سَاكَنَهُمْ ، أَوْ جَامَعَهُمْ ، فَهُوَ مِثْلُهُمْ – وفي لفظ – فهو منهم )).
- عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(( مَنْ جَامَعَ الْمشْرِكَ وَسَكَنَ مَعَهُ فَإِنَّهُ مِثْلُهُ )).
- قواعد الولاء والبراء
- القاعدة الأولى: الولاءُ حبٌّ ونصرةٌ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في “قاعدة المحبة:
” أن أصل الموالاة هي المحبة، كما أن أصل المعاداة يكون بالبغض. كما إن التحاب يوجب التقارب والاتفاق، والتباغض يوجب التباعد والاختلاف”.
و بذلك فإن مفهوم الولاء شرعاً، يقصد به حب ونصرة لله عز وجل ولأوليائه الصالحين.
وهكذا فإن كل من دخل في دين الإسلام له حق في ولاية الله ما يستحق بها من النصره والأمان والحب.
- القاعدة الثانية: البراءُ بغضٌ وعداوةٌ
ومعنى البراءُ شرعاً هو بغض وعداء وكره للشيطان وأوليائه وكل ما يقرب إليه.
وأولياءُ الشيطان هم الكفار والفاسقين والمشركين.
وفي ذلك علينا ان نوضح الفرق الكبير بين الفاسق و الكافر. فالكافر له البراءة المطلقة من غير ولاء، أما الفاسق له براءة و ولاء.
وقد أمر الله أيضاً بالبراءة من الكفر والكافرين، ونهى كذلك عن اتخاذهم أولياء أو التشبه بهم.
- القاعدة الثالثة: الولاءُ والبراءُ من لوازم التوحيد والإيمان
التوحيدُ ولاء وبراء؛ اي انه ولاء لله تعالى عبادة له ومحبة لذاته، و أيضاً لأولياء الله محبة ونصرة لهم بالقول والفعل .
وبراءٌ كذلك من المعبودات الباطلة والعابدين لها، نفي لها وإثبات لبطلانها وعدم وجودها، وهذا حقيقة التوحيد بلا إله إلا الله.
ضوابط الولاءِ والبراء
- لا يوجد في علم التوحيد وعلم الكلام، وأيضاَ العلوم التي درست العقائد الإيمانية مايطلق عليه عقيدة الولاء والبراء.
- الولاء والبراء من الأعمال القلبية في الأساس، التي ترتبط بآثار عقيدة الإيمان داخل الفرد.
- المظهر السلوكي للولاء هو النصرة والتأييد، وأما عن المظهر السلوكي للبراء هو الهجر والمعاداة وعدم التأييد.
- وفي النهاية أيضاً عدم موالاة غير المسلمين من المواطنين وغيرهم ممن لا يكونون في حالة حرب مع المسلمين.
آيات الولاءُ والبراء
وردت آيات في القرآن الكريم تتضمن معاني الولاء والبراء ومنها :
- ﴿إِنَّمَا وَلِيكُمُ اللَّهُ وَرَسولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكِعُونَ (55)﴾
- وقال تعالى : ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ همُ الْغَالِبُونَ (56)﴾
- و أيضاً قوله : ﴿لَا يَتَّخِذِ الْمؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دونِ الْمؤْمِنِينَ ۖ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تقَاةً ۗ وَيحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28)﴾
- ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا برَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ۖ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)﴾.