
بحث عن الانفعالات في علم النفس إن حياة الإنسان فى تقلب و تغير مستمر ، حيث لا تمضي حياة الإنسان على وتيرة واحدة أو نمط انفعالي واحد ، فالإنسان يشعر بالحب أحيانا و بالكره أحيانا أخرى ، و قد يشعر بالطمأنينة و الامن أحيانا و بالخوف فى أحيان أخرى ، و من الجدير بالذكر ان للإنفعالات قيمة كبيرة فى التفاعلات الإجتماعية التى تساعد فى فهم الأخرين و التعامل معهم كما تزيد الانفعالات من الشحنة الوجدانية التى تساعد الفرد على مواجهة المواقف و التفاعل معها . و فى السطور التالية لمقال اليوم سنتعرف بالتفصيل على بحث عن الانفعالات في علم النفس . فتابعوا معنا .

بحث عن الانفعالات في علم النفس
تعريف الإنفعالات
إن الانفعال هو حالة وجدانية تنشأ عن مصدر نفسي نتيجة لإعاقة السلوك أو التفكير المعتاد و التى تشمل الفرد كله و تؤثر عليها وفقا لشدتها فى كلا من سلوكه و تعبيراته الظاهرة و من أمثلة الانفعالات الخوف و الغضب و السرور .
العلاقة بين الانفعالات و الدوافع
بالرغم من وجود صلة قوية بين الانفعالات و الدوافع إلا أنه يمكن التمييز بينه و تتمثل العلاقة بين الإنفعالات و الدوافع فيما يلى :
- تستثار الانفعالات من منبهات خارجية فى حين أن الدوافع من منبهات داخلية ، و من الجدير بالذكر أن بعض المنبهات الخارجية قد تحرك الدوافع إلا أنها قد تخلق الدافع فبدون الدافع الداخلي لا يكون للمنبه الخارجي أى تأثير مثل الطعام يعد منبه خارجي و قد يحرك دافع الجوع إذا كان الشخص جائع بالفعل أما إذا كان الشخص شبعان فالطعام لا يكون له تأثير عليه .
- تعتمد الدوافع على الانفعالات ، حيث تستمد منها الطاقة التى يتم تحويلها إلى سلوك يساهم فى اشباع الدافع فعلى سبيل المثال الحرمان من اشباع دافع الجوع يصاحبه انفعال و توتر و لكى يستمد الكائن الحى طاقته من هذا الانفعال تساعده فى القيام بسلوك البحث عن الطعام و بالتالي يتم اشباع دافع الجوع .
الجوانب الأساسية للإنفعالات
الجانب الفسيولوجى
عندما يتعرض الشخص لخبرة انفعالية شديدة مثل الخوف أو الغضب الشديد و هذا يؤدى إلى العديد من التغيرات الفسيولوجية و منها :
- زيادة سرعة ضربات القلب
- ارتفاع ضغط الدم
- اتساع حدقة العين
- سرعة تجلط الدم فى حالة الجروح
- زيادة سكر الدم لتزويد الطاقة
- تحويل الدم من المعدة و الأمعاء للمخ و العضلات
الجانب المعرفى الإدراكي
إن التقدير المعرفى لأى موقف يساهم فى تشكيل الخبرة الانفعالية ، حيث أن التقدير المعرفى للموقف يكون المسئول عن نوع الانفعال و شدته ، فعلى سبيل المثال عندما يشاهد الشخص ثعبان فيحدث له انفعال الخوف و الذعر و لكن إذا عرف الشخص أن هذا الثعبان مجرد لعبة فيتغير انفعال الخوف للضحك .
الجانب التعبيرى
إن التعبيرات الأنفالية تخدم عملية التخاطب و التفاعل الاجتماعى بين الافراد ، حيث أن تعبير الخوف على وجه الشخص يدفعه للمساعدة فى حين أن تعبير الغضب يجعلك تحذر منه
كيفية تقدير و تمييز الانفعالات
يتم هذا الامر من خلال عدد من الأبعاد و التى تتمثل فى التالي :
- الطابع الوجدانى : هو ما بين السرور و الحزن
- درجة الشدة : تتمثل فى الانفعال المنخفض و المتوسط و الانفعال المرتفع
- مدى الاستمرارية : قد تختلف درجة الاستجابة الانفعالية من حيث المدة التى تستغرقها
- مدى البساطة أو التعقيد : قد تكون الانفعالات التى تحدث فى موقع ما بسيطة أو متداخلة يصعب الفصل بينها .
تأثير الانفعالات على التوافق النفسي و الاجتماعى
- لا يمكن تصور شخص يقوم بعمل تحقيق التوافق دون أن يتذوق الخبرة الانفعالية السارة التى تشجعه على مواصلة الجهد و الخبرة الانفعالية المكدره تعلمه تجنب المواقف
- إن العلاقة بين درجة الاستثارة الانفعالية و الأداء التكيفى للانسان علاقة قوية حيث إذا كان الانفعال منخفض بشكل كبير فإن الأداء العقلي و الابداعى للفرد يكون منخفض فى حالة عدم و جود اهتمام، أما إذا كان الانفعال مرتفع فإن الأداء العقلي و الابداعي للفرد يكون منخفض نتيجة التوتر الذى يصيب الفرد و يسبب تشتت الانتباه و التفكير
و لذا يمكننا القول أن العديد من الدراسات أوضحت أن الأفراد الأسوياء يتميزون بالقدرة على التحكم فى انفعالاتهم و عدم التمادى فيها ، و لذا يتميزون بالصحة الجسمية و النفسية الجيدة ، فى حين أن الأفراد اللذين لا يتميزون بهذه القدرة فتتسم انفعالاتهم بالشدة و قد يتعرضون دائما للأمراض النفسية و الجسمية .
مكونات الانفعالات و مراحلها
قد تتألف الانفعالات مثل باقى الظواهر النفسية الاخرى و تتمثل مكونات الانفعالات فيما يلى :
- المكونات البيولوجية : تتمثل فى العوامل الوراثية أو الجينات و افرازات الغدد الصم
- المكونات المعرفية : تتضمن الجوانب المعرفية مثل اللغة و الاشارات اللفظية كلغة الجسد و الادراك و الذاكرة و غيرها من الجوانب الغير معرفية
- المكونات البيئية : التى تتمثل فى العوامل المادية و الاجتماعية
و لذا يمكننا القول أن الانفعالات هى نتاج التفاعل بين المكونات البيولوجية و النفسية و البيئية المتنوعة ووفقا لذلك فإن الفروق فى الانفعالات تكون نتاج الاختلاف فى الاقترانات بين المكونات الثلاثة البيولوجية و المعرفية و البيئية .
أنواع الانفعالات
يتم تصنيف الانفعالات للعديد من التصنيفات و التى يمكن تلخيصها فيما يلى :
- انفعالات ايجابية : هى تلك الانفعالات التى تعمل على زيادة النشاط و الحيوية و الطاقة كما أنها تعمل على زيادة ضربات القلب و ضغط الدم و من أهم هذه الانفعالات الحب و السرور و هذه الانفعالات تكون شدتها مرتفعة و نتائجها حميدة
- انفعالات سلبية : هى تلك الانفعالات الباعثة للتعاسة و التى تكون شدتها ضعيفة و تعمل على التقليل من النشاط و الحيوية
- الانفعالات الفطرية : تظهر مبكرا فى حياة الفرد و مثيراتها البسيطة و هى أولية لايمكن ردها لأبسط منها مثل الخوف و الحزن
- الانفعالات المكتسبة : تظهر هذه الانفعالات فى وقت متأخر من حياة الفرد و التى تتركب من العديد من الانفعالات كالازدراء و الخوف و الغضب و الاشمئزاز أو الغيرة و الحزن و الاكتئاب و غيرها من الانفعالات الأخرى